تتميّز المغرب بتنوع هائل في الموسيقى التي تختلف في سياقاتها التاريخية والجغرافية وطبيعة نشأتها والظروف التي ساعدت على إيجادها، نتيجة تنوع الثقافات والحضارات التي أقيمت على أرضها.
موسيقى غناوة
هي مزيج من الموسيقى الأفريقية والعربية، تعود أصولها إلى "العبيد" الذين نقلهم، مولاي إسماعيل، في القرن السابع عشر من دول جنوب الصحراء، ليؤسسوا الدولة المغربية العلوية. إذ نشأت عن طريق النداءات الحزينة التي كان يطلقها هؤلاء الرقيق في المراكب البحرية التي نقلوا بها، وتحوَّلت لاحقاً إلى أغان تعبر عن مآسيهم وجذورهم. وأصبح هناك نوعان من “الغناوة"، الغرباوية، التي نشأت في المدن الداخلية، والمرساوية، التي نشأت في المدن البحرية. وانتشرت "الغناوة" إلى الجزائر وتونس، ووصلت إلى العالمية من خلال معلميها أمثال، عبد الله الكورد، الذي يعيش بطنجة، وعمل الكورد ما يقارب خمسين عاماً مع مغني الجاز الأميركي، رندي ويستون، وغيره من مشاهير الجاز.
يختلط في هذه الموسيقى ما هو ديني بحت مع ما هو شعوذة، ولها مريدون يقيمون جلسات تسمى بـ"الحضرة" أو "الليلة" التي تعتبر بداية العام الجديد للغناويين. وتغنى في "الغناوة" 240 قطعة (أغنية) مقسمة على اثني عشر لونا، منها سبعة أساسية.
موسيقى العيطة
العيطة وتعني "المناداة". وفي مفهومها القديم أي نداء القبيلة والاستنجاد بالسلف، لتحريك واستنهاض همم الرجال، واستحضار مَلَكَة الشعر والغناء. يعود تاريخ نشأتها إلى ما بعد موجات الهجرة القادمة من الشام وشبه الجزيرة العربية بعد فتح الأندلس، ولكنها نشأت في المغرب. تبلورت العيطة أثناء الاستعمار الفرنسي والإسباني في المغرب، واستخدمت في نطاق المقاومة عندما كان يتنادى فيها أهل البلاد كرسائل مشفرة في مقاومتهم ضد المستعمر. تندرج "العيطة" ضمن الموسيقى الشعبية المغربية، ويتفرع عنها أنواع حسب المناطق، فهناك العيطة الحصباوية والعيطة المرساوية أو الحوزية، وعند غنائها لها طقوس خاصة، إذ تبدأ الليلة بتحلق المريدين حول الخيمة للبدء في العزف والغناء. بعد وقت قصير، يلتحق بهم أهل الحي أو المكان بالعشاء وصينية الشاي، كذلك النساء اللواتي يجلسن القرفصاء حول الخيمة. يبدأ بعدها جمع المال وختم الليلة برفع الأكف للدعاء بالتسيير والتوفيق، وهو ما يسمى في البادية والحواضر المغربية بـ”الفاتحة". من أشهر روادها، الحاجة الحمداوية، وفاطنة بنت الحسين، وعبد العزيز الستاتي، وعبد الله البيضاوي وغيرهم.
اقــرأ أيضاً
الطرب الأندلسي
هو الذي انتقل مع موجات الهجرة من الأندلس إلى مناطق المغرب العربي بعد سقوط الأندلس. ولا نزال نشهد حتى اليوم سهرات وفعاليات ثقافية ضخمة مخصصة للطرب الأندلسي، حفاظاً عليه كموروث ثقافي جليل في المغرب، وهناك أيضاً ممارسات أسبوعية من خلال الجمعيات أو الأفراد، الذين يخصصون وقتهم لتعليم أو غناء الطرب الأندلسي. تقوم الموسيقى الأندلسية في إيقاعها على ما يسمى "النوبة"، وعدد النوبات المستعملة اليوم في المغرب إحدى عشرة نوبة (رمل الماية، الأصبهان، والماية، والعشاق، والرصد، الاستهلال، الحجاز الكبير، الحجاز المشرقي، ورصد الذيل وغريبة الحسين وعراق العجم). ويميّز الطرب الأندلسي الطابع الديني والفني، وكان مقتصراً على عليّة القوم من العلماء ورجال الدين، ولكنه اليوم مجال متاح للفنانين المؤهلين للخوض في ميدان الطرب الأندلسي الذين استطاعوا الحفاظ على نوباته والزي التقليدي المرافق له.
موسيقى غناوة
هي مزيج من الموسيقى الأفريقية والعربية، تعود أصولها إلى "العبيد" الذين نقلهم، مولاي إسماعيل، في القرن السابع عشر من دول جنوب الصحراء، ليؤسسوا الدولة المغربية العلوية. إذ نشأت عن طريق النداءات الحزينة التي كان يطلقها هؤلاء الرقيق في المراكب البحرية التي نقلوا بها، وتحوَّلت لاحقاً إلى أغان تعبر عن مآسيهم وجذورهم. وأصبح هناك نوعان من “الغناوة"، الغرباوية، التي نشأت في المدن الداخلية، والمرساوية، التي نشأت في المدن البحرية. وانتشرت "الغناوة" إلى الجزائر وتونس، ووصلت إلى العالمية من خلال معلميها أمثال، عبد الله الكورد، الذي يعيش بطنجة، وعمل الكورد ما يقارب خمسين عاماً مع مغني الجاز الأميركي، رندي ويستون، وغيره من مشاهير الجاز.
يختلط في هذه الموسيقى ما هو ديني بحت مع ما هو شعوذة، ولها مريدون يقيمون جلسات تسمى بـ"الحضرة" أو "الليلة" التي تعتبر بداية العام الجديد للغناويين. وتغنى في "الغناوة" 240 قطعة (أغنية) مقسمة على اثني عشر لونا، منها سبعة أساسية.
موسيقى العيطة
العيطة وتعني "المناداة". وفي مفهومها القديم أي نداء القبيلة والاستنجاد بالسلف، لتحريك واستنهاض همم الرجال، واستحضار مَلَكَة الشعر والغناء. يعود تاريخ نشأتها إلى ما بعد موجات الهجرة القادمة من الشام وشبه الجزيرة العربية بعد فتح الأندلس، ولكنها نشأت في المغرب. تبلورت العيطة أثناء الاستعمار الفرنسي والإسباني في المغرب، واستخدمت في نطاق المقاومة عندما كان يتنادى فيها أهل البلاد كرسائل مشفرة في مقاومتهم ضد المستعمر. تندرج "العيطة" ضمن الموسيقى الشعبية المغربية، ويتفرع عنها أنواع حسب المناطق، فهناك العيطة الحصباوية والعيطة المرساوية أو الحوزية، وعند غنائها لها طقوس خاصة، إذ تبدأ الليلة بتحلق المريدين حول الخيمة للبدء في العزف والغناء. بعد وقت قصير، يلتحق بهم أهل الحي أو المكان بالعشاء وصينية الشاي، كذلك النساء اللواتي يجلسن القرفصاء حول الخيمة. يبدأ بعدها جمع المال وختم الليلة برفع الأكف للدعاء بالتسيير والتوفيق، وهو ما يسمى في البادية والحواضر المغربية بـ”الفاتحة". من أشهر روادها، الحاجة الحمداوية، وفاطنة بنت الحسين، وعبد العزيز الستاتي، وعبد الله البيضاوي وغيرهم.
الطرب الأندلسي
هو الذي انتقل مع موجات الهجرة من الأندلس إلى مناطق المغرب العربي بعد سقوط الأندلس. ولا نزال نشهد حتى اليوم سهرات وفعاليات ثقافية ضخمة مخصصة للطرب الأندلسي، حفاظاً عليه كموروث ثقافي جليل في المغرب، وهناك أيضاً ممارسات أسبوعية من خلال الجمعيات أو الأفراد، الذين يخصصون وقتهم لتعليم أو غناء الطرب الأندلسي. تقوم الموسيقى الأندلسية في إيقاعها على ما يسمى "النوبة"، وعدد النوبات المستعملة اليوم في المغرب إحدى عشرة نوبة (رمل الماية، الأصبهان، والماية، والعشاق، والرصد، الاستهلال، الحجاز الكبير، الحجاز المشرقي، ورصد الذيل وغريبة الحسين وعراق العجم). ويميّز الطرب الأندلسي الطابع الديني والفني، وكان مقتصراً على عليّة القوم من العلماء ورجال الدين، ولكنه اليوم مجال متاح للفنانين المؤهلين للخوض في ميدان الطرب الأندلسي الذين استطاعوا الحفاظ على نوباته والزي التقليدي المرافق له.