الليلة الواحدة في حفلة نجم عربي توازي كلفتها ربع راتب الأردني الشهري، بين وجبة السحور والاستمتاع بصوت المطرب المفضّل، مع النرجيلة. لهذا تشكو المهرجانات الأردنية، القليلة أصلاً، من شحّ الموارد المالية. فتتّكئ معظمها على القطاع الخاصّ في تصريف شؤونها. ويبقى "جرش" مدللاً حكومياً بدعم مالي سنوي يزيد عن مليون دينار أردني، فضلاً عن دعم القطاع الخاصّ. إذ اعتاد حضوره كلّ صيف عشّاق الغناء والطرب والثقافة من الأردنيين، ومعهم المغتربون والسيّاح العرب، هو ومهرجان ""الفحيص".
هذا العام، تبدو البوصلة الفنية مختلفة. فرغم الكساد الاقتصادي الذي تعاني منه شرائح واسعة من الأردنيين، وتسريح عمّال بعد إقفال مؤسسات كثيرة، تزامن موسم المهرجانات مع شهر رمضان وموسم الأعياد، ما سبّب ضغطاً اقتصادياً إضافياً على الناس.
وانتشار الخيم الرمضانية المخصّصة لنجوم الغناء كان مبالغاً فيه، ما سبّب تخمة لجمهور تراهن عليه معظم المهرجانات بعد رمضان. لكنّ اللافت في الخيم الرمضانية الأردنية هذا العام التنافس الشديد بين أصحابها. إذ تستضيف بعضها بشكل يومي نجوماً عرباً وأردنيين، مثل ملحم زين ووائل كفوري وسعد لمجرد وأيمن زبيب وإلهام المدفعي وحسين الديك وهيثم عامر وشادي جميل ومعين شريف وعصام كاريكا وتوفيق الدلو وهاني متواسي وطوني قطان ومحمد الحوري وحسين السلمان وصليبا حداد وغيرهم.
مقارنة حفلات السحور الرمضانية بالمهرجانات تُعدّ ظالمة. لكنّ سبب المقارنة هو تشابه البرامج!
لذا، فإنّ التأثير المتوقع لـ"تخمة" حضور هؤلاء وغيرهم في ليالي رمضان سيمتدّ إلى المهرجانات. ففي حسبة سريعة، أيّ حفل من حفلات سحور رمضان يصل ثمن تذكرته للشخص الواحد في حدّه الأعلى إلى 65 ديناراً أردنياً (أقل من 100 دولار بقليل)، شاملة حضور الحفل مع وجبة سحور ونرجيلة. وتنخفض الكلفة كلّما تراجعت نجومية الفنان.
لنقارن مثلاً حفل الفنان وائل كفوري المقرّر أن يحييه خلال الأيام المقبلة في إحدى الخيم، مع حفله في جرش. سيجد الشخص نفسه في حفل السحور الرمضاني داخل فندق 5 نجوم وسط خدمات عالية، فيما سيكون مضطراً في حفل كفوري الجرشي، على سبيل المثال، لأن يدفع 25 ديناراً (أقل من 50 دولاراً بقليل)، مقابل أن يحضر الحفل في مدرج حجريّ قديم، كما هو الحال مع الفنان معين شريف في مهرجان الفحيص أيضاً.
اقرأ أيضاً: "دفاتر الطوفان".. دراما معاصرة تروي حكاية العمّانيين
في السابق كانت المهرجانات الأردنية تتبع سنّةً متعارفاً عليها في التعاقد مع الفنانين. إذ كانت تشترط عدم إحياء الفنان المتعاقدة معه أيّ حفل جماهيري قبل 90 يوماً من موعد حفله. وهذا ما يدعو إلى التساؤل: هل الساحة الفنية العربية انحصر نجومها في أسماء محدّدة؟ وهل الفنان بات هدفه المال أوّلاً وفقط؟ وما عاد يهمّه إن شارك في حفلين متقاربي الزمن في مكان جغرافي واحد، حتى لو أدّى ذلك إلى سقوط حفله الثاني؟
هذا العام، تبدو البوصلة الفنية مختلفة. فرغم الكساد الاقتصادي الذي تعاني منه شرائح واسعة من الأردنيين، وتسريح عمّال بعد إقفال مؤسسات كثيرة، تزامن موسم المهرجانات مع شهر رمضان وموسم الأعياد، ما سبّب ضغطاً اقتصادياً إضافياً على الناس.
وانتشار الخيم الرمضانية المخصّصة لنجوم الغناء كان مبالغاً فيه، ما سبّب تخمة لجمهور تراهن عليه معظم المهرجانات بعد رمضان. لكنّ اللافت في الخيم الرمضانية الأردنية هذا العام التنافس الشديد بين أصحابها. إذ تستضيف بعضها بشكل يومي نجوماً عرباً وأردنيين، مثل ملحم زين ووائل كفوري وسعد لمجرد وأيمن زبيب وإلهام المدفعي وحسين الديك وهيثم عامر وشادي جميل ومعين شريف وعصام كاريكا وتوفيق الدلو وهاني متواسي وطوني قطان ومحمد الحوري وحسين السلمان وصليبا حداد وغيرهم.
مقارنة حفلات السحور الرمضانية بالمهرجانات تُعدّ ظالمة. لكنّ سبب المقارنة هو تشابه البرامج!
لذا، فإنّ التأثير المتوقع لـ"تخمة" حضور هؤلاء وغيرهم في ليالي رمضان سيمتدّ إلى المهرجانات. ففي حسبة سريعة، أيّ حفل من حفلات سحور رمضان يصل ثمن تذكرته للشخص الواحد في حدّه الأعلى إلى 65 ديناراً أردنياً (أقل من 100 دولار بقليل)، شاملة حضور الحفل مع وجبة سحور ونرجيلة. وتنخفض الكلفة كلّما تراجعت نجومية الفنان.
لنقارن مثلاً حفل الفنان وائل كفوري المقرّر أن يحييه خلال الأيام المقبلة في إحدى الخيم، مع حفله في جرش. سيجد الشخص نفسه في حفل السحور الرمضاني داخل فندق 5 نجوم وسط خدمات عالية، فيما سيكون مضطراً في حفل كفوري الجرشي، على سبيل المثال، لأن يدفع 25 ديناراً (أقل من 50 دولاراً بقليل)، مقابل أن يحضر الحفل في مدرج حجريّ قديم، كما هو الحال مع الفنان معين شريف في مهرجان الفحيص أيضاً.
اقرأ أيضاً: "دفاتر الطوفان".. دراما معاصرة تروي حكاية العمّانيين
في السابق كانت المهرجانات الأردنية تتبع سنّةً متعارفاً عليها في التعاقد مع الفنانين. إذ كانت تشترط عدم إحياء الفنان المتعاقدة معه أيّ حفل جماهيري قبل 90 يوماً من موعد حفله. وهذا ما يدعو إلى التساؤل: هل الساحة الفنية العربية انحصر نجومها في أسماء محدّدة؟ وهل الفنان بات هدفه المال أوّلاً وفقط؟ وما عاد يهمّه إن شارك في حفلين متقاربي الزمن في مكان جغرافي واحد، حتى لو أدّى ذلك إلى سقوط حفله الثاني؟