أثار فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن لمدير الأمن العام الجديد، اللواء حسين الحواتمة، جدلاً واسعاً بعد أن طلب من مواطن في أحد شوارع العاصمة عمّان الانبطاح على الأرض، من دون معرفة الأسباب.
الحادثة المشار إليها في الفيديو وقعت يوم الجمعة، لكن الفيديو انتشر ظهر السبت، وظهر في بدايته الحواتمة مترجلاً من مركبته السوداء، ومتجهاً نحو سيارة يبدو وكأنه طلب من سائقها التوقف، ثم ممسكاً إياه من ملابسه ودافعاً كتفه بقوة، وطالباً منه الانبطاح على الأرض.
كما أظهر الفيديو ترجل شابين من مركبة الحواتمة، لم تُحدد هويتهما حتى اللحظة، من دون أن يشتركا بما يحدث، بيد أن شخصاً آخر، مجهول الهوية أيضاً، ظهر في الشريط المصور بشكل مفاجئ، طالباً من الحواتمة والشابين المرافقين له العودة إلى مركبتهم.
وفي تلك اللحظة، تدخل مرافقا الحواتمة، بإشهار سلاحيهما في وجهه، فيما رفض الحواتمة الاستجابة لدعوات الشخص مجهول الهوية الذي يطالبه بالعودة للمركبة. وبعد نقاش حاد قصير، سيطر عليه إصرار الشخص مجهول الهوية على مراده، استجاب الحواتمة ومرافقاه، وركبوا سيارتهم وغادروا المكان، تاركين سائق المركبة الذي أوقفه الحواتمة بداية الفيديو.
بدورها، وزّعت مديرية الأمن العام الأردنية بياناً منسوباً للمحامي صياح العبادي، تطرق فيه إلى مسألة لم تكن من الأساس، مدار الحديث عند تداول الفيديو. المحامي العبادي، وفقاً للبيان الموزع، نفى إساءة مدير الأمن لقبيلة بني عباد.
ووصف العبادي ما حدث بـ "مجرد سوء تفاهم بين ابن شقيقته ومدير الأمن العام"، مشدداً على أن الحواتمة لم يتعمد الإساءة لقبيلة بني عباد.
وقال مصدر أمني إن "مدير الأمن العام كان عائداً من مدينة مأدبا رفقة ابنيه، من دون أي مرافقة أو حراسة أمنية، وفوجئ بمركبة مطفأة الأنوار تسير خلف مركبته بشكل غير مستقيم (يمنة ويسرة) على طريق المطار باتجاه عمّان، ما أحدث إرباكاً في الشارع".
وأوضح أن الحواتمة "أخذ طريقاً فرعياً وبينما كانت هنالك جزيرة وسطية فوجئ بمركبة تسير بطريقة معاكسة أصبحت مقابلة لسيارة مدير الأمن، ما أدى إلى قطع الطريق أمامه".
وأشار إلى أن مدير الأمن طلب من ابنيه حمايته بينما هو ينزل إلى السيارة، إذ أن السلاحين اللذين كانا بحوزتهما يعودان للحواتمة، بينما كان قد وجه نداءً إلى رجال الشرطة للوصول إليه.
وأثار الفيديو جدلاً واسعاً بين الأردنيين على منصات التواصل الاجتماعي، مطالبين الجهات الرسمية الأمنية توضيح تداعيات القصة.
وقال النائب السابق، أحمد الشقران، على صفحته الشخصية على "فيسبوك": "معقول هذا الباشا الحواتمة مدير الأمن والدرك والدفاعي المدني! استقواء على مواطن وضربه واجباره عالانبطاح بالشارع، وين القانون! وجب التوضيح، لاحقاً تم التأكيد رسمياً ان الظاهر في الفيديو هو فعلاً الباشا الحواتمة".
Facebook Post |
حساب الناشط حمد خالف الشقران بالرأي وكتب في تغريدة: "سائق شاب يقود مركبته بتهّور وكاد أن يتسبب بكارثة في أحد الشوارع قادته الصدفة إلى عين اللواء الركن حسين الحواتمة الذي أشار للمركبة بالتوقف".
Twitter Post
|
المستشار الاقتصادي هاشم الفحماوي غرد: "هذه سقطه قوية للحواتمة: "وبنظري يجب على الرزاز (رئيس الحكومة عمر الرزاز) إقالته من منصبه لأنه لا يستحق هذا المنصب".
Twitter Post
|
وكتب الناشط مدالله النوارسة: "ممكن نقبل هذا التصرف من أي إنسان ونكتفي بالاعتذار، لكن من مدير الأمن العام، سحب سلاح على مواطن أعزل الاعتذار لن يعيد هيبة القانون".
Twitter Post
|
وكان ملك الأردن، عبد الله الثاني بن الحسين، كلّف الحواتمة بإدارة ملف دمج الأجهزة الأمنية الثلاثة (الدرك، الدفاع المدني، الأمن العام)، وعينه مديراً للأمن العام قبل أسبوع، بعد أن كان مديراً عاماً لقوات الدرك، بعد إقالة مدير الأمن العام اللواء فاضل الحمود، ومدير الدفاع المدني مصطفى البزايعة.
Twitter Post
|