هل يفشل إعلام النظام المصري في السيطرة على غضب المواطنين بسبب الانهيار والفشل في كافة المجالات؟ سؤال يطرحه المتابعون للإعلام عقب حادثة غرق مركب رشيد الذي قضى فيه أكثر من 168 شخصاً.
انتشرت لقطات تؤكد فشل الفضائيات والأذرع الإعلامية في تغطية الحادث والدفاع عن النظام، خصوصاً أنّ الاتهام كان للعسكر وليس للحكومة التي لا غضاضة في الهجوم عليها.
اللقطة الأولى كانت على قناة "سي بي سي"، المملوكة لرجل الإعلام المقرب من العسكر، محمد الأمين، فأثناء إذاعة القناة لتقرير عن الحادث، حاول المراسل الدفاع عن خفر السواحل، والإشارة لوجود مراكب تابعة له تجوب المنطقة، انفجر مواطنون في وجهه صائحين "أوقف البث إنت بتقول أكاذيب"، فلم تجد القناة سوى قطع البث على الهواء.
أما اللقطة الثانية، فكانت على قناة "دريم 2"، التي يتفاوض رجل الإعلام الجديد أحمد أبو هشيمة بإيعاز من أجهزة سيادية لضمها لإمبراطورية إعلامه، صوّرت القناة تقريراً لبرنامج "العاشرة مساء"، حاول رصد شهادات عيان لأهل قرية الحادث، ففوجئت القناة بأن المواطن الذي عاش تفاصيل الحادث يلقي اللوم في غرق المركب على القوات المسلحة التي ذهب إليها مبكرا للإبلاغ عن غرقها. وظل يتنقل بين مراكز خفر السواحل الذين أخبروه "إحنا بنحرس الحدود ومانقدرش نعمل حاجة للي بيغرقوا".
وبحسب شهادته، فإنّه وبعد إعادة الكرة، وعده أحدهم أن هناك زورقاً سيتجه لإغاثة المركب من منطقة أبي قير بالإسكندرية، إلا أن مراكب الأهالي عادت بجثث المواطنين، ولم يظهر زورق القوات المسلحة، ليوجه المواطن رسالة شديدة اللهجة "المتحدث العسكري كدب وضحك على مصر كلها لما قال إنهم أنقذوا الناس على المركب". وتابع "يا ريت الحكومة تعاملنا كحقوق الحيوانات مش حقوق الإنسان، لأنها مش عاملة لينا أي اعتبار".
بالطبع لم يبصر التقرير النور، ومُنع بثه عبر البرنامج، لكنه انتشر على حسابات وصفحات عدد من الناشطين على فيسبوك.
Facebook Post |
أما اللقطة الثالثة فكانت على القناة نفسها وفي برنامج "العاشرة مساء" أيضاً، مع الذراع الطولى للأمن المصري وائل الإبراشي، الذي أجرى مداخلة هاتفية مع أحد أهالي الضحايا البسطاء، وإمعانا في تحدي النظام، ظلّ يعرف نفسه ويذكر عنوانه تحديدا في محافظة الشرقية عدة مرات، فاتحاً نيران غضبه على الإعلام والأذرع، وعلى النظام ورأسه عبد الفتاح السيسي.
واتهم الرجل النظام بتضييق الخناق على الشباب والمواطنين، وسد كل أبواب الرزق عليهم، والتسبب في غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار. وكانت أبرز نقاط الفشل من وجهة نظر المواطن هي تفريعة قناة السويس التي على حد قوله لم ير عائدا لها، بل زادت الأزمات ولاحقت كل المصريين منذ افتتاحها، وظل يردد عدة مرات أثناء المداخلة "خلي السيسي حضرته ينظم البلد الخربانة.. حرام عليكم الناس بتموت من الجوع".
بدورها، شاركت منصات التواصل باللقطة الرابعة، في محاولة منها لفضح النظام لليلة الرابعة على التوالي. وعلى غرار عدة وسوم سابقة أشهرها #افتح_بنموت، أطلق ناشطون وسم #الحقونا_بنغرق والذي حمل صرخات الناشطين من تدهور أحوال المصريين، مستخدمين تعبير الغرق كناية عن الفشل على كل الأصعدة، ووصول مصر إلى حالة يرثى لها.
Twitter Post
|
وعلق الناشط شادي الغزالي بالقول "مفيش حد هيسمع لو الشعب كله صرخ #الحقونا_بنغرق، هيفضلوا يلوموا الشعب متخيلين إن الناس مش هتحملهم المسؤولية، بس الناس هتعرف توصل صراخها في الآخر".
وشارك الحقوقي جمال عيد بالتعليق فكتب "#الحقونا_بنغرق صرخة الهاربين من الظلم السياسي والاجتماعي بقوارب الموت، #افتح_بنموت صرخة شباب ماتوا في ممرات الموت الحديدية".