لم يمرّ تعيين الإعلامي التونسي، إلياس الغربي، على رأس مؤسسة التلفزيون الرسمي التونسي، من دون أن يثير جدلاً داخل الأوساط الإعلامية، خصوصاً في مؤسسة التلفزيون.
وكانت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) قد أعلنت يوم الخميس الماضي أن رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد قرر تعيين الغربي مديرًا عامًا للتلفزيون الرسمي التونسي. وكان الغربي عرض قبل يومين برنامج عمله أمام الهايكا ليقرر مجلسها تزكية تعيينه وفقا للمرسومين 115 و116 المنظمين لقطاع الإعلام في تونس، والذي يشترط اقتراح مديراً عاماً للمؤسسات الإعلامية السمعية البصرية من قبل رئيس الحكومة التونسية وموافقة الهايكا على تسميته بعد عرض برنامج عمله.
والغربي إعلامي تونس عرف ببرامجه الحوارية السياسية على قناتي "نسمة تي في" و"الحوار التونسي" الخاصتين كما قدم العام الماضي برنامجاً سياسياً يومياً في التلفزيون الرسمي التونسي.
ويعود سبب الجدل بشكل رئيسي إلى اقتراح الحكومة التونسية على الهايكا اسم الغربي كمرشح وحيد لهذا المنصب، من دون تحديد للأسباب التي دفعت الحكومة إلى اختياره وحيداً بلا ملفات آخرين أعلنوا عن ترشحهم مسبقاً.
بين المرشحين كان الإعلامي ورئيس تحرير الأخبار بالتلفزيون التونسي سعيد الخزامي والذي يبدو أنّ "ملفّه لم يُأخذ بعين الاعتبار"، وهو ما جعله يندد بما تعرض له من "إقصاء". وتساءل الخزامي عن الأسباب التي دفعت الحكومة التونسية إلى رفض طلبه الذى تقدم به، قائلاً "رشحتُ نفسي عن قناعة وثقة لخطة الرئيس المدير العام لمؤسسة التلفزة التونسيّة. طلب ترشحي وجّهته لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، واستلمه الوزير المكلف بالعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان مهدي بن غربية، وأعلمت به رئيس الهيئة العليا المستقلّة للاتّصال السّمعي البصري النوري اللجمي".
البعض الآخر من الغاضبين عن تسمية الياس الغربي مديرًا عامًا للتلفزيون الرسمي التونسي شكّكوا في المستوى التعليمي لهذا الأخير، معتبرين أنّه "لا يملك الكفاءة العلمية لتولي هذه المسؤولية". إذ قالت الإعلامية ضحى طليق أنّ "الغربي لا يملك من الخبرة إلا حواراً مع وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلنتون بث على قناة "نسمة تي في" وحواراً مع الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي بثّ على التلفزيون الرسمي والذي أعلن فيه عن حكومة وحدة وطنية"، متسائلةً "هل هذا كافٍ ليتولى منصب المدير العام للتلفزيون التونسي الذي يعاني من عديد المشاكل تستدعي حلولاً عاجلة وخطة إنقاذ سريعة؟".
وقد حمّل البعض الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا)، باعتبارها هيئة دستورية من حقها عدم المصادقة على تسمية المدير العام للتلفزيون الرسمي، مسؤولية القبول بسياسة الأمر الواقع التي فرضتها عليها حكومة يوسف الشاهد، من خلال تقديم مرشح وحيد لهذه الخطة، على عكس ما تمّ منذ سنتين حيث فتح الباب لتقديم الترشيحات لتولي خطتي مدير عام للتلفزيون الرسمي ومدير عام للإذاعة الرسمية. هذا الرأي عبّر عنه الإعلامي محمد وليد الجموسي، إذ قال "من حق الحكومة أن تقدم مرشحها لمنصب رئيس مدير عام التلفزة التونسية ومن واجب الهايكا أن تجلس إليه وتسند رأيها المطابق في حال اقنع أعضاءها، ولكن ألم يكن من الأجدى لو تم فتح المجال لتقديم ترشحات لهذا المنصب ويكون اختيار المرشح وفق مواصفات وشروط محددة ومشروع متكامل للنهوض بالمؤسسة".
وأضاف الجموسي "مشكلة مؤسسة التلفزة تماماً مثل مشكلة الإذاعة ليست مشكلة أسماء بقدر ما هي مشكلة مشاريع، وإذا كان هاجس الحكومة انتقاء الأنسب والأقدر من غيره للتعبير عنها وعن سياساتها، فإن هاجس الرأي العام والكثير من أبناء المؤسسة هو بالأساس تحقيق استقلالية المرفق وتخليصه من وصاية الساسة وجعل الإعلام العمومي (الحكومي) إعلاما عموميا خالصًا وليس إعلاما حكوميا " رأي شاركه فيه الإعلامي عزيز الهمامي الذى شكك فى أهلية الياس الغربي لمنصب المدير العام بالقول عنه "ليست له أي تجربة في الإدارة أو التسيير الإداري ولم يتقلد أي خطة وظيفية طيلة مساره المهني". وأضاف متسائلا "سؤالي هل يمكن للياس الغربي تسيير مؤسسة بحجم التلفزة التونسية وهو يفتقد لأبسط أبجديات التسيير الإداري وهل له دراية بجميع الاختصاصات المائة و أربعون بالتلفزة، وهل هو عارف بحجم المشاكل الهيكلية والعالقة التي تعاني منها التلفزة؟ و الأهم من ذلك هل له الحلول المناسبة لذلك؟".
في مقابل ذلك، دافع البعض من الإعلاميين عن اختيار الغربي، معتبرين إياه من الوجوه الشابة القادرة على إعطاء التلفزيون التونسي لمسة جديدة تمكنه من رفع قدرته التنافسية مع القنوات التلفزيونية الخاصة.
اقــرأ أيضاً
والغربي إعلامي تونس عرف ببرامجه الحوارية السياسية على قناتي "نسمة تي في" و"الحوار التونسي" الخاصتين كما قدم العام الماضي برنامجاً سياسياً يومياً في التلفزيون الرسمي التونسي.
ويعود سبب الجدل بشكل رئيسي إلى اقتراح الحكومة التونسية على الهايكا اسم الغربي كمرشح وحيد لهذا المنصب، من دون تحديد للأسباب التي دفعت الحكومة إلى اختياره وحيداً بلا ملفات آخرين أعلنوا عن ترشحهم مسبقاً.
بين المرشحين كان الإعلامي ورئيس تحرير الأخبار بالتلفزيون التونسي سعيد الخزامي والذي يبدو أنّ "ملفّه لم يُأخذ بعين الاعتبار"، وهو ما جعله يندد بما تعرض له من "إقصاء". وتساءل الخزامي عن الأسباب التي دفعت الحكومة التونسية إلى رفض طلبه الذى تقدم به، قائلاً "رشحتُ نفسي عن قناعة وثقة لخطة الرئيس المدير العام لمؤسسة التلفزة التونسيّة. طلب ترشحي وجّهته لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، واستلمه الوزير المكلف بالعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان مهدي بن غربية، وأعلمت به رئيس الهيئة العليا المستقلّة للاتّصال السّمعي البصري النوري اللجمي".
البعض الآخر من الغاضبين عن تسمية الياس الغربي مديرًا عامًا للتلفزيون الرسمي التونسي شكّكوا في المستوى التعليمي لهذا الأخير، معتبرين أنّه "لا يملك الكفاءة العلمية لتولي هذه المسؤولية". إذ قالت الإعلامية ضحى طليق أنّ "الغربي لا يملك من الخبرة إلا حواراً مع وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلنتون بث على قناة "نسمة تي في" وحواراً مع الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي بثّ على التلفزيون الرسمي والذي أعلن فيه عن حكومة وحدة وطنية"، متسائلةً "هل هذا كافٍ ليتولى منصب المدير العام للتلفزيون التونسي الذي يعاني من عديد المشاكل تستدعي حلولاً عاجلة وخطة إنقاذ سريعة؟".
وقد حمّل البعض الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا)، باعتبارها هيئة دستورية من حقها عدم المصادقة على تسمية المدير العام للتلفزيون الرسمي، مسؤولية القبول بسياسة الأمر الواقع التي فرضتها عليها حكومة يوسف الشاهد، من خلال تقديم مرشح وحيد لهذه الخطة، على عكس ما تمّ منذ سنتين حيث فتح الباب لتقديم الترشيحات لتولي خطتي مدير عام للتلفزيون الرسمي ومدير عام للإذاعة الرسمية. هذا الرأي عبّر عنه الإعلامي محمد وليد الجموسي، إذ قال "من حق الحكومة أن تقدم مرشحها لمنصب رئيس مدير عام التلفزة التونسية ومن واجب الهايكا أن تجلس إليه وتسند رأيها المطابق في حال اقنع أعضاءها، ولكن ألم يكن من الأجدى لو تم فتح المجال لتقديم ترشحات لهذا المنصب ويكون اختيار المرشح وفق مواصفات وشروط محددة ومشروع متكامل للنهوض بالمؤسسة".
وأضاف الجموسي "مشكلة مؤسسة التلفزة تماماً مثل مشكلة الإذاعة ليست مشكلة أسماء بقدر ما هي مشكلة مشاريع، وإذا كان هاجس الحكومة انتقاء الأنسب والأقدر من غيره للتعبير عنها وعن سياساتها، فإن هاجس الرأي العام والكثير من أبناء المؤسسة هو بالأساس تحقيق استقلالية المرفق وتخليصه من وصاية الساسة وجعل الإعلام العمومي (الحكومي) إعلاما عموميا خالصًا وليس إعلاما حكوميا " رأي شاركه فيه الإعلامي عزيز الهمامي الذى شكك فى أهلية الياس الغربي لمنصب المدير العام بالقول عنه "ليست له أي تجربة في الإدارة أو التسيير الإداري ولم يتقلد أي خطة وظيفية طيلة مساره المهني". وأضاف متسائلا "سؤالي هل يمكن للياس الغربي تسيير مؤسسة بحجم التلفزة التونسية وهو يفتقد لأبسط أبجديات التسيير الإداري وهل له دراية بجميع الاختصاصات المائة و أربعون بالتلفزة، وهل هو عارف بحجم المشاكل الهيكلية والعالقة التي تعاني منها التلفزة؟ و الأهم من ذلك هل له الحلول المناسبة لذلك؟".
في مقابل ذلك، دافع البعض من الإعلاميين عن اختيار الغربي، معتبرين إياه من الوجوه الشابة القادرة على إعطاء التلفزيون التونسي لمسة جديدة تمكنه من رفع قدرته التنافسية مع القنوات التلفزيونية الخاصة.