سمحت صفحات "فيسبوك" بطرح أفكار ورؤى مختلفة حول ما يجري في العراق، وتمكنت من جمع ملايين المتابعين العراقيين. إلا أن الثقة التي اكتسبتها تلك الصفحات باتت اليوم مهددة مع تسرب معلومات عن دعم أميركي لعدد منها، عبر مرتبات شهرية تدفع للقائمين عليها، ضمن ما يعرف ببرنامج دعم الإعلام العراقي عبر منظمات أميركية بأسماء مختلفة، بينها صفحات قديمة سُحب تمويلها وأخرى جديدة أنشئت حديثاً وتتميز بسرعة نقل الأخبار ووجود مراسلين لها في مختلف محافظات العراق وقدرة على التقاط الصور ومقاطع الفيديو ونشر البيانات الحكومية أسرع بأضعاف من محطات التلفزيون والوكالات الإخبارية العراقية، وبينها صفحات أنشأت تطبيقات على الهواتف الذكية، وينسب لتلك الصفحات الفضل في تنظيم المظاهرات الشعبية في بغداد وعدد من محافظات جنوب البلاد بين فترة وأخرى ضد الفساد أو سوء الخدمات، وكذلك عرض حالات إنسانية لمساعدتها ووثائق وإفادات حول جرائم فساد، فضلاً عن حملات منظمة تستهدف سياسيين وأحزاب ساهمت أيضاً في تدمير الجيوش الإلكترونية التي يديرها سياسيون ومسؤولون ورؤساء أحزاب في البلاد.
كما تمكنت صفحات من كشف ملفات فساد كبيرة والضغط على الحكومة لاتخاذ موقف بشأنها، بينها جهاز كشف المتفجرات المزيف وصفقة الرز الفاسد ومشروع الإسكان الوهمي، جنوب العراق، وأخيراً عمليات تعذيب السجناء في كربلاء.
ظاهرة الصفحات الإخبارية على "فيسبوك" في العراق تأتي بعد تراجع واضمحلال عدد كبير من المواقع الإخبارية والصحف ومحطات التلفزة، إذ سجل إغلاق 9 مؤسسات إعلامية عراقية خلال العام الجاري.
وأفادت مصادر في الحكومة العراقية بأن تحقيقات أخيرة كشفت عن تلقي قسم كبير من تلك الصفحات تمويلاً من منظمات أجنبية، أميركية على وجه التحديد، ضمن برنامج "دعم الإعلام المحلي العراقي". ورفض أعضاء في "هيئة الإعلام والاتصالات العراقية" الإدلاء بأي تصريح حول الموضوع لـ"العربي الجديد".
في السياق نفسه، قالت النائبة عالية نصيف، إن "هناك مؤشراً خطيراً على وجود دعم خارجي لصفحات مختلفة، وعلى الدولة الالتفات إلى ذلك". وأضافت نصيف لـ"العربي الجديد"، أن "هناك صفحات تعمل على تسقيط شخصيات محددة أو تسقيط منظومة معينة، مثل مهاجمة الإسلام السياسي واعتبارهم غير قادرين على إدارة الدولة وأنهم لا يستطيعون إيجاد حل للعراق وملفات أخرى".
وتابعت "أعتقد هذه الأمور موجهة ومقصودة وعندي مؤشرات أن هناك دعماً أميركياً لها وصفحات تعمل لصالح الجانب الأميركي، وهدفها الأول ضرب الإسلاميين في العراق، والثاني اختيار شخصيات محددة لضربها شعبياً أو تصعيد أسهمها شعبياً أيضاً".
وختمت أن "السفارة الأميركية في بغداد تتدخل عبر منظومة غيبية تسمى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لا مقر لها ولا يعلم من هم القائمون عليها ولها انتشار بين المواطنين".
بدوره، صرّح النائب منصور البعيجي، لـ"العربي الجديد"، أن "المعلومات المسربة حول بعض تلك الصفحات تؤكد وجود دعم أميركي لبعضها ضمن ما يسمى دعم الإعلام والتيار المدني، وللأسف لا توجد رقابة ولا قانون ينظم ذلك، ويجب الآن التوقف عند هذه المسألة، إذ إن بعض الصفحات باتت تستهدف ملفات معينة وتثير الشارع من خلالها". وتابع البعيجي "الهدف من الدعم الأميركي هو القضاء على الإسلام السياسي في العراق".
لكن عضو "التيار المدني" في العراق، حسام عيسى، قال لـ"العربي الجديد"، إن "أكثر من 50 صفحة شائعة ولها ثقل على مواقع التواصل الاجتماعي يديرها ناشطون وتحت أسماء مختلفة تحمل أسماء مدن عراقية أو أمثال ومصطلحات عراقية شعبية تعبر عن الوحدة ونبذ الطائفية، وبسبب خطورة الملفات التي تطرحها تلك الصفحات يجب أن تبقى هويات القائمين عليها مخفية".
وأضاف عيسى "وجود صفحات مدعومة لا يمكن إنكاره، كما لا يمكن تأكيده أيضاً، لكن السؤال الأهم: أي من وسائل الإعلام العراقية اليوم لا تأخذ تمويلاً من واشنطن أو طهران أو السعودية أو لندن؟ الجواب لا أحد، وكل وسيلة إعلام تطرح فكرتها حسب الممول منذ 14 عاماً".
وأشار عيسى إلى أن "الصفحات صارت بمثابة محطات فضائية بعضها يبث مباشرة من الشارع بكل عفوية وأخرى تطرح الخبر بلا مجاملة، لكن الأهم والأخطر هل تساهم في الفتنة أم لا؟ أنا أعتقد أنها تروج للمدنية والابتعاد عن الطائفية، فإذا كان الأميركيون يمولون ذلك فلمَ لا؟".
أحد الأعضاء الذين يديرون صفحة لها نحو مليون ونصف المليون متابع، أحمد خ. قال لـ"العربي الجديد": "كنا 3 أشخاص فقط ندير مجموعة سرية على الموقع قبل 3 سنوات، اسمها (محبو العراق المدني)، لكن بعد أن صرنا 500 عضو قررنا تحويلها إلى صفحة باسم مختلف، واليوم لدينا مئات الآلاف".
ويدير الصفحة معه حالياً 9 أشخاص جميعهم من خريجي الجامعات العاطلين من العمل، بينهم امرأتان. وأكد أحمد أن جهات مختلفة عرضت عليهم دعوات لحضور مؤتمرات وفعاليات، لكنهم يصرون على البقاء مستقلين، إلا أنهم لا يمانعون الإعلانات التجارية. وختم "نعم هناك صفحات تتلقى دعماً من جهات مختلفة داخلية وخارجية، لكن ليس جميع الصفحات... الصفحات التي لاقت ترحيباً عراقياً مهددة بسببهم".
كما تمكنت صفحات من كشف ملفات فساد كبيرة والضغط على الحكومة لاتخاذ موقف بشأنها، بينها جهاز كشف المتفجرات المزيف وصفقة الرز الفاسد ومشروع الإسكان الوهمي، جنوب العراق، وأخيراً عمليات تعذيب السجناء في كربلاء.
ظاهرة الصفحات الإخبارية على "فيسبوك" في العراق تأتي بعد تراجع واضمحلال عدد كبير من المواقع الإخبارية والصحف ومحطات التلفزة، إذ سجل إغلاق 9 مؤسسات إعلامية عراقية خلال العام الجاري.
وأفادت مصادر في الحكومة العراقية بأن تحقيقات أخيرة كشفت عن تلقي قسم كبير من تلك الصفحات تمويلاً من منظمات أجنبية، أميركية على وجه التحديد، ضمن برنامج "دعم الإعلام المحلي العراقي". ورفض أعضاء في "هيئة الإعلام والاتصالات العراقية" الإدلاء بأي تصريح حول الموضوع لـ"العربي الجديد".
في السياق نفسه، قالت النائبة عالية نصيف، إن "هناك مؤشراً خطيراً على وجود دعم خارجي لصفحات مختلفة، وعلى الدولة الالتفات إلى ذلك". وأضافت نصيف لـ"العربي الجديد"، أن "هناك صفحات تعمل على تسقيط شخصيات محددة أو تسقيط منظومة معينة، مثل مهاجمة الإسلام السياسي واعتبارهم غير قادرين على إدارة الدولة وأنهم لا يستطيعون إيجاد حل للعراق وملفات أخرى".
وتابعت "أعتقد هذه الأمور موجهة ومقصودة وعندي مؤشرات أن هناك دعماً أميركياً لها وصفحات تعمل لصالح الجانب الأميركي، وهدفها الأول ضرب الإسلاميين في العراق، والثاني اختيار شخصيات محددة لضربها شعبياً أو تصعيد أسهمها شعبياً أيضاً".
وختمت أن "السفارة الأميركية في بغداد تتدخل عبر منظومة غيبية تسمى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لا مقر لها ولا يعلم من هم القائمون عليها ولها انتشار بين المواطنين".
بدوره، صرّح النائب منصور البعيجي، لـ"العربي الجديد"، أن "المعلومات المسربة حول بعض تلك الصفحات تؤكد وجود دعم أميركي لبعضها ضمن ما يسمى دعم الإعلام والتيار المدني، وللأسف لا توجد رقابة ولا قانون ينظم ذلك، ويجب الآن التوقف عند هذه المسألة، إذ إن بعض الصفحات باتت تستهدف ملفات معينة وتثير الشارع من خلالها". وتابع البعيجي "الهدف من الدعم الأميركي هو القضاء على الإسلام السياسي في العراق".
لكن عضو "التيار المدني" في العراق، حسام عيسى، قال لـ"العربي الجديد"، إن "أكثر من 50 صفحة شائعة ولها ثقل على مواقع التواصل الاجتماعي يديرها ناشطون وتحت أسماء مختلفة تحمل أسماء مدن عراقية أو أمثال ومصطلحات عراقية شعبية تعبر عن الوحدة ونبذ الطائفية، وبسبب خطورة الملفات التي تطرحها تلك الصفحات يجب أن تبقى هويات القائمين عليها مخفية".
وأضاف عيسى "وجود صفحات مدعومة لا يمكن إنكاره، كما لا يمكن تأكيده أيضاً، لكن السؤال الأهم: أي من وسائل الإعلام العراقية اليوم لا تأخذ تمويلاً من واشنطن أو طهران أو السعودية أو لندن؟ الجواب لا أحد، وكل وسيلة إعلام تطرح فكرتها حسب الممول منذ 14 عاماً".
وأشار عيسى إلى أن "الصفحات صارت بمثابة محطات فضائية بعضها يبث مباشرة من الشارع بكل عفوية وأخرى تطرح الخبر بلا مجاملة، لكن الأهم والأخطر هل تساهم في الفتنة أم لا؟ أنا أعتقد أنها تروج للمدنية والابتعاد عن الطائفية، فإذا كان الأميركيون يمولون ذلك فلمَ لا؟".
أحد الأعضاء الذين يديرون صفحة لها نحو مليون ونصف المليون متابع، أحمد خ. قال لـ"العربي الجديد": "كنا 3 أشخاص فقط ندير مجموعة سرية على الموقع قبل 3 سنوات، اسمها (محبو العراق المدني)، لكن بعد أن صرنا 500 عضو قررنا تحويلها إلى صفحة باسم مختلف، واليوم لدينا مئات الآلاف".
ويدير الصفحة معه حالياً 9 أشخاص جميعهم من خريجي الجامعات العاطلين من العمل، بينهم امرأتان. وأكد أحمد أن جهات مختلفة عرضت عليهم دعوات لحضور مؤتمرات وفعاليات، لكنهم يصرون على البقاء مستقلين، إلا أنهم لا يمانعون الإعلانات التجارية. وختم "نعم هناك صفحات تتلقى دعماً من جهات مختلفة داخلية وخارجية، لكن ليس جميع الصفحات... الصفحات التي لاقت ترحيباً عراقياً مهددة بسببهم".