وسارع نواب إلى التخفيف من حدة الانتقادات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، بنفيهم صلة رئيس البرلمان بأي رموز أو جداريات معلقة في دار الضيافة.
وقال النائب محمد الكربولي في تغريدة له إنّ "المكان الذي يستقبل فيه رئيس البرلمان ضيوف الدولة الرسميين هو دار ضيافة يعود لرئيس الوزراء، ولا علاقة لرئيس البرلمان بأي رموز أو جداريات موضوعة في تلك الجور، سواء كانت رموزاً مقصودة أو غير مقصودة. علماً أن السيد رئيس البرلمان لا يشغل أي عقار تابع للدولة".
فيما تساءل ناشطون عن سبب وضع صورة تمثال الجندي أو الملك الفارسي في دار الضيافة، خلال مراسم استقبال وزير الخارجية الأميركي.
الناشط رافينن أوجمايا علق في تغريدة له على الصورة متسائلاً: "السيد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي يا ترى ما هو السبب الذي يدفعك إلى وضع منحوتة لشخصية فارسية (داريوش الأول أعظم ملوك الإمبراطورية الفارسية الإخمينية) خلال استقبال وزير الخارجية الأمريكي هذا اليوم".
وتزايدت الانتقادات الحادة للحلبوسي بسبب هذه الصورة من كتّاب وإعلاميين وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكتب عبد المحسن الكاظمي على حسابه الشخصي في فيسبوك "لماذا يضع الحلبوسي صورة لأعظم "ملك فارسي" لقطة تثير جدلاً واسعاً". فيما اتهم كتّاب وناشطون الحكومة العراقية بتعمد وضع صورة لتمثال جندي فارسي في دار الضيافة خلال استقبال وزير الخارجية الأميركي مارك بومبيو.
وتساءل الناشط والكاتب ستيفن نبيل "العراق بلد الحضارات والآثار، ولكن الحكومة قررت أن تعلق صورة تاريخية منحوتة لجندي فارسي في مراسيم استقبال وزير الخارجية الأمريكي.. ليش؟".
فيما هاجم ناشطون آخرون الحلبوسي بشدة بسبب هذه الصورة، معتبرين أنه يمثل أعلى سلطة في البلاد، وكان الأولى به وضع منحوتة عراقية.
الكاتبة والناشطة هيفاء الزعيم وجّهت تساؤلاتها اللاذعة للحلبوسي "ما خجلت من تاريخ بلد وشعب أنت منصّب نفسك لتمثله؟ يا ترى ما هو السبب الذي يدفعك إلى وضع منحوتة لشخصية فارسية أثناء استقبال وزير الخارجية الأميركي".
وأضافت الزعيم "أنت عراقي وتمثل أعلى سلطة تشريعية في البلد والعراق بلد الحضارات، أليس من الأولى وضع منحوتة عراقية والتفاخر بها أمام الأجنبي؟".
واعتبر بعضهم أنّ الأمر قد يكون خطأ من قبل القائمين على دار الضيافة، كما قال الناشط المدني "قد يكون الأمر غير مقصود، بل خطأ وجهل بالمنحوتات من قبل المسؤولين عن تنظيم دار الضيافة، وفي كل الأحوال فالقضية ليست مستغربة في ظل ولاء الحكومة العراقية المعروف لطهران".
بينما اعتبر آخرون أن هذا الأمر طبيعي، في ظل الولاء المطلق لكثير من السياسيين العراقيين لإيران، وهو ما حاولت الحكومة من خلاله إيصال رسالة لواشنطن بولائها المستمر لطهران. كما قال الناشط السياسي مازن عبد الودود إنّ "الحكومة العراقية تستخدم في الوقت الحالي أسلوب الرسائل المشفرة، ووضع هذه المنحوتة لجندي فارسي، وبعض المؤرخين قالوا إنها لملك فارسي، كان مقصوداً حتماً لإيصال رسالة لواشنطن بأن الحكومة العراقية لن تتخلى عن ولائها لإيران".
وبيّن عبد الودود لـ"العربي الجديد" أنه "من المعروف أن مراسم استقبال الوفود والشخصيات الرفيعة في كل دول العالم تخضع لتدقيق وتفتيش غير عادي من قبل أجهزة الأمن ومستشاري الرئاسة ودار الضيافة لوضع كل شيء في مكانه، بدءاً من سجاد الأرضية والستائر وانتهاءً باللوحات والمنحوتات الفنية، وهذا يعني أن الأمر كان مقصوداً فعلاً".
Facebook Post |
Twitter Post
|
Facebook Post |
Twitter Post
|
Facebook Post |