وإذا كانت الحكومة الفرنسية وجدت في صحافة اليمين، وخاصة صحيفة "لو فيغارو"، داعماً لها في مشروعها المتشدد، فإن صحافة اليسار والصحافة الإنسانية (لاكرْوا) رفضت التبريرات الحكومية كلها وتفسيرات القادة السياسيين، وبينهم الرئيس إيمانويل ماكرون الذي كشف أخيراً عن مواقف متشددة من المهاجرين غير القانونيين ومن رفضت الإدارة منحهم حق اللجوء، بعيداً عن كل إشاراته الإنسانية إلى منح اللجوء للمضطهدين.
في هذه الأثناء، لم تتوقف صحيفتا "لومانيتيه" و"ليبراسيون" عن انتقاد التشدد الحكومي الذي يسيء لصورة فرنسا، خصوصا أن تضحيات فرنسا في هذا الجانب لا ترقى إلى إسهامات دول أوروبية عديدة.
Twitter Post
|
وبينما تنتظر بعض الجمعيات الحقوقية والإغاثية موقف محكمة "مجلس الدولة" من بعض المراسيم التي تراها مسّاً صريحاً بحقوق الإنسان وبكرامة البشر ومحاولة منها لتحذير الرأي العام الفرنسي الذي لم يتحرك كثيراً، وضعت مجلة "لوبس" (نوفيل أوبسرفاتور سابقاً) غلافاً صادماً ومستفزاً في عددها الجديد، إذ تضمن صورة الرئيس الفرنسي تحيط بها الأسلاك الشائكة، وتحته عنوان: "مرحباً في بلد حقوق الإنسان".
وأوضحت المجلة الأسبوعية الفرنسية، التي أسسها الصحافي الكبير جان دانييل، أن إقدامها على هذا التصرف سببه "الخطاب المزدوج لإيمانويل ماكرون حول حق اللجوء"، إذ إنه إنساني، من جهة، وسياسيّ من جهة ثانية.
ولا شك أن ما أقدمت عليه "لوبس"، وأثار امتعاض مساعدي الرئيس، خاصة رئيس حركته السياسية، كريستوف كاستانير، سيمنح بعض القوة لنواب المعارضة اليسارية وبعض النواب المقربين من التيار المسيحي، كي يرفع هؤلاء أصواتهم ضد البنود المتشددة في مشروع القانون، في البرلمان طيلة هذا الشهر الذي ستستغرقه النقاشات.
Twitter Post
|