"فايننشال تايمز": القصف الروسي لحلب سيدخلها سجلات العار

21 أكتوبر 2016
AAD18CB2-4E97-44A5-916E-D759144374CD
+ الخط -

اعتبرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن القصف الجوي الروسي الكثيف على مدينة حلب السورية سيدخلها في سجلات العار، قبل أن يتمكن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية من إيقافه.

وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان "ثمن جرائم الحرب الروسية في حلب"، أنّ جيش النظام السوري المتداعي لا يستطيع سحق الثورة، لذا تساعد موسكو في تحويل المدينة إلى مقبرة جماعية، فتسحق الأحياء الشرقية في حلب، حيث يحاصر حوالى 250 ألف سوري.

وأشارت إلى أنّ قوات رئيس النظام السوري، بشار الأسد، استخدمت منذ 2011، الأساليب الأكثر فساداً وانعداماً للأخلاق التي يحرمها القانون الدولي ضدّ المدنيين، فضربت إمدادات المياه والغذاء، هاجمت الخدمات الطبية، واستخدمت التجويع كسلاح.

واعتبرت أن حلب مسرح لجريمة حرب تطابق في حالها عدداً قليلاً من جرائم الحروب الأخرى في العقود الأخيرة، مما يستدعي محاسبة موسكو وأداتها السورية، وفقاً للصحيفة.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى ضرورة اعتراف الدول الغربية بأن نظام القواعد الدولية الذي صيغ بعد الحرب العالمية الثانية، يخضع للتزييف في حلب أيضاً، ومن قبل عضو بارز في مجلس الأمن الدولي.

وأفادت أن روسيا قصفت قوافل المساعدات، وساهمت في طرد مئات آلاف اللاجئين إلى خارج سورية. ولم تكتف بإنقاذ الديكتاتور الذي دمر بلاده للأجيال المقبلة، بل قوضت أيضاً التحركات الدبلوماسية من أجل التوصل إلى تسوية سياسية قد توقف الحرب، وفقاً للصحيفة.

واعتبرت "فايننشال تايمز" أن بعض اللوم يقع على الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، بسبب الضعف الذي أظهره الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في سورية، مما سمح للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بملء الفراغ. كما أن أوروبا تقاعست عن الموضوع السوري، بسبب انشغالها بأزماتها الداخلية.

ورأت الصحيفة أن قمة الاتحاد الأوروبي التي تعقد اليوم الجمعة، هي فرصة ليبدو أن هناك ثمناً يجب أن يدفعه بوتين جراء هذا العدوان على حلب، معتبرة أن ما يحدث في حلب يجب أن يقوي عزيمة أي عضو متردد في الاتحاد من تمديد العقوبات على روسيا.

وختمت بالقول إن "كبح جماح بوتين سيستدعي استراتيجية احتواء متأنية، وينبغي أن يعيد الغرب رسم الخطوط الحمراء، وتنبيه موسكو إلى الكلفة الحقيقية لتجاوزها هذه الخطوط، وحذرت من المواقف التصالحية قصيرة الأجل، لأنها ستشجع بوتين على استعراض عضلاته أكثر على المدى الطويل"، وفقاً للصحيفة.


(العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.
الصورة
البعثة الأميركية في إدلب، سبتمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

تواصل البعثة الأميركية في إدلب عملها، من خلال إجراء عمليات طبية جراحية نوعية يشرف عليها 25 طبيباً وطبيبة دخلوا مناطق سيطرة المعارضة، شمال غربي سورية...
الصورة
النازح السوري محمد معرزيتان، سبتمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

يُواجه النازح السوري محمد معرزيتان مرض التقزّم وويلات النزوح وضيق الحال، ويقف عاجزاً عن تأمين الضروريات لأسرته التي تعيش داخل مخيم عشوائي قرب قرية حربنوش
الصورة
غارات جوية إسرائيلية على دمشق 21 يناير 2019 (Getty)

سياسة

قتل 16 شخصاً وجُرح 43 آخرون، في عدوان إسرائيلي واسع النطاق، ليل الأحد- الاثنين، على محيط مصياف بريف حماة وسط سورية.