يوم أن قررت السعودية حجب موقع "العربي الجديد"، جلست وزملاء في صالة التحرير نتندّر حول الواقعة، كنا لا نصدق أن المملكة لم تحجبنا طيلة ما يقارب العامين من نشر موقعنا، علمًا أن الموقع لم يهاجم المملكة يومًا، وفق ما يصطلح صحافيًا على تعريفه بالهجوم، ورغم أننا كنا وما زلنا نراعي أقصى، بل بالأحرى، أقسى مبادئ المهنية في ما يخص الذي يجري في السعودية على وجه الخصوص، وغيرها من الدول بشكل عام.
كنا في حيرة من أمرنا؛ تحدث بعضنا عن التغير القائم في المملكة منذ تولي الملك سلمان الحكم، ثم تداولنا تاريخا طويلا من حجب المواقع في السعودية، وحكى لنا أصدقاء عن مغامراتهم في عالم البروكسي "في بي إن" هناك، وهوّن بعضهم من تأثير القرار، باعتبار أن معظم من يريدون المعرفة في السعودية معتادون على استخدام مواقع فك الحجب، بل إن كثيرين منهم باتوا خبراء في هذا المجال.
بعد أيام قليلة، قررت الإمارات حجب الموقع، وما يمكن أن نصفه بالغضب من القرار السعودي، لم يكن قائما تجاه القرار الإماراتي، فعدد قرائنا في الإمارات محدود أصلا، لكنّ تندرنا تحول فجأة إلى سخرية مريرة، فقال أحد ظرفاء المكان: متى سيتم حجب الموقع في لندن؟ فرد عليه ظريف آخر: بعد حجبه في الدوحة مباشرة.
وسط المزاح والسخرية والتندر، سأل أحد المعروفين بالوقار، من طرف صالة التحرير: "ماذا لو تم حجب الموقع في مصر؟" فتبرع عدد من المصريين بإبداء مخاوفهم، للحقيقة كنت أحد من استبعدوا ذلك، ليس لأن النظام في مصر منحاز للحرية أو حريص على إتاحة المعلومات لمواطنيه، ولكن لأسباب تبدو مالية وتقنية، فتقنيات حجب المواقع ليست متوفرة في مصر، وتكلفتها عالية في ظل أزمة اقتصادية خانقة، ولدينا مثال واضح متمثل في حكم قضائي بغلق المواقع الإباحية لم تتمكن مصر من تنفيذه بسبب عدم وجود تقنيات الحجب.
كان كلامي مريحا لكثيرين، إذ بدا مقنعا وقتها، ولكن هناك من تشكك، وقال محررنا الاقتصادي: لا تستبعدوا حجب الموقع في مصر، معللا مخاوفه بأن النظام يخشى الفضائح الإعلامية أكثر من خشيته من جوع المواطنين أو عدم توفر الخدمات لهم، وبالتالي يمكنه أن يخصص قدرا من أموال المنح الخليجية لهذا الغرض.
بالأمس قررت مصر حجب "العربي الجديد"، بعد أيام فقط من حجب الإمارات له، وبعد أقل من أسبوعين من حجب السعودية له.
لسنا هنا إزاء كارثة، لكننا إزاء أزمة تحتاج حلولا، والحلول أيضا كثيرة ومتوفرة. لا يمكن أبدا أن نتحدث عن حلول ناجعة مائة في المائة. أنا أحب دائما تسميتها محاولات تحايل، وليس حلولا، فلسنا الموقع الأول في العالم الذي يتم حجبه في بلد ما، ولن نكون الأخير، وتجارب كثير من المواقع والصحف مع الحجب معروفة، وفيها الكثير من الدروس المستفادة والخبرات اللازمة.
اقرأ أيضاً: حملة تضامن ضدّ "#حجب_العربي_الجديد": الشمس لا تغطى بغربال
كنا في حيرة من أمرنا؛ تحدث بعضنا عن التغير القائم في المملكة منذ تولي الملك سلمان الحكم، ثم تداولنا تاريخا طويلا من حجب المواقع في السعودية، وحكى لنا أصدقاء عن مغامراتهم في عالم البروكسي "في بي إن" هناك، وهوّن بعضهم من تأثير القرار، باعتبار أن معظم من يريدون المعرفة في السعودية معتادون على استخدام مواقع فك الحجب، بل إن كثيرين منهم باتوا خبراء في هذا المجال.
بعد أيام قليلة، قررت الإمارات حجب الموقع، وما يمكن أن نصفه بالغضب من القرار السعودي، لم يكن قائما تجاه القرار الإماراتي، فعدد قرائنا في الإمارات محدود أصلا، لكنّ تندرنا تحول فجأة إلى سخرية مريرة، فقال أحد ظرفاء المكان: متى سيتم حجب الموقع في لندن؟ فرد عليه ظريف آخر: بعد حجبه في الدوحة مباشرة.
وسط المزاح والسخرية والتندر، سأل أحد المعروفين بالوقار، من طرف صالة التحرير: "ماذا لو تم حجب الموقع في مصر؟" فتبرع عدد من المصريين بإبداء مخاوفهم، للحقيقة كنت أحد من استبعدوا ذلك، ليس لأن النظام في مصر منحاز للحرية أو حريص على إتاحة المعلومات لمواطنيه، ولكن لأسباب تبدو مالية وتقنية، فتقنيات حجب المواقع ليست متوفرة في مصر، وتكلفتها عالية في ظل أزمة اقتصادية خانقة، ولدينا مثال واضح متمثل في حكم قضائي بغلق المواقع الإباحية لم تتمكن مصر من تنفيذه بسبب عدم وجود تقنيات الحجب.
كان كلامي مريحا لكثيرين، إذ بدا مقنعا وقتها، ولكن هناك من تشكك، وقال محررنا الاقتصادي: لا تستبعدوا حجب الموقع في مصر، معللا مخاوفه بأن النظام يخشى الفضائح الإعلامية أكثر من خشيته من جوع المواطنين أو عدم توفر الخدمات لهم، وبالتالي يمكنه أن يخصص قدرا من أموال المنح الخليجية لهذا الغرض.
بالأمس قررت مصر حجب "العربي الجديد"، بعد أيام فقط من حجب الإمارات له، وبعد أقل من أسبوعين من حجب السعودية له.
لسنا هنا إزاء كارثة، لكننا إزاء أزمة تحتاج حلولا، والحلول أيضا كثيرة ومتوفرة. لا يمكن أبدا أن نتحدث عن حلول ناجعة مائة في المائة. أنا أحب دائما تسميتها محاولات تحايل، وليس حلولا، فلسنا الموقع الأول في العالم الذي يتم حجبه في بلد ما، ولن نكون الأخير، وتجارب كثير من المواقع والصحف مع الحجب معروفة، وفيها الكثير من الدروس المستفادة والخبرات اللازمة.
اقرأ أيضاً: حملة تضامن ضدّ "#حجب_العربي_الجديد": الشمس لا تغطى بغربال