نظم الأطباء التونسيون، أمس الإثنين، وقفة احتجاجية عبّروا فيها عن غضبهم من الصحافة التونسية، رافعين شعارات تندد بما قامت به بعض المواقع والصحف من حملة ضدهم.
هذا الغضب يأتي على خلفية نشر موقع "جوهرة أف أم" لقضية هزت الرأي العام التونسي تحدثت عن وضع طفل وُلد قبل اكتمال نموه (7 أشهر) في ثلاجة الموتى، بمستشفى بمحافظة سوسة الساحلية، في حين كان لا يزال على قيد الحياة، بحسب عائلته.
وبحسب القصة التي تناولتها وسائل إعلام تونسيّة، فإنّ الأطباء أعلموا العائلة بوفاة الطفل، وعندما ذهبت العائلة لاستخراج شهادة وفاة، تفاجأت بأنه لا يزال على قيد الحياة ووضع في ثلاجة الموتى، ليعود ويتوفى بعد ساعات.
وبعد نشر الخبر والصور من قبل الموقع وتداوله بشكل كبير، تدخل رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد ليأمر بفتح تحقيق. كما فتحت النيابة العمومية تحقيقاً قضائياً وقع على إثره إيداع طبيبة بالسجن ليتم الإفراج عنها ليلة أمس.
هذه الحادثة اعتبرها الأطباء مغالطةً من الإعلام التونسي للرأي العام وتجييشاً له، في حين أن الأمر يتعلق بإجراءات طبية معمول بها في كل أنحاء العالم في مثل هذه الحالات، بحسب ما قال الإستشاري فى طب الأطفال محمد الدوعاجي، معتبرًا أن الأمر يحمل الكثير من المغالطات وعدم الإلمام بالموضوع. كما اعتبر عدد من الأطباء أن الإعلام التونسي غالط الرأي العام، ليقوموا بردة فعل تمثلت في رفع شعارات ضدّ الصحافة والصحافيين التونسيين.
الصحافيون من ناحيتهم ردوا عن طريق تدوينات، ومواقف أشاروا فيها إلى أن الدور الحقيقي للصحافة هو إيصال المعلومة للرأي العام، وأن الأطباء رغم دورهم الكبير لكنهم ليسوا فوق المحاسبة وفوق نشر مواضيع تتعلق بأخطائهم المهنية.
هذه الواقعة ليست الأولى، فقد سبق أن عبر المحامون والقضاة والمهندسون عن غضبهم من بعض ما ينشره الإعلام التونسي عن عملهم، وهو ما يجعل الإعلام التونسي أمام اختبارات صعبة، في ظل واقع تونسي يتميز بارتفاع منسوب التضامن بين القطاعات المهنية، التي ترفض كل أشكال النقد، وتعتبره نوعًا من أنواع المغالطة والتشهير.