وُلد نور في قرية أولاد عدّي لقبالة بمحافظة المدية، غرب الجزائر، وتعلّم اللغة العربية فيها، قبل أن يلتحق بمعهد ابن باديس سنة 1950، ويتخرّج منه بتفوّق بعد أربع سنواتٍ، ثمّ سافر إلى القاهرة ليلتحق بدار العلوم التي تخرّج فيها بشهادةٍ في العلوم العربية والإسلامية.
وفي القاهرة، التحق نور بـ"جبهة التحرير الوطني" التي كانت تقود حرب الاستقلال في الجزائر؛ حيثُ ساهم في تأسيس أوّل رابطة للطلّاب الجزائريّين في مصر سنة 1965، وشارك في مؤتمراتٍ طلّابية باسم الحزب، وقدّم أعمالاً إذاعية ضمن "برنامج الجزائر" في "صوت العرب".
عاد نور إلى الجزائر بعد توقّف "صوت العرب"، والتحق بـ "الإذاعة السريّة" التابعة للثورة، والتي كانت تبثُّ بشكلٍ سريّ من أماكن مختلفة في البلاد، وهي التجربة التي وثّقها في كتابٍ بعنوان "شاهد على ميلاد صوت الجزائر: ذكريات وحقائق".
وشارك نور في تحرير مبنى الإذاعة والتلفزيون الجزائري في خريف 1962، أي بعد قرابة ثلاثة أشهر من استقلال الجزائر ومغادرة الفرنسيّين؛ حيثُ ظلّت المؤسّستان تابعتين للإدارة الفرنسية إلى غاية 28 تشرين الأوّل/ أكتوبر 1962، وهو التاريخ الذي تُحييه الجزائر إلى اليوم باسم "يوم بسط السيادة الوطنية على الإذاعة والتلفزيون".
ويروي نور، في إحدى شهاداته، تفاصيل العملية التي قال إنها جرت في سريّة تامة، وشارك فيها 24 تقنياً من "الإذاعة السريّة" وعشرة من عمّال الإذاعة؛ حيثُ توزّعوا على ستّة مراكز تابعة للمؤسّستَين في الجزائر العاصمة وقسنطينة ووهران، وسيطروا عليها بشكلٍ كامل، ما اضطرّ الفرنسيّين إلى الانسحاب منها، معتبراً أن العملية كانت بمثابة تحدٍّ لأكثر من 150 موظّفا فرنسيا كانوا يعتقدون أن بثّ المؤسَّستَين سيتوقّف بمجرّد رحيلهم عنهما.
بعد الاستقلال، عُيّن نور رئيس تحرير للإذاعة والتلفزيون، وترأّس أول لجنة لتقييم البرامج القديمة، ولجنة البرامج في "اتحاد إذاعات الدول العربية". كما شغل منصب مدير للقناة الإذاعية الأولى والثانية.
وخلال السنوات الماضية، دخل نور في سجالٍ مع "جمعية العلماء المسلمين الجزائريّين" التاريخية التي رفعت عليه دعوى قضائية بتهمة القذف، على خلفية اتهامه رئيسها الحالي، عبد الرزاق قسوم، بالعمالة للاستعمار الفرنسي خلال الثورة التحريرية.