"نبي من الأنبياء مثل موسى والمسيح، ولي من أولياء الله الصالحين، صحابي من الصحابة، الخليفة السابع، وجار البحث عن السادس، وأخيراً، وربما ليس آخراً، جند من جنود الله"، هكذا تتأرجح درجات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عند مؤيديه من مشايخ المؤسسة الرسمية الأزهر، وقساوسة الكنيسة، في أوسع صورة للمتاجرة بالدين، واستخدامه لخداع البسطاء في العصر الحديث.
وكان الأستاذ في جامعة الأزهر، سعد الهلالي، هو البادئ بـ"المزاد"، عندما شبّه السيسي بنبي الله موسى، ورد عليه الأنبا بولا الذي شبّهه بالمسيح. وجاءت باقي المحاولات دون المستوى، ليصل الشيخ أحمد كريمة إلى حلقة جديدة من حلقات استخدام الدين لمصالح سياسية، عندما أكد أن "عبدالفتاح سعيد السيسي جند من جنود الله المرسلين لإنقاذ تديّن المصريين"، رغم أن الله قال في كتابه "ولا يعلم جنود ربك إلا هو".
ورغم التضييق الواضح على المساجد، وصلاة التراويح، والاعتكاف، بالتزامن مع بداية شهر رمضان في بلد الأزهر، كان رد كريمة على سؤال لمحاورته على قناة "أون تي في"، حول الجملة الشهيرة التي أصبحت أقرب للفلكلور "الشعب المصري متديّن بطبعه"، فأسهب الشيخ في حديث مطول عن مصر أصل وأرض الأديان، بل أكد أن المصريين هم أصل العرب.
كلام كريمة تلقفته المواقع المؤيدة للنظام بترحاب شديد، رغم كل مواضيعها عن إبعاد الدين عن السياسة... لكن "يبدو أن المقصود عندما يكون ذلك للمعارضة فقط، أما للتأييد فلا بأس، بل يجب ذلك"، كما سخر منهم ناشطون.
منصات التواصل كان لها رأي آخر، فاستقبلت تصريحات كريمة بسخرية شديدة، وتساؤلات هزلية، فسخرت فريدة: "الشيخ" كريمة: السيسي من جنود الله، بالفعل هو جند من جنود الله كالقمل والجراد والأوبئة الفتاكة، لنعرف أننا استبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير".
Twitter Post
|
وعلق عصام: "كريمة مش واخد باله ان الأوقاف بتضيق على الناس في صلاة التراويح والاعتكاف وبتقفل المساجد ويقولك السيسي جند من جنود الله اللي هتحمي التدين في مصر". وسخر محمد: "كريمة بقولك السيسي من جنود الله ونسي يقولنا رتبته إيه".