معظم الناس يسيئون فهم الثقوب السوداء، وبعضهم لا يعرف ما هي أو مما تتكوّن بالأساس. وكل ما يعرفه الناس عنها مجرّد أخبار مخيفة عن مدى خطورتها وغموضها. وبسبب انتشار عدد كبير من المفاهيم الخاطئة، كتب دكتور علم الفيزياء الفلكية حسام علي بعضاً من الإجابات على أكثر المفاهيم الخاطئة الخاصة بالثقوب السوداء. إليكم ثلاثة من المفاهيم الخاطئة الأكثر شيوعاً حول الثقوب السوداء:
المجرات تتحكّم بدوران ثقوبها السوداء المركزية
نحن جميعاً على دراية بنظامنا الشمسي، حيث إنّ مجموعة من الكواكب والكويكبات (والصخور، والكواكب البعيدة كبلوتو) تدور حور جسم مركزي. هذا ويُسمّي الفلكيون نظامنا بنظام كبلر (أي أنه يتبع قوانين كبلر للحركة). في هذه الأنظمة تهيمن الكتل وتدور كلياً وفقاً للجسم المركزي، ويمكن التعامل مع كل الكائنات الأخرى والجسيمات بحسب دورانها حول هذا الكائن الضخم في مركز ضمن مدار غير مألوف وفقاً للقوانين كبلر، مع سرعة ومعدل التناقص وغيرها من الثوابت العلمية.
كثير من الناس يعتقدون أنّ نفس الشيء ينطبق على المجرات، حيث إنّ النجوم والغيوم المؤلفة من الغاز تدور حول الثقب الأسود المركزي. لكن هذا ليس صحيحاً. لقد عرفنا دائماً أن المجرات ليست أنظمة كتلك التي تتبع نظام كبلر وذلك منذ لوحظت سرعات مدارية النجوم، والتي في الغالب تكون مستقلة عن دائرة نصف قطرها. ولكن الآن يمكننا قياس بعض أوزان الثقوب السوداء، بما في ذلك منطقتنا A*، والتي تشكّل منتصف مجرة درب التبانة. ويمكن من خلال ذلك تحديد منطقة نفوذ الثقوب السوداء المركزية، والتي هي على شكل كروي تقريباً بالنسبة لإمكانات جاذبية الثقب الأسود، والتي تهيمن على المجرة المضيفة.
الثقوب السوداء تمتص في كل شيء من حولها
الشيء عن خطورة الثقوب السوداء هو أنها تماماً خطرة كأي جسم آخر مع كتلة. الجاذبية لا تجعل الأشياء تقع (إلا إذا كانت تلك الأشياء تتحرّك بسرعة الصفر عرضية في إطار الكائن المركزي للمرجعية). هذا هو نفس السبب الذي يجعل الأرض تدور حول الشمس لمدة 4.5 بلايين سنة من دون الوقوع أو ما يسمى بالسقوط. إذا كانت الشمس تعتبر كثقب أسود مع نفس الكتلة، فإن المدار لدينا هو نفسه. وهذا ببساطة ما يُسمى بالحفاظ على الزخم الزاوي، والذي هو نتيجة بسيطة وفقاً لقوانين "نيوتن".
الثقوب السوداء لها كثافة عالية جداً
في الحقيقة، قليل جداً من الثقوب السوداء لديه كثافة عالية. لكن تلك الثقوب الضخمة، والتي تعيش في مراكز المجرات ليست حقاً كثيفة على الإطلاق. والسبب بسيط جداً: الثقوب السوداء لا تملك في الواقع نصف قطر بالمعنى المعتاد، وبالتالي لا يمكن تحديد حجمها أو كثافتها.