04 نوفمبر 2024
"كتارا" شأناً مصرياً
لم يعد الموسم السنوي لتكريم الكتاب العرب الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية والنقد الأدبي في أكتوبر/ تشرين الأول، مناسبةً فقط لتهنئة هؤلاء المبدعين، وإنما أيضا مناسبةً دورية، منذ ثلاث سنوات، لمتابعة واحدةٍ من نوبات السفاهة المعتادة في كثيرٍ من الإعلام المصري، والذي يُغبط على يقظته بشأن هذه الجائزة التي ترعاها مؤسسةٌ قطريةٌ ناهضةٌ في التنشيط الثقافي والفني، فقد فطنت صحيفةٌ مصريةٌ، في اليوم التالي لإعلان مصر والبحرين والسعودية والإمارات مقاطعتها دولة قطر، أي في السادس من يونيو/ حزيران الماضي، إلى السؤال عمّا سيفعله 403 مصريين تقدّموا للتنافس على جائزة كتارا بفئاتها الأربع، الرواية المنشورة والرواية غير المنشورة والدراسة النقدية وروايات الفتيان غير المنشورتين. ولم يكن أحدٌ في ذلك اليوم الرمضاني الساخن في وارد أن يكترث بهذا الأمر الذي أشغل عاملون في تلك الصحيفة أنفسهم به. وتأكد تاليا أن المصريين الذين تقدّموا بأعمالهم للجائزة القطرية لم يفعلوا شيئا مما توهمه أصحاب السؤال، النابه ربما في عرف أصحابه، سوى أنهم انتظروا النتائج، آملين الفوز والقدوم إلى الدوحة لتكريمهم. وهو ما حصل بالضبط، إذ نال المصريان، أحمد قرني ومنى الشيمي، جائزتيهما في دراسة النقد الأدبي والرواية غير المنشورتين، وتم تكريمهما في حفل إعلان الفائزين في مسرح الأوبرا في الحي الثقافي في الدوحة (كتارا). ثم رأى روائي مصري، في تصريح لموقع إلكتروني عتيد في سفالة محتواه، فوز الشيمي وقرني أمرا مقصودا من إدارة الجائزة، لإحداث حالةٍ من الشقاق والتناحر بين مثقفي مصر، كما عباراته بالضبط، شافاه الله.
إلى المتسابقين المصريين الذين زادوا عن الأربعمائة (أكثر من ألف مصري شاركوا في دورات الجائزة الثلاث)، ساهم أكاديميون ونقاد وأساتذة جامعيون مصريون في لجان التحكيم وقراءة النصوص المتنافسة. والواضح أن جميع هؤلاء، المتنافسين والمحكّمين، لا يحترمون أحدا ممن نشطوا في لعن جائزة كتارا، بادّعاء أن أموالها مغمّسةٌ بدماء ضحايا الإرهاب، كما كتب غير واحدٍ من هؤلاء من دون حياء، بل ويهزأون ممن عملوا على التحريض على المتنافسين على الجائزة، في حملات تخوينٍ وتأليبٍ ساقطة، أصاب شيءٌ منها الروائي المصري الكبير، إبراهيم عبد المجيد، بعد نيله الجائزة في دورتها الأولى. واعتبر بعض هؤلاء أن الذين قبلوا التعامل مع جائزة كتارا القطرية قد لا يمانعون في التنافس على أي جائزةٍ تمنحها إسرائيل، وأنهم يتنكّرون للمسؤوليات الوطنية والإنسانية تجاه المصريين الذين قضوا في الإرهاب الذي تدعمه دولة قطر. بهذه اللغة التي لا يخجل أصحابها، وهم يتبارون في التجرؤ البذيء على جائزةٍ ثقافيةٍ تحظى بإقبال عربي واسع، وعلى مانحيها ورُعاتها، لا يخجلون من المنزلة الدنيا التي يضعون أنفسهم فيها، وهم يلتحقون بذيليةٍ بائسةٍ بالسلطة الحاكمة في مصر، والفاشلة في حماية المصريين من الإرهاب وغيره.
ويحسن التنويه، هنا، إلى أن ثمّة عقلاء غير قليلين في مصر، في موازاة هؤلاء الشبّيحة، حذّروا من مماشاة النظام ودعاياته، بشأن دولة قطر وغيرها، منهم الكاتبة هويدا صالح التي شاركت في التحكيم في دورة جائزة كتارا العام 2016، وقد شدّدت على أنه لا يجوز أبدا أن يخضع المثقفون لابتزازات السياسة. ويعاكس هذا الصوت، وغيره لأسماء محترمة في الفضاء الثقافي المصري العريض، الدعوة المعيبة التي توجه بها صلاح فضل، وهو الأستاذ الجامعي والناقد الأدبي العتيد، إلى المثقفين في بلاده، بمقاطعة دولة قطر ومؤسساتها الثقافية، متذرّعا بالمزاعم إياها في أسطوانة الإرهاب المعلومة. وثمّة من أشهروا تعففا من جانبهم بصدد المشاركة في منافسات جائزة كتارا، تعاليا على "المال السياسي" فيها، والذي يُراد منه تنظيف سمعة قطر، كما أفتى هؤلاء المتورمون في ذواتهم، وقد أجازوا، في الوقت نفسه، لمن أراد المشاركة في مواسم هذه الجائزة أن يفعل.
يجوز حسبان هذه التنويعات المصرية بشأن الموقف من جائزة كتارا تمثيلاتٍ في الخراب المصري الراهن، في الشأن الثقافي العام، تؤشّر إلى المحزن الذي يبعث على الأسى، في البلد العربي الأكبر، والذي كان له دوره المؤكد في حماية الوجدان العربي الموحد.. في عقود وأزمنة مضت.
إلى المتسابقين المصريين الذين زادوا عن الأربعمائة (أكثر من ألف مصري شاركوا في دورات الجائزة الثلاث)، ساهم أكاديميون ونقاد وأساتذة جامعيون مصريون في لجان التحكيم وقراءة النصوص المتنافسة. والواضح أن جميع هؤلاء، المتنافسين والمحكّمين، لا يحترمون أحدا ممن نشطوا في لعن جائزة كتارا، بادّعاء أن أموالها مغمّسةٌ بدماء ضحايا الإرهاب، كما كتب غير واحدٍ من هؤلاء من دون حياء، بل ويهزأون ممن عملوا على التحريض على المتنافسين على الجائزة، في حملات تخوينٍ وتأليبٍ ساقطة، أصاب شيءٌ منها الروائي المصري الكبير، إبراهيم عبد المجيد، بعد نيله الجائزة في دورتها الأولى. واعتبر بعض هؤلاء أن الذين قبلوا التعامل مع جائزة كتارا القطرية قد لا يمانعون في التنافس على أي جائزةٍ تمنحها إسرائيل، وأنهم يتنكّرون للمسؤوليات الوطنية والإنسانية تجاه المصريين الذين قضوا في الإرهاب الذي تدعمه دولة قطر. بهذه اللغة التي لا يخجل أصحابها، وهم يتبارون في التجرؤ البذيء على جائزةٍ ثقافيةٍ تحظى بإقبال عربي واسع، وعلى مانحيها ورُعاتها، لا يخجلون من المنزلة الدنيا التي يضعون أنفسهم فيها، وهم يلتحقون بذيليةٍ بائسةٍ بالسلطة الحاكمة في مصر، والفاشلة في حماية المصريين من الإرهاب وغيره.
ويحسن التنويه، هنا، إلى أن ثمّة عقلاء غير قليلين في مصر، في موازاة هؤلاء الشبّيحة، حذّروا من مماشاة النظام ودعاياته، بشأن دولة قطر وغيرها، منهم الكاتبة هويدا صالح التي شاركت في التحكيم في دورة جائزة كتارا العام 2016، وقد شدّدت على أنه لا يجوز أبدا أن يخضع المثقفون لابتزازات السياسة. ويعاكس هذا الصوت، وغيره لأسماء محترمة في الفضاء الثقافي المصري العريض، الدعوة المعيبة التي توجه بها صلاح فضل، وهو الأستاذ الجامعي والناقد الأدبي العتيد، إلى المثقفين في بلاده، بمقاطعة دولة قطر ومؤسساتها الثقافية، متذرّعا بالمزاعم إياها في أسطوانة الإرهاب المعلومة. وثمّة من أشهروا تعففا من جانبهم بصدد المشاركة في منافسات جائزة كتارا، تعاليا على "المال السياسي" فيها، والذي يُراد منه تنظيف سمعة قطر، كما أفتى هؤلاء المتورمون في ذواتهم، وقد أجازوا، في الوقت نفسه، لمن أراد المشاركة في مواسم هذه الجائزة أن يفعل.
يجوز حسبان هذه التنويعات المصرية بشأن الموقف من جائزة كتارا تمثيلاتٍ في الخراب المصري الراهن، في الشأن الثقافي العام، تؤشّر إلى المحزن الذي يبعث على الأسى، في البلد العربي الأكبر، والذي كان له دوره المؤكد في حماية الوجدان العربي الموحد.. في عقود وأزمنة مضت.