شهد اليوم الأول من فعاليات مؤتمر "من ثورات الشعوب إلى ساحة للتنافس الإقليمي والدولي: المنطقة العربية بين صعود تنظيم الدولة والانخراط الأميركي المتجدِّد" نقاشات حيوية للبحث عن أسباب صعود تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بعد سيطرته على مدينة الموصل في 9 حزيران/يونيو 2014، وتوسّعه في سورية والعراق، ما أدى إلى تغييرات عميقة في صورة المشهد السياسي في منطقة الهلال الخصيب وعموم المنطقة العربية؛ وظهور تحالفات جديدة لمواجهة تنامي قوة التنظيم، وعودة الولايات المتحدة الأميركية للتدخل عسكرياً في المنطقة.
المؤتمر الذي ينظمه "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في العاصمة القطرية الدوحة بدأ بكلمة افتتاحية لمدير المركز الدكتور عزمي بشارة.
الإرهاب والتدخل الخارجي ثورة مضادة
أكد بشارة أن "الثورات العربية هي نقيض التدخل الأجنبي والإرهاب، وأن إفشالها هو الذي جلب التدخل الأجنبي والإرهاب الذي لاذ بالصمت مدة عام وأكثر وكأن حركة الجماهير السلمية أدهشته هو أيضاً".
كما أكد بشارة أيضاً أن "تنظيم الدولة يشكّل نقيضاً للمدنية والعمران والحداثة. وثمّة قناعة أن محاربة هذا التنظيم هو مصلحة عربية وإسلامية شاملة. لكن التركيز عليه دون انتهاكات الميليشيات الطائفية في العراق والمقتلة التي يرتكبها النظام السوري هو ما يثير التساؤلات".
وشبّه ما يخوضه داعش بالحروب الدينية أكثر مما يشبه الحروب الطائفية، وأن تطلعات الشعوب العربية في تغيير الأنظمة أو بإصلاحها تضيع من جديد بين التدخل الدولي والإرهاب. محمّلاً المسؤولية الكبرى للأنظمة العربية التي "أنتجت الطائفية واستجلبت التدخل الدولي وخلقت الإرهاب أيضاً. كما تبدو المداولات الجديدة وكأنها مداولات جيوستراتيجية تحل محل المداولات الداخلية حول العدالة والتنمية".
المشهد في منطقة الهلال الخصيب
تتوزع جلسات المؤتمر على مدى يومين تجمع أعمالها في كراس يصدره المركز إضافة إلى كتاب أكاديمي يتناول تنظيم داعش منذ نشأته وحتى الآن.
ويحاضر في المؤتمر خمسة عشر باحثاً من المختصين في العلوم السياسية والاجتماعية من المنطقة العربية وخارجها.
الجلسة الأولى من المؤتمر رصدت "المشهد السياسي في دول الهلال الخصيب"، فتحدث فيها الدكتور فالح عبد الجبار عن "الأزمة العراقية: مشهد ما بعد الانتخابات". أما الدكتور برهان غليون فحلل "المشهد السوري في ضوء التدخل الأجنبي الأميركي". وتناولت ورقة الدكتور مروان قبلان "الهلال الخصيب: صراع داخلي أم تنافس إقليمي ودولي".
الجلسة الثانية ركزت على "انهيار الدولة وصعود دور الفاعلين من غير الدولة في دول الهلال الخصيب"، حيث تحدث فيها كل من حيدر سعيد بمداخلة عن "دور التنظيمات الشيعية في ظل تراجع دور الدولة العراقية"، بينما تناول محمد أبو رمان "تنظيم الدولة كفاعل إقليمي"، وعثمان المختار "دينامية تطور دور تنظيم الدولة في العراق منذ احتجاجات الأنبار".
واختتمت فعاليات اليوم الأول بجلسة عن "مواقف اللاعبين الإقليميين من التطورات في دول الهلال الخصيب" فتحدثت فاطمة الصمادي عن الدور الإيراني، وحلل عبد الحكيم خسرو الدور الكردي، وتناول بولنت أراس الدور التركي.