اكتسبت الصحافية الروسية، داريا أسلاموفا، شهرة في العالم العربي بعد لقائها المثير للجدل مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لكن شهرة أسلاموفا تعود إلى أبعد من ذلك، وتدور بشكل رئيسي حول الفضيحة الجنسية الأولى في روسيا.
حققت الصحافية شهرة واسعة في روسيا في عام 1992، وكانت حينها في الـ23 من عمرها، إذ نشرت مقالاً تحت عنوان "مذكرات فتاة شقية". خصصت الصحيفة الروسية، "سوبيسيدنيك"، مقالاً من صفحتين لـ أسلاموفا التي ظهرت بفستان ضيق وقصير، وادعت تقبيلها لعدد من السياسيين في الكرملين، من بينهم رئيس البرلمان الروسي السابق، روسلان حسبولاتوف الذي كان في الخمسين من عمره حينها، وزعيم تحالف المعارضة الأقوى حينها، نيكولاي ترافكين، وكان في عمر الخامسة والأربعين، وفق مقالات نشرته "الإندبندنت" البريطانية وقتها.
وتحدثت عن إعجابها بالسياسيين، وقالت "أفضل الرجال الذين يتمتعون بالحيوية ويحلمون بتشكيل العالم وفقاً لأحلامهم"، وأضافت "أحب أصحاب الطموحات العظيمة. أحدنا لا يمل بصحبتهم أبداً".
وحول علاقتها بحسبولاتوف، قالت حينها إنها التقت به، بعد أن كذب أحد أصدقائها وعرّف عنها بملكة جمال جامعة موسكو الحكومية، وأضافت أن حسبولاتوف دعاها للاطلاع على مجموعة الغليون الخاصة به، ثم سكب لها كأساً من الفودكا. وقالت: "كان يعرف النساء وكيف يتحدث إليهن. بدا واضحاً أنه يريدني، ويصعب أن تجد امرأة واحدة في العالم لا تحب النار في عيني رجل، حتى لو كان كوازيمودو"، في إشارة إلى الشخصية الرئيسية في فيلم "أحدب نوتردام".
أما ترافكين، فعبّر بسخرية عن الموضوع، وقال "وفقاً للصحافة، فالمعارضة ليست متهمة فقط بتحضير انقلاب، بل مشاركة العشيقة نفسها مع السلطة"، وأضاف ضاحكاً: "حسبولاتوف يمكنه إغراؤها، أما أنا فأفتقر لمزاجه الجنوبي".
أجرت أسلاموفا لقاءً مثيراً للجدل مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لصحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الأسبوع الماضي. ومازال اللقاء يثير كثيراً من الجدل حول موضوع ومضمون الأسئلة من جهة، وحول كواليس التحضيرات لهذا اللقاء التي كشفت عنها أسلاموفا لاحقاً.
واللافت في لقاء أسلاموفا الأخير أنها لم تتخل عن أسلوبها الذي اشتهرت به منذ بداياتها، إذ كشفت الصحافية عن كواليس اللقاء الذي أعده "معنيون في شؤون الرئاسة السورية"، بعدما طلبوا منها الظهور بعفوية وأنوثة حقيقية، وارتداء أجمل فستان لديها وحذاء بكعب عالٍ "لأنهم ليسوا بحاجة للرجال الجامدين في المشهد"، وفقاً لها.
ونقلت قناة "روسيا اليوم" تصريحات أسلاموفا لراديو "كومسومولسكايا برافدا" التابع للصحيفة نفسها، يوم السبت الماضي، أنها "لم تبحث شخصياً عن مقابلة الأسد وحواره، بل بحث عني معنيون في الشؤون الرئاسية وطلبوا مني حواره. شعرت بأن المكتب الإعلامي لدى الرئاسة السورية قد سئم رتابة المقابلات، التي صارت تقتصر على الصحفيين الغربيين الذين يطرحون سؤالا واحدا على الأسد مفاده، "ما نوع القنابل التي تنزلونها على حلب؟ وما عدد القتلى بين الأطفال لديكم؟"، فيما يأتي المراسلون الروس من الرجال ويبدون "متخشبين" في المقابلة والتوتر مرسوم عليهم".
وأضافت "من هنا، برزت فكرة العثور على سيدة جذابة وحيوية وحساسة تجيد اللغة الإنكليزية، على أن تكون صحافية سياسية، وبصراحة فقد بحثوا عني كثيراً، واستمروا في البحث طويلاً عن الصحافية التي قد تلبي المعايير المطلوبة. واللافت أنهم شاهدوا حواراً لي أجريته مع وزير خارجيتنا سيرغي لافروف وأعجبهم أدائي كثيرا، الأمر الذي حملهم على اختياري".
وأشارت إلى أنها كانت تستجم في كرواتيا، حين فوجئت باتصال شخصي من "مكتب سيادة الرئيس السوري"، وظنت الأمر مزحة، قبل أن تسير الترتيبات المستعجلة، وتسافر إلى دمشق بعد أسبوع.
وكانت أسلاموفا وجهت انتقادات كثيرة للأسد حول الإعلام الرسمي الذي يحاول نقل صورة مشوهة عن الحياة في البلاد، معتبرة أن الأمر يضر بالروح الوطنية للموالين، واستشهدت بتجارب عائلتها الشخصية حول كيفية إدارة البلاد أثناء الحرب العالمية الثانية التي وصفتها بالـ"الحرب الوطنية العظمى".
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل خرجت أسلاموفا عن مسار اللقاء بأكمله، لتوجه نصائح وإرشادات للأسد حول إدارة البلاد، فانتقدت مظاهر الحياة الطبيعية في دمشق، وطالبت بسحب الشباب كلهم إلى الجبهات عوضاً عن جلوسهم في المقاهي ومراكز اللباقة البدنية، واستشهدت مرة أخرى بتجربة بلادها مع الحرب العالمية الثانية، فقالت: عندما كان لدينا حرب كبيرة أرسلنا كل الرجال إلى الجبهة".
(العربي الجديد)