تركي الدخيل سفيراً سعودياً في الإمارات: رجل "المُحمَّدَين" للمهمات الإعلامية "غير النظيفة"
ويأتي الإعلان الرسمي عن تعيين الدخيل سفيراً لدى الإمارات، بعد تردد هذه المعلومة منذ فترة، بعد أيام من كشف صحيفة "نيويورك تايمز"، معلومات تلمح إلى معرفة مسبقة له بالمصير الذي حلّ بالإعلامي السعودي جمال خاشقجي، الذي تمت تصفيته في قنصلية المملكة في إسطنبول في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطّلعين على تقارير استخباراتية أميركية، قولهم إن بن سلمان قال خلال مكالمة هاتفية في 2017 مع أحد المقربين منه (قيل إنه تركي الدخيل) ورصدتها أجهزة الاستخبارات الأميركية، إنه سيلاحق خاشقجي "برصاصة" إذا لم يعد إلى السعودية من الولايات المتحدة.
وعُرف الدخيل بأنه مقرب من بن سلمان وبن زايد على حد سواء، فعندما جنّد بن سلمان عشرات الإعلاميين للعمل لصالحه أثناء تخطيطه للوصول إلى منصب ولاية العهد، كان الدخيل في مقدمتهم، فيما تربطه علاقات قديمة بالمسؤولين الإماراتيين بمن فيهم بن زايد.
وبعد وصول الملك سلمان بن عبد العزيز إلى كرسيّ الحكم بأسابيع قليلة، تم تعيين الدخيل مديراً لقناة "العربية". لكن وظيفة الدخيل، الذي كان متشدداً أصولياً في ما سبق، لم تكن تقتصر على إدارة القناة التي تبثّ من دبي، بل امتدت إلى عمله مستشاراً إعلامياً للأمير الشابّ الذي كان يتقدم بخطوات متسارعة نحو كرسيّ الحكم، فضلاً عن تحوّله إلى حلقة وصل بينه وبين وليّ عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد.
وتخرج تركي الدخيل في قسم أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض، لكنه تحول إلى صحافي مقرب من النظام في ما بعد، وساهم في تأسيس قناة العربية وعدد آخر من الصحف المحسوبة على النظام السعودي.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلن مدير مجموعة mbc السعودية (مقرها دبي)، وليد البراهيم، إقالة الدخيل من منصب مدير عام قناة "العربية" الإخبارية (التابعة للمجموعة)، بالتزامن مع الأخبار التي كانت تتحدث عن أن الدخيل سيغادر إدارة "العربية" والعمل الإعلامي، إلى العمل السياسي والدبلوماسي، عبر تعيينه سفيراً لبلاده في دولة الإمارات العربية، خلفاً لمحمد البشر السفير السابق، علماً أن عمله في مقرّ قناة "العربية" في دبي جعل علاقاته قوية بأروقة الحكم في الإمارات.
وحسب وثائق كشفها برنامج "ما خفي أعظم" على قناة "الجزيرة" العام الماضي، فإن عمل الدخيل في خدمة المصالح الإماراتية لم يكن حدثياً بل يعود إلى سنوات طويلة، تحديداً من خلال عمله رئيساً لمركز "المسبار"، الذي يروّج على أنه مركز بحثي متخصص في دراسة الحركات الإسلامية.
وقد أبرزت "الجزيرة" وثائق تثبت تحويلات مالية كبيرة من وليّ عهد أبو ظبي محمد بن زايد إلى "المسبار"، ومنها واحدة بمبلغ 12 مليون درهم إماراتي (أكثر من 300 ألف دولار) على شكل اشتراك سنوي.
كما كشفت الجزيرة عن تسريبات لتحويلات بنكية، من وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، بينها مبلغ بقيمة 633 ألف دولار. تضاف إلى ذلك عقود عقارية واستثمارية وتعاقدات إعلامية، والأهم استثمارات تركي الدخيل العقارية في لندن وباريس وغيرهما. غير أن الأكثر إثارة، بحسب تقرير الجزيرة يومها، كان تسلم الدخيل ملكية عقارين في لندن على نهر التايمز صبيحة اختراق وكالة الأنباء القطرية في مايو/ أيار 2017 الذي أعقبه اندلاع الأزمة الخليجية، ما يطرح سؤالاً عن "الأدوات التي تستخدمها الإمارات لتوجيه المشهد في السعودية"، على حد وصف "الجزيرة".