وكانت لافتة عودة الصحف الموالية والحكومية لتغطية تظاهرات الحراك الشعبي في ذكرى سنته الأولى، بعدما قاطعت منشورات مستقلة وموالية للحكومة تغطية الحراك الشعبي، منذ يوليو/تموز الماضي، بفعل ضغوط السلطة.
ويقف خلف عودة الصحف للاهتمام بالحراك قرار الرئيس الحالي، عبد المجيد تبون، بإقرار 22 فبراير/شباط يوماً وطنياً للتلاحم، ما يؤشر على استمرار تبعية وسائل الإعلام للقرار السياسي والتوجهات الرسمية.
صحيفة "الشروق اليومي" كتبت على صفحتها الأولى: "سنة بعد حراك سلمي رافقه الجيش وحماه... عندما قال الشعب لا". وأكدت الصحيفة على أن المقبل "أهم وأبقى"، لافتة إلى أن "الملايين من الجزائريين خرجوا إلى الشارع لإنقاذ الجزائر من العصابة ومن العهدة الخامسة". كما تطرقت الصحيفة إلى المسار الذي اتخذه الجيش في مرافقته للحراك الشعبي، فاعتبرت كاتبة المقالة أن الحراك ركز على "الشعب الجيش خاوة خاوة".
كما سلّطت الصحف الجزائرية الصادرة اليوم، في مجملها، الضوء على الذكرى الأولى للحراك الشعبي الذي تزامن مع اللقاء الصحافي الدوري الذي يقدمه تبون. تناول تبون هذه المناسبة باستفاضة في حواره مع الإعلام الجزائري، وهو ما أكدته صحيفة "الحوار" الجزائرية التي عنونت "يا شباب الحراك حذار من الاختراق"، وتناولت الصحيفة أبرز ما تطرق إليه تبون حول الموضوع من دون الإشارة إلى المناسبة، معتبرة أن الحراك أدى ما عليه بهدف تحقيق مطلب التغيير، مؤكدة على تصريحات الرئيس الجزائري الذي قال إن "الحراك أنقذ الدولة من الانهيار".
وفي السياق نفسه، ربطت صحيفة "الشعب" بين لقاء تبون مع الإعلام الجزائري وذكرى الحراك، ونقلت تصريحات الرئيس الجزائري بأن الحراك حمى البلاد من الانهيار. وعنونت: "سيول بشرية في الذكرى السنوية للحراك الشعبي".
بدورها، افتتحت يومية "الرائد" عددها الصادر نهار اليوم حول الذكرى الأولى للحراك الشعبي، وقالت إن ما ميزه هو تمسك الجزائريين بالمحاور الكبرى للانتفاضة وشعار "خاوة خاوة" لبناء جزائر جديدة.
أما صحيفة "المساء" الحكومية فقالت إن "الحراك الشعبي يجدد عهده في عامه الأول، التغيير الشامل في كنف السلمية"، معتبرة أن الحراك الشعبي رافق الدولة في تحقيق مطالب الملايين في التغيير الشامل وإعادة هيبة الوطن.
وعادت "المجاهد" الحكومية، النّاطقة بالفرنسية، إلى حوار رئيس الجمهورية الجزائري مع بعض وسائل الإعلام، ضمن سلسلة الحوارات التي عكف على تنظيمها منذ تسلمه مقاليد الحكم، وحديثه عن الحراك الشعبي، وعنونت الصحيفة "الحراك ظاهرة صحية".
وتأتي الذكرى السنوية للحراك الشعبي في ظل تجاذبات سياسية متعلقة بالوعود التي قدمها الرئيس الجزائري للشعب فيما يتعلق بالحوار وتعديلات الدستور، وخصصت صحيفة "أخبار الوطن" ملفاً للحديث عن الذكرى، وحاورت عدداً من الناشطين والباحثين عن سلة مكاسب الحراك واستحقاقاته.
بخلاف الصحف التي أعادت اكتشاف الحراك في تظاهرات أمس الجمعة، واصلت صحيفة "الخبر" تغطيتها التي لم تنقطع منذ فبراير 2019 لتظاهرات الحراك. وكتبت في صفحتها الأولى "تمسك الجزائريين بمطلب التغيير"، وعنونت ملفاً من صفحتين بـ"سيول بشرية في الذكرى السنوية للحراك"، مؤكدة على أن الجمعة الـ53 من عمر المسيرات الشعبية كانت قوية وذات زخم كبير. تناولت الصحيفة واسعة الانتشار احتفالات الجزائريين بالذكرى السنوية للحراك الشعبي، مؤكدة على أن المتظاهرين استعادوا شعارات الأيام الأولى من عمر الحراك الشعبي، مثل "يتنحاو قاع"، أي "يتزحزح كل المسؤولين من الحكم"، مشددة على أن الحراكيين يريدون تنحي كل بقايا نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. كما شددت الصحيفة على أن "تحرير العدالة الجزائرية من قبضة سياسة الهاتف على رأس الشعارات التي رفعت في الجمعة السنوية"، معتبرة ذلك "ثبات المتظاهرين على مطلب التغيير الجذري".
وواصلت صحيفة "الوطن" الصادرة باللغة الفرنسية تغطيتها للحراك، وقالت في تقريرها إن الجزائريين تمسكوا بمطالب التغيير في الذكرى السنوية للحراك الشعبي. وعنونت صفحتها الأولى: "في عامه الأول، تحرك شعبي ضخم، أكثر قوة من ذي قبل".
واستعادت صحيفة "ليبرتي" خلال تغطيتها مشاهد الحراك الشعبي في بداياته في فبراير/شباط عام 2019، وكتبت على صدر صفحتها "كما اليوم الأول للحراك"، في إشارة إلى تظاهرات أمس الجمعة.