وتشهد العلاقة بين نقابة الصحافيين ووزارة الداخلية في مصر أزمة شديدة، منذ اقتحام قوات الأمن مبنى نقابة الصحافيين، في الأول من مايو/أيار عام الماضي 2016، ما عُدّ سابقة في تاريخ نقابة الصحافيين.
وقُبض حينها على الصحافيين عمرو بدر ومحمود السقا، أثناء اعتصامهما في النقابة، على خلفية اعتراضهما على اتفاقية "تيران وصنافير".
وكان بدر والسقا قد قررا الاعتصام داخل مقر نقابة الصحافيين، بعد مداهمة قوات الأمن منزليهما، وإصدار نيابة أمن الدولة العليا قراراً بضبطهما وإحضارهما، بتهمة "التحريض على التظاهر في جمعة الأرض".
وأشار بيان صادر عن وزارة الداخلية، اليوم، إلى أن لقاء الوزير بنقيب الصحافيين ورئيس المجلس الأعلى للإعلام جاء لبحث "تطورات المشهد العام وسبل التعاون بين وزارة الداخلية والهيئات الإعلامية والصحافية، ونقابة الصحافيين".
ولفت البيان إلى إشادة وزير الداخلية بـ"الدور الإيجابي والبناء الذي تقوم به الصحافة ووسائل الإعلام إزاء مختلف القضايا الوطنية"، مؤكداً "حرص الوزارة على التنسيق والتعاون مع كافة المؤسسات الإعلامية والصحافية والعمل بشفافية إدراكاً لأهمية الرسالة الإعلامية في دعم العمل الوطني وإيضاح الحقائق للرأي العام". كما أشار إلى أن "العلاقة بين وزارة الداخلية ونقابة الصحافيين والمؤسسات الصحافية والإعلامية، هي بمثابة علاقة تكاملية وشراكة لا بد من تعزيزها من خلال التنسيق والتواصل وتسهيل مهام الصحافيين أثناء أداء واجبهم، من أجل توعية الرأي العام".
وجاء في بيان الداخلية أيضاً أن رئيس المجلس الأعلى للإعلام أكد "الدور الهام الذي تضطلع به وسائل الإعلام في الدفاع عن الوطن"، موضحاً أن "التحديات الراهنة تحتاج إلى إعلام يعضد الجهود المبذولة من جانب أجهزة الدولة في مواجهة التحديات، وأن يسمو الخطاب الوطني على أي خطابات أخرى، وأن تكون المصلحة الوطنية هدف الجميع من أجل العبور بالبلاد إلى آفاق أرحب".
وأكد "تطلعه لمزيد من التعاون البناء والشراكة الفاعلة بين نقابة الصحافيين وجموع أبناء المهنة ورجال الشرطة في كافة مواقع العمل الوطني".
وحسب البيان، أعرب نقيب الصحافيين عن "تقديره للجهود التي تبذل من قِبل رجال الشرطة من أجل أمن واستقرار الوطن"، وأشار إلى حرص نقابة الصحافيين على "قيام الصحافة بدورها والبحث الجاد عن المعلومات من مصادرها بموضوعية وشفافية لخدمة القضايا الوطنية".
وأخيراً، وجّه نقيب الصحافيين الدعوة لوزير الداخلية لزيارة نقابة الصحافيين، ورحب الأخير بالدعوة على أن يُحدّد موعدها لاحقاً، مؤكداً "حرصه على توطيد العلاقة بين الوزارة والنقابة في مختلف المجالات".
وفور صدور بيان الداخلية، عبّر صحافيون مصريون عن غضبهم من ذلك اللقاء، وتوعد بعضهم بعدم السماح لوزير الداخلية، مجدي عبدالغفار، بدخول مقر النقابة.