في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قتل جنود مصريون مرابطون على الحدود البحرية بين مدينتي رفح الفلسطينية والمصرية، صياداً غزياً شاباً يدعى فراس محمد مقداد، لكنّ الحادثة في حينه ظلت رهينة الإدانات، ومناشدة مصر فتح تحقيق في الحادثة.
غير أنّ فيديو نشره ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، يكشف تعمد جنود مصريين إطلاق النار والتباهي بذلك، على مركب صيد في عمق المياه الفلسطينية أعاد تفعيل القضية، ويأتي الفيديو بعد آخر أظهر قبل أيام إعدام شاب يعاني مشاكل نفسية بعد تخطيه الحدود البحرية لأمتار قليلة.
ويظهر فيديو قتل فراس، جنوداً مصريين يعتلون آلية عسكرية على الحدود مع غزة، واثنين منهما تناوبا على إطلاق النار، قبل أن يلقى الشاب حتفه في البحر، ويتم نقله إلى مستشفى قريب، وتشييعه في اليوم التالي في موكب مهيب.
وفي حينه، استنكرت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، قيام الجيش المصري بإطلاق النار على قوارب الصيادين في عرض بحر رفح جنوب القطاع، ما أدى إلى استشهاد الصياد فراس محمد مقداد (17 عاما) بعد إصابته برصاصة قاتلة في البطن.
وقال المتحدث باسم داخلية غزة اياد البزم، إنّ الجيش المصري قام بإطلاق النار بشكل متعمد وغير مبرر على الصياد فراس مقداد، أثناء قيامه بمهمة الصيد داخل المياه الفلسطينية، والتي لم يتجاوز حدودها. وحمل البزم السلطات المصرية المسؤولية الكاملة عن مقتل الصياد مقداد، مؤكداً أن هذا الحادث يمثل تطورا خطيراً وتعديا على حقوق شعبنا داخل أرضه ومياهه.
وأعاد نشطاء فلسطينيون على مواقع التواصل نشر وسم "#ليش_قتلوه"، والذي أُطلق بعد استشهاد إسحاق حسان الذي أُرديَ قتيلاً منذ أيام على بعد أمتار فقط من سياج حدود غزة ومصر البحرية، بعد أن أمطره جنود مصريون مرابطون في برج عسكري بنيران أسلحتهم.
وكتب محمد الزعانين على صفحته على"فيسبوك": "جريمة قتل الصياد الفلسطيني فراس مقداد وحسان اخيرا في عرض بحر رفح تستدعي من كل فلسطيني تحركاً عاجلاً لوقف الاعتداءات التي يقوم بها الجيش المصري، وما نُشر في الإعلام دليل واضح على القتل بدم بارد".
من ناحيته، كتب المحلل السياسي في غزة، حازم قاسم، منتقداً موقف الفصائل والسلطة مما جرى وقال: "السلطة والفصائل التي تدور في فلكها والكتاب الذين يسبحون بحمدها والبلهاء الذين يؤيدون أفعال النظام المصري ضد غزة.. كل هؤلاء يثبتون في كل مناسبة أن حرصهم على المرور عبر المعبر المصري أو الإسرائيلي أكثر أهمية من اتخاذهم لموقف وطني مثل استنكار قتل المواطن حسان على يد الجيش المصري!
اقرأ أيضاً: قضايا شغلت العالم... وطبعته