هجوم مطول على وسائل الإعلام، ومطالبات بتأميمه، شهدتها ندوة "تأثير وسائل الإعلام على صناعة الرأي العام الشبابي"، اليوم الأربعاء، التي أدارها إعلامي النظام أسامة كمال، في حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضمن فعاليات مؤتمر الشباب المُنعقد بمدينة شرم الشيخ.
ودخل نقيب الصحافيين الأسبق، مكرم محمد أحمد، في وصلة نفاق للنظام، زاعماً أن مؤتمر السيسي "واحد من أعظم المؤتمرات، وبُذل فيه جهد عظيم"، وأن "الصحافة المصرية هي الأفضل في الوطن العربي والشرق الأوسط"، وأن "ما من صحافي عربي يستطيع أن ينتقد نظامه بهذا المستوى الندي إلا في مصر!".
وذكر الإعلامي الشاب محمد الدسوقي رشدي، أن "الإعلام يحب أن ينتقد الجميع، ولا يحب أن يُنتقد من أحد"، وأن "الشباب فقد الثقة في الإعلام، بعد أن أصبح مفعولاً به وليس فاعلاً"، مضيفاً: "إذا أراد الإعلام أن يؤثر في الشباب فعليه أن يبحث من بينهم عن قادة في كل المجالات".
وقال الإعلامي محمد سعيد محفوظ، الأربعاء، إن هناك حالة عامة من الانفلات في الممارسة الإعلامية بمصر، مدعياً أن معايير اختيار طلاب الإعلام غير واضحة، بجانب أن الدراسة في كليات الإعلام نظرية بحتة، ولا يوجد تدريب للشباب، وأن هناك ضرورة في اهتمام الدولة بوسائل الإعلام العامة، فصفق الحضور.
بدوره، قال الإعلامي إبراهيم عيسى، إن وسائل التواصل الاجتماعي غابت عنها المصداقية، وإن الحل لمواجهتها هو التعدد، مضيفاً أن "مقدم البرنامج عليه ألا يقدم للمتلقي معلومات مزيفة وكاذبة، والتصور بأن الضابط هو المزيد من المنع، وليس الحرية، ليس حلاً".
وانتقد الأصوات التي تنادي بعدم إبداء الإعلام لرأيه، قائلاً: "من يقول إن الإعلام ليس المفترض أن يقول رأيه، لا يفهم في الإعلام، والذي يضم الخبر والرأي والمعلومة والتحليل"، متعجباً من مطالبات بعض الإعلاميين من الحضور بتوقيع عقوبات سالبة للحرية على الإعلاميين بسبب آرائهم.
وتابع: إن هناك "صحافيين وكتاب رأي مسجونين، ومصر إحدى الدول القليلة في العالم التي تُطبق عقوبات سالبة للحرية على قضايا النشر"، مشيراً إلى وجود إشكالية منذ 30 يونيو/ حزيران، وهي "اعتقاد الجميع أن وسائل التواصل صنعت الثورة من حيث التحفيز والتحريض، وأن الإعلام التقليدي والفضائي لعب دوراً كبيراً في مواجهة الإخوان".
واستشهد السيسي، من جانبه، بحديث الرسول (ص)، قائلاً: "إن المرء يصدق، ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا"، مخاطباً الإعلاميين بالقول: "إنتوا جايبين أدبيات الإعلام الخارجية من برة، وسايبين الثقافة الإسلامية"، زاعماً "رغم المنصب اللي أنا فيه عمري ما تحدثت معاكم أبداً غير بالصدق، لم أتحدث معكم أبداً إلا بصدق، ولم أجد إشكالية في ذلك".