أكدت الصحف القطرية في افتتاحياتها، اليوم الأحد، الموقف القطري الثابت ضد تصعيد الخلاف الخليجي وتأزيمه، في وقت انتهجت فيه الأطراف الأخرى عكس ذلك تماماً، بل قامت باتخاذ إجراءات جائرة وظالمة وغير قانونية وأشركت دولاً خارجية لحشد الدعم الموجّه ضد دولة قطر لتشويه سمعتها.
ونوهت الصحف إلى تصريحات وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أمس السبت، في موسكو التي أكد فيها التزام الدوحة بنهج الحوار والتفاوض وحل الخلافات داخل مجلس التعاون الخليجي، وليس تدويلها بما يسمح بتدخّل أطراف تساهم في تعقيد الأمور. مشيرة إلى أن النهج الدبلوماسي الهادئ والواثق معاً الذي انتهجته دولة قطر منذ بداية حملة التلفيقات والأكاذيب المسعورة ضدها يؤكد ثبات الموقف والثقة في الذات واستقلالية القرار، وهي سمات الدول الراسخة صاحبة المبادئ القويمة والسلوك المنضبط.
ونددت صحيفة "الشرق" بالتدابير التصعيدية من قبل بعض الأشقاء في الخليج، والتي لم يتم اتخاذ مثلها مع دولة عدو ولا مع أي دولة إقليمية يعتبرها هؤلاء الأشقاء معادية لهم.
وقالت الصحيفة إن ما يحدث ضد دولة قطر وسياستها مجرد اختلاقات وأكاذيب، بدليل أن هناك
تناقضاً واضحاً في الاتهامات. وتساءلت "هل من العقل أنهم يتهمون الدوحة بدعم حزب الله وإيران والقاعدة في نفس الوقت، أو أنها تدعم جماعة الحوثي والإخوان في اليمن معا؟" .
واعتبرت أن ما يحدث مجرد اتهامات موجهة وجزافية هدفها شيطنة قطر ودورها الإيجابي في إحلال السلم والأمن والاستقرار، علاوة على دورها الإغاثي والإنساني في كل مكان من العالم.
وأضافت أن "قطر تبني مواقفها في النور وتؤسس سياساتها وفق رؤيتها الخاصة ومبادئها الثابتة، وكل ما يُنسج عنها من افتراءات وأكاذيب إنما هو محض خيال وتضليل متعمد".
بدورها، أكدت صحيفة "الوطن" أن الحوار أحد ثوابت الدبلوماسية القطرية، لكنه لا يعني،
بحال من الأحوال، أن ثمة تنازلاً عن السيادة الوطنية أو قبولاً بالوصاية من أحد. مشيرةً في هذا السياق إلى تصريحات وزير الخارجية في موسكو، التي قال فيها "إن قطر لن تقبل الوصاية، ولن تتفاوض على ما هو مرتبط بسيادتها، وأنها مستعدة للتفاوض فقط حول ما يتعلق بالأمن الجماعي لمجلس التعاون الخليجي".
ولفتت إلى أن دولة قطر وضعت ثلاثة أسس لحل الأزمة بينها وبين الدول الخليجية الثلاث؛ السعودية والبحرين والإمارات، وهي "لن نصعّد.. لن نفرّط في سيادتنا.. الحوار هو الحل"، مشيرة إلى أن هذه الأسس جدد التأكيد عليها وزير الخارجية في تصريحاته خلال زيارته لموسكو.
وخلصت الصحيفة إلى القول إن النهج الدبلوماسي الهادئ والواثق معاً الذي انتهجته دولة قطر منذ بداية حملة التلفيقات والأكاذيب المسعورة ضدها، يؤكد ثبات الموقف والثقة في الذات واستقلالية القرار، وهي سمات الدول الراسخة صاحبة المبادئ القويمة والسلوك المنضبط.
أما صحيفة "الراية"، فقد أشارت إلى أن مسلسل التصعيد ما زال مستمراً ضد شعب قطر، ولا يزال منفذوه والمحرضون عليه ماضين في غيّهم وغيبوبتهم بإصرارهم على حصار قطر وحبْك الاتهامات وتزييف الوقائع، للإساءة إليها وتشويه صورتها، من دون مبررات وأدلة ثابتة وحجج
واضحة، وكان آخرها إصدار ما يسمى بـ"قائمة الإرهاب" والتي تضم أفراداً ومنظمات زعم أنهم محسوبون على قطر.
ولفتت الصحيفة، في مقال لرئيس تحريرها، إلى رفض دول بحجم جمهورية ألمانيا الاتحادية والجمهورية التركية والعديد من الدول الأوروبية والآسيوية والأفريقية واللاتينية، علاوة على وزراء مثل وزير الخارجية الأميركي ووزير الخارجية الروسي ومنظمة العفو الدولية، هذا العبث ضد شعب قطر الأبيّ والوفي، بحصاره ومحاولة خنقه بلا سبب.
ورأت أن هذه المواقف الدولية من دول صديقة وشقيقة لها وزنها وثقلها في العالم تدعو إلى الفخر، حيث إنها مواقف تقوم على المبادئ قبل المصالح، ما يؤكد أن دولة قطر على حق، وأنها ليست وحدها في هذه الأزمة المفتعلة التي أشعلتها دول شقيقة من دون أسباب واضحة واتهامات ملموسة يمكن مناقشتها ومعالجتها في البيت الخليجي أو بمساعدة الأشقاء والأصدقاء.
كما لفتت إلى أن مواقف العالم الحر والديمقراطي والمنظمات الحقوقية والقانونية الدولية الرافضين بشدة لقرارات الحصار الجائرة والمرفوضة إنسانياً وأخلاقياً، تؤكد أن هذه القرارات الصادرة بحق دولة قطر مبنية على اتهامات وتلفيقات لا وجود لها إلا في مخيلة من أثاروها، غير آبهين بأواصر الدين والقربى وصلة الأرحام والجوار والمصير الواحد المشترك.
وجددت الصحيفة التأكيد على أن دولة قطر شريك أصيل للمجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، أياً كان مصدره ومهما كانت صوره وأشكاله، مشددة على أنه لم يُعرف عن دولة قطر قيامها بأي أنشطة إرهابية ولا تأوي الإرهاب ولا تموله، وليست كغيرها من الدول حاضنة ومفرّخة له.
وبينت أنه بفضل القيادة الحكيمة سيتحول حصار شعب قطر إلى منحة، لأن دولة قطر لم ترتكب جرماً ولم تسئ لأحد، شقيقاً كان أو صديقاً.
وخلصت "الراية" إلى التأكيد أن دولة قطر ستبقى قطر العز والمجد والشموخ، دولة العدالة والمساواة والمواطنة، في خندق واحد مع العالم في المعركة ضد الإرهاب، وقوة فاعلة ومؤثرة في محيطها الخليجي والعربي والإسلامي، ولن تتنازل عن سيادتها وثوابتها، رغم كيد الكائدين وحقد المتآمرين.
(قنا، العربي الجديد)