أصبح مقر النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين ملتقى يومياً للصحافيين الذين يعانون من الأوضاع الاقتصادية الصعبة، خصوصاً العاملين منهم في الإذاعات والقنوات التابعة للقطاع الخاص.
واجتمع، أمس الخميس، عاملو إذاعة "صراحة أف أم" في مقر النقابة، علماً أنهم قد أعلنوا إضرابهم عن العمل، الأربعاء، بسبب عدم سداد أجورهم وامتناع مالك الإذاعة عن الإيفاء بالتزاماته القانونية، ومماطلته لأشهر عدة في توقيع عقود العمل.
وطالب نقيب الصحافيين التونسيين، ناجي البغوري، خلال الاجتماع إدارة إذاعة "صراحة أف أم" بالإيفاء بالتزاماتها المادية تجاه العاملين فيها، كما طالب بالتنسيق مع "الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري" (الهايكا)، لوضع حد لهذه الخروقات المهنية في حق الزملاء والعاملين في الإذاعة.
إضراب العاملين في "صراحة أف أم" لم يكن الأول من نوعه، إذ سبقهم إلى ذلك العاملون في إذاعتي "رباط أف أم و"كلمة" قبل حوالي الأسبوعين، بسبب عدم إيفاء إداراتي هاتين المحطتين بالتزاماتهما المالية تجاه الصحافيين والتقنيين الذين يعانون من أوضاع مادية مزرية.
واعتبر البغوري أن ما يحصل "أكبر تهديد لحرية الصحافة في تونس"، في ظل استمرار حالات الطرد التعسفي وعدم حصول الصحافيين على أجورهم، ما يجعلهم في وضعية مهنية "هشة".
ويرجع مالكو المحطات الإذاعية والمشرفين على إدارتها عدم إيفائهم بالتزاماتهم المادية إلى الوضع المادي الصعب الذي تعيشه هذه المحطات الإذاعية، في ظل تراجع العائدات من الإعلانات التجارية نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تونس منذ سنوات.