أعلنت شبكتا "النهار" و"سي بي سي"، الفضائيتان المصريتان، الدخول في شراكة باندماجهما في كيان اقتصادي واحد. وقال بيان مقتضب عن الشبكتين إن هذه الخطوة جاءت بعد اجتماعات بين كل من علاء الكحكي، رئيس شبكة تلفزيون النهار، ومحمد الأمين رئيس شبكة قنوات سي بي سي، انتهت إلى اندماج الشبكتين في مجموعة واحدة.
وقال مصدر مطلع في تلفزيون "النهار" إن "الكيان الاقتصادي الواحد سيكون عبارة عن شركة قابضة إعلامية كبرى، وبذلك سيخلق هذا الاندماج أكبر مجموعة إعلامية مصرية على الساحة حالياً".
ويملك رجال أعمال بحجم أحمد أبوهشيمة (مالك قناة "أون تي في" وصحيفة "اليوم السابع")؛ نسبة كبيرة من أسهم تلفزيون النهار، بينما يحتفظ عدد من رجال الأعمال الإماراتيين والكويتيين بأسهم في قنوات "سي بي سي"، ما ينبئ بضخامة رأس المال الذي سيتم اعتماده لإنشاء الشركة القابضة الجديدة.
وأضاف المصدر أنه أصبح في حكم المؤكد ضم صحيفة "الوطن" المملوكة لمحمد الأمين بالكامل إلى الشركة القابضة الجديدة، حيث تتبع الصحيفة مباشرة شركة فيوتشر ميديا مالكة قنوات "سي بي سي" وشركة الإعلانات التي تمول الصحيفة والقنوات.
وأوضح المصدر أن شبكة النهار كانت بصدد إصدار صحيفة أسبوعية وإطلاق موقع إلكتروني منتصف العام الجاري، مما يرجح أن يكون هذا المشروع هو باكورة منتجات الشركة القابضة الجديدة.
ولا يعلم كثيرون داخل الشبكتين أسباب هذا الاندماج المفاجئ، إلّا أن مصدراً بشبكة "سي بي سي" أكد في تصريحات خاصة أن "هذا الاندماج سياسي ويعبر عن رغبة النظام الحاكم في تقوية ودعم وسائل الإعلام المقربة منه".
وأضاف المصدر الذي يعمل بوظيفة إدارية عليا في الشبكة أن "شخصا نافذا في رئاسة الجمهورية (يقصد مدير مكتب السيسي اللواء عباس كامل) حث أصحاب القنوات الفضائية المصرية قبل عدة أشهر على بحث فرص دمج قنواتهم وصحفهم تحت مظلة كيانات اقتصادية قوية وأقل عدداً، في ظل عدم قدرة النظام على انتشال اتحاد الإذاعة والتلفزيون الرسمي من عثراته المالية".
وأوضح المصدر أن "الفترة الماضية شهدت العديد من محادثات شراء وبيع بعض القنوات، كانت أولى ثمارها إخراج رجل الأعمال نجيب ساويرس من سوق الإعلام التلفزيوني، وتوسيع حصة أبوهشيمة، والثمرة الثانية هي اندماج الأمين والكحكي"، مشيراً إلى أن الكحكي هو واجهة لعدد من رجال الأعمال من بينهم أبوهشيمة أيضاً.
وأكد المصدر، وفقاً للمعلومات المتوافرة حتى اللحظة، أن "إنشاء الكيان الاقتصادي الجديد لن يترتب عليه إلغاء أي قناة تابعة للشبكتين" لكنه لم يستبعد إعادة ترتيب الأولويات، بتقليص النفقات في شبكة وتوجيهها إلى شبكة أخرى، لا سيما في ظل الأزمات التي تطارد الإعلام المصري بصورة خاصة والاقتصاد المصري بشكل عام، نظراً لانهيار قيمة الجنيه المصري وزيادة التضخم، وعدم قدرة أصحاب وسائل الإعلام على دفع السيولة المالية التي كان معتاداً دفعها سابقاً".