الأول هو عبد اللطيف نزين الذي وُرِيَ الثرى أمس الأحد، بعد مسار حافل في مهنة المتاعب، بدأه في صحيفة الأنباء في فترة الثمانينات من القرن الماضي، والتي كانت حينئذ تصدرها وزارة الإعلام المغربية.
وعمل نزين، الذي كان معروفاً بدماثة أخلاقه، فترة طويلة في صحيفة الأنباء إلى أن توقفت في التسعينيات، ليعمل بعد ذلك متعاوناً مع عدد من المنابر الصحافية، قبل أن يتفرغ لإدارة النقابة الوطنية للصحافة المغربية.
ويعد نزين من الصحافيين المغاربة الذين جربوا صعوبة ممارسة مهنة الصحافة في ظروف مهنية عسيرة بخلاف هذه الأيام في ظل وفرة الوسائل الإلكترونية.
Facebook Post |
أما الوجه الثاني الذي توفي أمس الأحد بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج، فهو عبد اللطيف حسني، مثقف رصين ومدافع شرس عن مبادئه التي يدعو من خلالها إلى تغيير الأوضاع القائمة في البلاد، لكنه أيضاً صحافي، إذ كان يدير مجلة فكرية شهيرة اسمها "وجهة نظر".
وواجه حسني خلال حياته الممتدة الكثير من الصعاب، وواجه الاعتقال في فترة ما كان يسمى في المغرب "سنوات الرصاص"، خلال حكم الملك الراحل الحسن الثاني، دون أن يكسر ذلك من شوكته شيئاً، حيث مارس مهنة التدريس في جامعة الرباط، وأنشأ مجلته "وجهة نظر".
واشتهر الراحل حسني كثيراً بمجلته التي أسسها سنة 2000، والتي كانت تضم ملفات فكرية وإعلامية وتاريخية واجتماعية زاخرة بالمعرفة، يشارك في تحريرها مجموعة من الباحثين والإعلاميين والأكاديميين، لتعتبر المجلة حينها أحد المنابر الإعلامية الرصينة في البلاد، بخط تحريرها المشاكس والمناوئ للمسلمات السياسية والإعلامية والثقافية السائدة.
Facebook Post |