"يُعدّ هذا الوسم الأقسى الذي يطلقه ناشطون غاضبون، لكنّه ليس أقسى من موت مئات العراقيين يومياً نتيجة نقص الأدوية وحليب الأطفال في مدن هُدمت فوق رؤوس ساكنيها ليأتي النعل البرتغالي بسعر 27 دولاراً، في الوقت الذي لا يجد فيه المواطن المغلوب على أمره في هذه البلاد ثمن البنادول"، هكذا علّقت المحامية، رؤى عباس، في حديثها لـ"العربي الجديد".
وأضافت أنّ "سلسلةً من الصفقات المشبوهة يناط اللثام عنها بين حين وآخر في أكثر الظروف صعوبةً في بلاد ينخر الفساد جميع مؤسساتها بحسب جل الإحصائيات العالمية، حتى أكدت ذلك وزيرة الصحة العراقية عبر استيرادها 26 ألفاً و140 نعلاً طبيّاً لمستشفيات البلاد التي تعاني شح الأدوية والأجهزة الطبية المهمة. أعتقد أن مثل هذه الأخبار تقتل العراقيين حسرةً فوق قتلهم اليومي بالقنابل والصواريخ".
Facebook Post |
وتابعت عباس حديثها بالقول: "لكم أن تتخيّلوا حجم الفساد الذي لم تستطع الوزيرة تبريره بشكل مقنع حول شراء نعل لا تساوي قيمته في العراق أكثر من دولارين بقيمة 27 دولاراً، وبعقد 900 مليون دولار، كان يمكن أن تبني بهذا المبلغ 20 مستوصفاً صحيّاً، أو على الأقل تشتري نعالاً ذات ماركة إيطالية، فضلاً عن عقد بـ 23 مليون دولار لشراء أفرشة على أسرّة في بلاد أصبح عدد نازحيها أكثر من عدد الساكنين في بيوتهم". ونوهت عباس إلى ضرورة مقاضاة وسحب الثقة من الوزيرة وكل من تسول له نفسه اللعب بمقدرات البلاد حسب قولها.
صفقة النعال أثارت غضب رواد التواصل، إذ دوّن المستخدمون عنها عبر عدة وسوم بينها "#نعال_عديلة_حمود"، و"#عديلة_حمود" و"#وزيرة_الموت". وكتب مصطفى أبو ضيف الله: "هذا النعل اشتريته بسعر خمسة تومان يعني حوالى ألفي دينار ومن الراعي الرسمي لعديلة حمود!".
Facebook Post |
وتساءلت الصحافية رشا شبيب على صفحتها: "في زمن أغبر لشلة من الفسقة، مرضى العراق ومستشفياته بحاجة إلى نعل بمواصفات عالمية وليس العلاجات والأجهزة والمستشفيات اللائقة، هل من حجاج يقطف الرؤوس اليانعة العفنة من جديد؟".
وقالت الناشطة، سولاف محمود، في حديث لـ"العربي الجديد": "تتوالى مسلسلات الاتهامات وتبادل الاستجوابات حول الصفقات المشبوهة بين الكتل السياسية والوزارات داخل قبة البرلمان العراقي، وما إن تنتهي واحدة حتى نصعق بأخرى تكون أقوى من سابقتها".
وكانت جلسة استجواب وزيرة الصحة العراقية، عديلة حمود، قد كشفت عن عقد لشراء 26 ألف نعل طبي، من جمهورية البرتغال، تقدر قيمة النعل الواحد بـ27 دولاراً أميركيّاً، بعد أن وجه النائب في البرلمان العراقي، عواد العوادي، والذي ينتمي إلى الكتلة الصدرية، مجموعة من الاستفسارات حول عقود أبرمتها وزارة الصحة بمبالغ مالية كبيرة لشراء أثاث وأفرشة أسرّة في الوقت الذي تحتاج فيه المستشفيات والمرضى إلى أدوية ولقاحات بحسب العوادي.
يُذكر أنّ هذه ليست المرة الأولى التي توجه فيها اتهامات لوزارة الصحة العراقية بعقد صفقات فساد، حيث كشفت تسريبات سابقة من داخل مكتب وزارة الصحة عن وجود صفقة فساد بقيمة 8 ملايين دولار تابعة لشركتي ميديا وكوفيا المرتبطتين بأحد أعضاء لجنة الصحة البرلمانية، ووزيرة الصحة العراقية عديلة حمود، بعمولة قيمتها 15% لتجهيز الوزارة بمستلزمات طبية وأدوية ذات جودة رديئة. وقد تمت إحالة 12 عرضاً إلى شركة GE بمبلغ 400 مليون دولار تتضمن استيراد أجهزة طبية، بالإضافة إلى عملية الفساد في العرض الخاص بمعامل الأوكسجين بكلفة 45 مليون دولار لإنشاء 22 معملاً.
Facebook Post |
Facebook Post |