وكشف وزير الشباب والرياضة الجزائري محمد حطاب بأن بلاده تدرس تنظيما مشتركا بين الجزائر وتونس والمغرب لبطولة كأس العالم، وقال في تصريحات للصحافيين بمدينة تاراغونا الإسبانية على هامش اختتام ألعاب البحر الأبيض المتوسط: "سنبحث إمكانية الترشح لاحتضان بطولة كأس العالم بملف مشترك مع المغرب وتونس".
ولم يعط وزير الرياضة الجزائري توضيحات أكثر بخصوص الأمر، وإن كان الملف المرتقب يخص الترشح لتنظيم نسخة عام 2030، بعد أن آلت نسخة عام 2026 إلى الملف المشترك للولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك على حساب ملف المغرب خلال كونغرس "فيفا" في منتصف شهر يونيو/حزيران المنقضي.
ولا تعد فكرة تنظيم كأس العالم عبر الترشح بملف ثلاثي بين الجزائر وتونس والمغرب، وليدة اليوم إذ سبق لرئيس اتحاد الكرة الجزائري خير الدين زطشي، أن عبّر عن رغبة الجزائر في تقديم ملف مشترك مع تونس والمغرب لتنظيم بطولة كأس العالم 2030، ومقارعة الملف الثلاثي المشترك الآخر الذي تعتزم تقديمه كل من الأوروغواي والأرجنتين والبارغواي.
وجاءت تصريحات زطشي خلال كونغرس "فيفا" في يونيو/حزيران الماضي، في أعقاب خسارة المغرب لشرف تنظيم دورة 2026 لمصلحة الملف الأميركي، ووقتها أعلن زطشي أن الجزائر منحت صوتها للمغرب، والذي بادر إلى الإشادة بموقف الجزائر بالرغم من التوتر الحاد الذي يسيطر على العلاقات الرسمية بين البلدين، على خلفية قضية إقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه بين المغرب وجبهة البوليساريو.
وبإمكان الملف الثلاثي "المغاربي" أن يحقق النجاح المطلوب، بالنظر لجملة من العوامل أبرزها وجود البلدان الثلاثة في منطقة واحدة وبحدود مشتركة، فضلا عن أن كلا من الجزائر وتونس والمغرب توفر إمكانات مادية وبشرية هائلة، إضافة إلى البنى التحتية لأجل تنظيم مسابقة كروية كبرى من هذا المستوى، حيث سبق لكل من هذه البلدان أن نظموا مسابقات قارية ودولية كبرى في مختلف الرياضات، من دون أي مشكلة.
ويحتاج نجاح الملف الثلاثي "المرتقب" إلى تنسيق على جميع الجبهات، خاصة الدبلوماسية والعلاقات الخارجية، إذ أثبتت التجارب السابقة في هذا الشأن الحاجة لضرورة إتقان "لعبة الكواليس" من أجل الوصول إلى الهدف المنشود.