لبنان: السيطرة على حريق ضخم في الحمرا وسط بيروت كاد يؤدي إلى "كارثة"

09 نوفمبر 2024
تمددت النيران إلى عشرات السيارات المركونة في المكان، 9 نوفمبر 2024 (رويترز/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اندلع حريق كبير في منطقة الحمرا ببيروت بسبب احتراق مولدين كهربائيين، مما أدى إلى امتداد النيران إلى عشرات السيارات وانفجار بعضها، وتدخلت فرق الإطفاء للسيطرة على الحريق وسط صعوبة بسبب تسرب المازوت.
- أسفر الحريق عن إصابتين خطيرتين من الجنسية البنغلادشية وحالات اختناق، وتضررت نحو 80 سيارة، وتم إخلاء ثلاثة مبانٍ من سكانها لتفادي الخسائر البشرية.
- دعا المسؤولون إلى صيانة المولدات وتجنب وضعها بجانب مواقف السيارات، وأكد وزير الداخلية على أهمية التعاون لضمان سلامة المواطنين.

استفاق سكان منطقة الحمرا في العاصمة اللبنانية بيروت اليوم السبت على حريق هائل في موقف للسيارات بالقرب من مطعم "بربر"، ناجم عن احتراق مولدين كهربائيين. وقد امتدت النيران إلى عشرات السيارات المركونة في المكان وفي الشوارع المحيطة، ما أدى إلى احتراقها وانفجار بعضها. وشوهدت أعمدة الدخان الناجمة عن الحريق، من مناطق بعيدة عن بيروت. وعلى الفور، توجّهت فرق فوج إطفاء بيروت والدفاع المدني اللبناني إلى مكانه لإخماده وسط صعوبة بالسيطرة عليه في البداية، وفق ما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.

وكشف رئيس وحدة الخدمة والعمليات في الدفاع المدني اللبناني وليد حشاش، في اتصال مع "العربي الجديد"، أنّ "الحريق ناجم عن اشتعال مولدين كهربائيين، غير أننا نترك للخبراء تحديد أسبابه من خلال التحقيقات الجارية. يجري الحديث عن احتكاك كهربائي، لكننا لا نعلم بعد إن كان في المولد الكهربائي أو في الشريط الموصول به أو في السيارة المحاذية للمولدين. لكننا تمكنا من السيطرة عليه، وتفادي كارثة حقيقية في منطقة الحمرا، حيث كان هناك خطر امتداد الحريق، لكون موقف السيارات يقع في طريق منحدرة سمحت بتسرّب مادة المازوت بكميات ضخمة وهي مشتعلة، ما كان سيؤدي إلى احتراق سيارات إضافية، وبالتالي كانت ستنتقل النيران إلى كل المنازل المجاورة".

ولفت حشاش إلى أنّ "الحريق تسبب بإصابتين من الجنسية البنغلادشية، أحدهما عامل كان لا يزال على قيد الحياة، نقلناه إلى مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، إصابته بالغة، لكونه سقط من المبنى على رأسه وهو يحاول الهروب من الحريق. أما الإصابة الثانية، فهي لعاملة بنغلادشية لا نعرف مدى خطورتها، لكونها نُقلت إلى المستشفى من قبل فرق إسعاف أخرى. وسُجّلت كذلك حالات اختناق عديدة وتزحلق من جراء المازوت، ما أدى إلى إصابات في أقدام عدد من السكان الهاربين. لم تكن مسألة سهلة، والموقع كان شديد الخطورة، حيث كانت أشرطة الكهرباء ممددة على الأرض".

حريق الحمرا في بيروت 9/11/2024 (عدنان عبيدي/رويترز)
اندلع الحريق في موقف سيارات قرب مطعم بربر، 9 نوفمبر 2024 (عدنان عبيدي/رويترز)

أضرار جسيمة جراء حريق الحمرا في بيروت

أما الأضرار المادية، فهي جسيمة، وفق المتحدث، حيث تفحمت الواجهة الخارجية لمبنيين محاذيين، وتضررت نحو 80 سيارة مركونة في الموقف والشارع المحاذي والزوايا، نصفها احترق بشكل كامل؛ أي قرابة 40 سيارة، فيما تضرر النصف الآخر من جراء ارتفاع درجات الحرارة، واختلف حجم الضرر بين أضرار جسيمة وطفيفة. وتابع حشاش: "رغم الأضرار المادية الهائلة، غير أننا فعلاً لم نكن نصدق الخروج بأقل خسائر بشرية ممكنة. وقد سارعنا إلى إخلاء ثلاثة مبانٍ من سكانها عبر السلالم، بينهم نازحون من جراء الحرب الإسرائيلية".

وكانت دائرة العلاقات العامة في بلدية بيروت، قد أعلنت أنه "تمت السيطرة على الحريق بعد إخلاء المباني المحيطة من سكانها عبر السلالم، وأنه حصلت حالات اختناق في صفوف السكان جراء استنشاق الدخان الناجم عن الحريق، وقد نُقلوا إلى المستشفيات. هذا، وعمل رجال فوج إطفاء مدينة بيروت والدفاع المدني اللبناني على تبريد البقعة التي حصل فيها الحريق لتأمين المكان".

حريق الحمرا في بيروت 9/11/2024 (عدنان عبيدي/رويترز)
حصلت حالات اختناق في صفوف السكان جراء استنشاق الدخان، 9 نوفمبر 2024 (عدنان عبيدي/رويترز)

من جهته، كشف مختار منطقة رأس بيروت، رمضان غلاييني، لـ"العربي الجديد" أنّ "الحريق قد يكون ناجماً عن احتكاك كهربائي في أحد المولدات الكهربائية. لذلك، من الضروري تفادي وضع المولدات بجانب مواقف السيارات، والحرص على صيانتها دورياً، وعدم تحميلها أكثر من طاقتها، حيث إنّ هناك مولدات تعمل 24/24 ساعة".

حريق الحمرا في بيروت 9/11/2024 (عدنان عبيدي/رويترز)
أُخليَت ثلاثة مبانٍ من السكان عبر السلالم والحبال، 9 نوفمبر 2024 (عدنان عبيدي/رويترز)

وأوضح: "نعيش مخاطر جمّة هذه الفترة، ولا ينقصنا المزيد من الكوارث. وقد اندلع الحريق الهائل في منطقة مكتظة بالسكان والنازحين، تضمّ عدداً كبيراً من الأبنية السكنية والفنادق والمحال التجارية، علماً أنه إثر موجة النزوح امتلأت كل مباني منطقة الحمراء وفنادقها". وحذر من "المخاطر الصحية التي ستنجم لاحقاً عن استنشاق هذا الكمّ من الدخان والسموم".

وكان وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، بسام مولوي، قد أعلن أنه تابع في اتصال هاتفي مع المدير العام للدفاع المدني ريمون خطار، "الجهود التي يبذلها عناصر الدفاع المدني لإطفاء الحريق"، وأعطى التوجيهات للإسراع بإخماد النيران وإبعاد خطر تمددها إلى باقي السيارات والأبنية المجاورة. وأجرى اتصالاً بمحافظ مدينة بيروت مروان عبود، طالباً مؤازرة فوج إطفاء بيروت في عملية الإخماد ومساعدة المواطنين العالقين في الأبنية المجاورة، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.

حريق الحمرا في بيروت 9/11/2024 (عدنان عبيدي/رويترز)
نُقلت إصابتان إلى المستشفى جراء الحريق، 9 نوفمبر 2024 (عدنان عبيدي/رويترز)