بضع دقائق يستغرق رسم الشاب خليل سرور، لرسم فتاة فلسطينية تلف على رأسها "الكوفية"، باستخدام جهاز يشبه القلم لـ"الحرق على الخشب".
هذا القالب من الفنون البصرية، الذي يتقنه الشاب سرور (25 عاماً)، رغم دراسته التربية، أصبح مصدر دخل له ولزوجته، بعد عدة محاولات للحصول على فرصة عمل في تخصصه الجامعي، إلا أن نسب البطالة المرتفعة دفعته نحو تطوير هوايته بالرسم.
يقول سرور إنه "يستمتع كثيراً في قضاء وقته برسم لوحات خشبية، من خلال جهاز الحرق، (الكاوي)، الذي يعد أسلوباً غير منتشر على نطاق واسع في غزة، ويمنحه تميّزاً أكثر في عالم الفن". "أحب الرسم، إنه يمنحني السعادة، وأصبح مصدر رزقي أيضًا".
وينتج سرور لوحاته، من خلال رسمها أولا بقلم الرصاص على لوح خشبي، تختلف أحجامه بناء على طلب الزبون، ثم يستخدم جهاز الحرق لإعطائها ملامحها النهائية. ويبلغ متوسط الدخل الشهري للفنان الشاب، نحو (300 دولار أميركي)، من رسم اللوحات وبيعها بأسعار تتراوح بين (13 دولارًا) و (31 دولارًا)، حسب قوله.
ويشير إلى أنّ "هناك اقبالاً جيداً بشكل عام من الزبائن، على طلب رسم صور شخصية أو ميداليات أو بطاقات تهنئة أو معايدة، فهذا يعتبر نوع جديد من الهدايا المتبادلة بينهم". ويلفت إلى أن إغلاق معبر رفح، ومنع الوفود المتضامنة مع غزة من الوصول إلى القطاع، أثر على عمله بشكل كبير، مضيفًا، "كان للوحات الحرق على الخشب سوق جيدة جداً، فثمنها مقارنة في بلدان الوفود القادمة إلى غزة منخفض".
وفي إحدى قاعات مطعم على شاطئ بحر غزة، يتخذ ناجي نصر (38 عاماً) مكاناً لرسم لوحاته بالحرق على الخشب. ويمرّر نصر، الذي يعاني من إصابة في قدمه، بسبب قصف إسرائيلي خلال الحرب على غزة، جهاز "الكاوي" على لوحة تجسد شخصية الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
ويقول ناجي إنه "يأتي إلى المرسم ثلاثة أيام أسبوعياً، وأن أعماله تلفت أنظار الزوار وتنال إعجابهم، "بل إن العديد من الزائرين يشاهدون هذا الشكل من الفنون البصرية". ويضيف "لديّ هواية الرسم منذ صغري، وقبل نحو عشرين عاماً درستها، وقبل عامين بدأت أرسم بالحرق على الخشب". ويشعر ناجي الأب لثلاثة أطفال، بالراحة النفسية أثناء الرسم، "وأنسى أوجاع مدينتي المحاصرة التي تعاني من ظروف معيشية قاسية".
وفي ذكرى رحيل الرئيس الفلسطيني "ياسر عرفات"، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أقام نصر معرضاً فنياً يضم 70 لوحة لصور قادة وسياسيين وشهداء فلسطينيين.
وقال "تصلني العديد من الطلبات من زبائن خارج القطاع، يرغبون في إنجاز لوحات خاصة لهم، لكنني أضطر لرفضها جميعاً؛ بسبب الحصار، "إضافة إلى أننا نواجه مشكلة في الكهرباء".
اقرأ أيضاً: تمنيات سوريالية للعام 2016