وبالتوازي مع توارد أخبار عن وصول رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، إلى تونس، اجتمع أعيان مدينة مصراتة ومشايخ قبيلة العبيدات بشرق ليبيا، لتوقيع مصالحة بين الطرفين، تقضي بوقف الحرب في مدينة بنغازي وشرق ليبيا وبحث عدد من النقاط الهامة الأخرى. وحضر الاجتماع عضو المجلس الرئاسي حمد معتيقة وعلي الصلابي.
وأكد مشروع البيان الختامي للاجتماع على وحدة التراب الليبي، والتمسك بمدنية الدولة وتفعيل مؤسساتها، ورفض الانقلابات العسكرية، ومحاربة الإرهاب المتمثل في تنظيم داعش وأنصار الشريعة بكافة أرجاء البلاد، وحل التشكيلات المسلحة غير النظامية والأجسام المسلحة، وضمها للتشكيلات النظامية بصفة فردية للراغبين منهم، وحماية المؤسسات النفطية وتحييدها عن النزاعات العسكرية بوصفها المورد الأول لليبيين.
ودعا مشروع البيان، لبعث هيئة عامة للمصالحة، وليس وزارة تكون مقترنة بأسماء وحكومات، كما دعا أيضاً إلى إجراء تغييرات على حكومة الوفاق إذا تطلب الأمر ذلك، مؤكداً في الوقت ذاته على دعم الاتفاق السياسي ومخرجاته.
كما طالب مشروع البيان حكومة الوفاق، بإقفال جميع السجون والمعتقلات الواقعة خارج سيطرة الدولة.
وقال وليد اللافي، إعلامي ليبي حاضر بصفة مراقب، لـ"العربي الجديد"، إن "الاجتماع على قدر كبير من الأهمية، لأنه يفتح باباً واسعاً أمام منهج المصالحة، مثلما حدث في اجتماع الدوحة الذي كانت نتائجه المباشرة مهمة في إطلاق سراح مساجين وتوفير مناخات حوار".
ولفت وليد، إلى أنها من المرات القليلة، التي يجتمع فيها الليبيون بشكل مباشر. من دون تأثيرات أجنبية؛ وهو ما أشار إليه المجتمعون أنفسهم، مؤكداً على تأثير ذلك مباشرة في المواجهات الدائرة في بنغازي. وعلى شكل التوازنات في المنطقة وفي ليبيا عموماً.
و ذكّر اللافي، بأن غالبية سكان بنغازي الواقعة شرق ليبيا، هم في الأصل من غربها، وأن الحرب التي أعلنها حفتر، كانت تقوم على أساس التحريض القبلي، ومحاولة طرد أهل بنغازي وتهجيرهم بدعوى أنهم من الغرب. وكان يمنع إجراء لقاءات مباشرة مع الليبيين من مناطق أخرى.
واعتبر اللافي، أن مجرد الاجتماع وخروجه إلى الإعلام يعتبر إنجازاً مهماً، سيمهد للقاءات أخرى بغرض تحقيق نتائج على الأرض، وسيقلص من حدة الحرب الدائرة في بنغازي، ومن أمدها وعدد ضحاياها.
و شدّد على أن الاجتماع كان ناجحاً بهذه المقاييس، وأن المشاركين الذين يمثلون قبائلهم سيعودون إليها لعرض نتائج اللقاء.