رأى رئيس لجنة الدفاع في برلمان الدانمارك، المنتخب أمس الثلاثاء في الدورة التشريعية الجديدة، السياسي المحافظ ناصر خضر، أن البلاد تحتاج إلى "شن هجمات ضد القراصنة الروس الذين يهاجمون مواقعها".
وأثار مقترح خضر الجدل في كوبنهاغن اليوم، بدعوته الصريحة والعلنية لدخول بلده "الحرب ضد القراصنة الروس"، معتبراً أنه "حان الوقت للرد والتوقف عن تجاهل قرصنتنا بشبكات روسية تستهدف مؤسسات بلدنا وشركاتنا". ورأى خضر في حديثه للقناة الرسمية التلفزيونية، "دي آر"، أن "الدانمارك تعرف تماماً هؤلاء القراصنة، فلدينا على سبيل المثال شبكة تسمى مجموعة Fancy Bear التي ارتبط اسمها باختراق الانتخابات الأميركية، وهي على صلة بالاستخبارات العسكرية الروسية". ودعا إلى البدء بـ "قرصنة قاعدة هذه الشبكة".
ورغم تركيزه على الروس، كمسؤول جديد عن لجنة تشريعية هامة مسؤولة عن قضايا الأمن والدفاع، وتمنح موافقاتها لعمليات جهاز الاستخبارات الدانماركي، رأى أيضاً أن "التهديد لا يأتي فقط من الجانب الروسي، لدينا تهديد صيني وإيراني، وعلينا التصرف حيالهما، وخصوصاً في استخدامهما القراصنة، باعتبار أن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم".
ويبدو أن تصريحات ناصر خضر الذي يصنف في يمين الوسط في معسكر "الصقور"، لم ترق كثيراً لمسؤول لجنة الدفاع السابق حتى يوم أمس سورن اسبرسن من اليمين المتطرف، الذي يُتهم حزبه "الشعب الدانماركي" بإقامة علاقات وثيقة مع روسيا. اسبرسن دخل في سجال إعلامي مع خضر معتبراً أنه "يتدخل في ما لا يعنيه، وليس هو من يأمر جهاز الاستخبارات بالتصرف"، بينما رأى خضر أنه "كمشرع أنا من يمنح الجهاز تفويضاً بالعمل وحتى في تقديم الإرشادات".
أما معارضة يسار الوسط، فرأت في المقترح الداعي بهذا الشكل العلني للقرصنة بأن "فيه من الحماقة ما يكفي لرفضه"، بحسب مقرر الشؤون الدفاعية في "الحزب الاجتماعي الديمقراطي".
وتتعرض الدانمارك وشركاتها الحساسة لهجمات متكررة من القراصنة الروس، ويخشى المشرعون تأثيراً روسياً على الانتخابات العامة العام المقبل. وبادر عدد من السياسيين والأمنيين في أكثر من مناسبة إلى توجيه احتجاج رسمي لموسكو بهذا الشأن.
ووجد خبراء في مجال الأمن المعلوماتي في الدانمارك أن استخدام القرصنة للرد "سيكشف الخوادم التي يمكن أن تتعرض لقرصنة مدمرة". ودعا باحثون في "أكاديمية الدفاع"، ومن بينهم الباحث في استراتيجيات الصراع السيبراني مايكل ستورم ينسن، إلى "توخي الحذر من كشف ما لديك من وسائل دفاعية، فالعمل على الشبكة يمكن أن يتم بتخف تام من دون الإفصاح عن ذلك على وسائل الإعلام، وعلينا أولاً معرفة من يقوم بالهجمات علينا، ويجب عدم الكشف عن مصادر تلك المعلومات".
يذكر أن الحكومة الدانماركية خصصت صيف العام الحالي موازنة تقدر بمليار ونصف المليار كرونة "للتصدي للهجمات الإلكترونية، والتجهز للقيام بهجمات ترد على ما تتعرض له مؤسسات البلد في 2019"، وفق ما نشرت وزارة الدفاع الدانماركية على صفحتها الرسمية.