دعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، إلى ضرورة وضع خطة عربية لتجفيف منابع التطرف وتحرير الفتاوى الدينية من المتطرفين، محذراً من انتقال عناصر ومجموعات كانت تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي من المناطق التي اندحر منها إلى أخرى متوترة كمنطقة الساحل.
ووجّه الرئيس الجزائري نداء إلى علماء الدين الإسلامي لكشف المغالطات المرتبطة بالإرهاب، وتحرير الفتوى من المتطرفين والتصدي للتلاعب بالدين والفتوى، موضحاً في رسالة وجهها إلى وزراء الداخلية العرب المجتمعين في الجزائر، أن: "نهيب بالعلماء الأفاضل كشف المغالطات الدينية، وتحرير الفتوى من المتطرفين والمشايخ الذين يروجون للتطرف".
وانتقد بوتفليقة محاولات الربط التعسفي بين الإسلام والإرهاب والتطرف قائلاً: "يجب أن نرفض كلياً محاولات نقاشات تربط بين الإرهاب والديانات وخاصة الإسلام، علينا أن نحذر من ذلك لأن الإسلام بريء من الإرهاب ولا صلة له بالتطرف".
ودعا إلى تنسيق عربي عربي "لتجفيف منابعه وبيئته الفكرية الاجتماعية، وتدمير شبكاته التواصلية، وقطع طرق تواصله مع الشباب لتجنيده، وتعزيز التوعية الدينية الصالحة، ومراجعة آليات العمل معا في التصدي لهمجية الإرهاب بلا هوادة، وإزالة كل العوامل التي يتغذى منها، وتجفيف كل منابع تمويله ودعمه، وتجريم دفع الفدية للإرهاب".
وحذر الرئيس الجزائري من استغلال المجموعات الإرهابية للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، لزيادة استقطاب الشباب العربي. وقال: "علينا أن ننتبه إلى أن هناك تحدّيا آخر هو الإجرام الإلكتروني، فبالإضافة إلى الخلايا الإرهابية المعروفة، هناك خلايا تعمل على تجنيد واستقطاب الشباب للإرهاب عبر وسائل التواصل".
وفي سياق آخر، تطرق بوتفليقة الى محاولة تنظيم داعش نقل مجموعات منه إلى مناطق توتر أخرى كمنطقة الساحل، قائلا: "لقد شهدنا اندحار مجموعات إرهابية كانت تزرع القتل والتدمير، واسترجاع أراض كانت تحت سيطرتها، لكن ذلك لا يجب أن يدفعنا إلى الاستسلام، رغم أن عناصر من المجموعات الإرهابية نجحت في الهروب إلى مناطق صراعات أخرى، وهذا ما يعرف بتفريخ الجماعات الإرهابية، بعد أن يوفر بيئة حاضنة لها، وهذا الأمر يفرض علينا التبادل المكثف للمعلومات واليقظة الدائمة والحذر".
وتشير تقارير أمنية وصحافية إلى أنّ عناصر من "داعش" فروا من مناطق التوتر في سورية والعراق، وانتقلوا أو بصدد الانتقال عبر ممرات مختلفة إلى منطقة الساحل وشمال مالي والنيجر، واستغلال الهشاشة الأمنية، وهو ما تتخوف منه الجزائر بسبب قرب حدودها من منطقة الساحل.
وتنشط في منطقة الساحل مجموعات إرهابية وشبكات تهريب للسلاح والبشر، وهو ما حذر منه الرئيس الجزائري، ومن التحالفات القائمة بين المجموعات الإرهابية وشبكات الجريمة والتهريب وتهريب البشر والسلاح، قائلا: "يجب أن نحذر من تقاطع النشاطات الإرهابية والأنشطة الإجرامية التي تتحالف معا للإضرار بدولنا ومجتمعاتنا"، إضافة إلى نشاطات الهجرة السرية القادمة من الدول الأفريقية التي تعاني منها الجزائر في الفترة الأخيرة، إذ يتدفق آلاف المهاجرين للاستقرار في دول شمال أفريقيا، كالجزائر وتونس وليبيا أو للعبور إلى أوروبا، ناهيك عن المشاكل الأمنية المترتبة عن ذلك.
واعتبر بوتفليقة أن نجاح الجزائر في مكافحة الإرهاب واستئصاله لا يجعلها في مأمن من التهديد الإرهابي، وتابع "نجاحنا لا يعني أننا لم نعد بصدد تهديد إرهابي، لكننا ما زلنا متيقظين لذلك".