وتأتي مساعي نتنياهو، في الوقت الذي ينتظر فيه، أن تقرّ لجنة مراقبة الدولة البرلمانية، اليوم الثلاثاء، نشر الفصول غير السرية من التقرير، والتي أكدت صحف إسرائيلية، أنّها توجّه انتقاداً بالغاً لكل من نتنياهو، ووزير الأمن خلال العدوان موشيه يعالون، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، آنذاك، أفيف كوخافي، والذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي. وفي هذا السياق، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء، إلى أنّ مقرّبين من نتنياهو قالوا إنّه قد يوافق على نشر أجزاء من التقرير.
ووفقاً لما نشر في صحف إسرائيلية، فإنّ الصيغة النهائية للتقرير، تؤكّد في كل ما يتعلّق بالأنفاق الهجومية، عدم صحة رواية رئيس الحكومة الإسرائيلية، بأنّ الكابينت السياسي خصّص 13 جلسة لمناقشتها، قبل وخلال العدوان على غزة.
كما يؤكد التقرير، أنّ الحكومة الإسرائيلية وتحديداً الكابينيت السياسي والأمني، لم يخصصوا وقتاً كافياً لمناقشة خطر الأنفاق، أو وضع خطط لإعداد الجيش الإسرائيلي للمواجهة مع حماس.
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء، مقاطع للمداولات والجلسات في الكابينت السياسي والأمني الإسرائيلي، في الأسبوع الذي سبق بدء العدوان، وخلاله، يتضح منها أنّ المداولات الأولية بيّنت قناعة عند شعبة الاستخبارات العسكرية للجيش الإسرائيلي، بأنّ حماس ليست معنية بتفجير مواجهة عسكرية مع إسرائيل، وفق ما قاله كوخافي في جلسة الكابينت السياسي في 2 يوليو/ تموز 2014، فيما أعلن يعالون في نفس الجلسة معارضته لقصف فوهات هذه الأنفاق، "لأنّ من شأن ذلك أن يسحبنا إلى الداخل"، وفق قوله.
كما بيّنت المقتطفات، أنّ نتنياهو ويعالون، كانا متردّدين في كل ما يتعلّق بشنّ معركة برية، أو المبادرة لقصف الأنفاق، خوفاً من تصعيد وتورّط في قطاع غزة.
وتبين المقتطفات حسابات الجيش بشأن الوقت اللازم لردم وهدم الأنفاق، إذ قدّر يعالون في نفس الجلسة المذكورة، أنّ مثل هذه العملية تستغرق بين يومين إلى ثلاثة، لكنّها استغرقت في نهاية المطاف خلال العدوان 19 يوماً.
ووفقاً لما نشرته "يديعوت أحرونوت"، فإنّ الخلافات بلغت داخل الكابينت الإسرائيلي أشدها على نحو خاص بين يعالون، وزعيم حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينيت، فقد اعتاد بينيت الوصول لجلسات الكابينت بعد جولات ميدانية على الحدود مع قطاع غزة، وجمع معلومات لعرضها في مواجهة يعالون واتهامه بالتقصير، وعدم إطلاع الوزراء وأعضاء الكابينت على حقيقة مجريات القتال.
وفي هذا السياق، علّق بينيت، اليوم الثلاثاء، في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية، بالقول إنّ "تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي حول إدارة دفة الأمور من قبل الكابينت وقيادة الجيش، هو بمثابة هزة أرضية أمنية لا يمكن الاستهانة بنتائجها، ولا سيما أنّ التقرير يوضح وجود تحجّر فكري في الكابينت كان سبباً للفشل"، بحسب قوله.