24 مايو 2018
هدار جولدن.. ثمن الحرب
عماد توفيق (فلسطين)
أثار التقرير الذي أنتجته قناة الجزيرة، وحاولت فيه تتبع ظروف اختفاء الضابط هدار غولدن في حرب ال51 يوماً على قطاع غزة صيف العام الماضي، حيث زعم العدو، في حينه، أنه قتل وأقام له جنازة ومراسم دفن، فيما يتهم حركة حماس بإخفاء جثته، اثار التقرير ضجة كبيرة، حيث يكشف تفاصيل جديدة عن المعركة التي اختفى فيها جولدن، على الرغم من عدم وجود موقف محدد من جيش العدو، يؤكد ما حدث له بالضبط، حيث ما زال يلتزم الصمت.
يثبت التقرير أن حماس ما زالت، وبعد عام على الحرب، تحتفظ بقوتها، وإنها تمسك بقبضة من حديد على الملف الاسود الذي يلف مصير جنود الاحتلال الذين اختفوا في أثناء معركة رفح.
يضاف التقرير الذي أعده مراسل "الجزيرة" المبدع تامر المسحال إلى أفلام وتقارير أظهرت، أخيراً، قيادات ومقاتلي كتائب القسام بأزيائهم العسكرية، وهم يكشفون أسرار جديدة عن ملحمة حرب ال51 يوما، حيث سبق التقرير فيلم يوثق سيطرة القسام على طائرة استطلاع صهيونية، وكيف تم إدخالها الخدمة في سلاح الجو القسامي.
لم يولي الإعلام الصهيوني كبير اهتمام لما أثبته تقرير "الجزيرة" من أن عملية أسر جولدن تمت قبل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الساعة الثامنة صباحا، وأن جيش الاحتلال لم يعلم باختفاء جولدن إلا بعد اختفائه بساعتين، حيث حاول التركيز فقط على مصير هدار جولدن الذي لم يفصح عنه القسامي الملثم، ولا حتى مستشفى أبو يوسف النجار الذي زعم العدو أن جولدن نقل اليه.
كشف التقرير ملابسات أخذ جيش الاحلال لجثمان القسامي وليد مسعود على أنه هدار جولدن، في وقت كانت فيه مجموعة القسام تأخذ فيه هدار جولدن في الاتجاه الآخر، وكيف أن العدو لم يكتشف ذلك إلا بعد ساعتين، حيث كان ينتظر نتائج فحص الDNA الذي يجريه الجيش لقتلاه، للتأكد من هوياتهم.
إصرار القسامي الملثم على أن الاتصال ما زال مقطوعا مع المجموعة القسامية المقاتلة في كمين أبو الروس أبقى الاحتلال في حيص بيض، ويضرب أخماساً في أسداس، في مواجهة الحرب النفسية التي تشنها حماس، بينما يواصل الإعلام إحراجه أمام شعبه وأمام العالم، بينما روايته حول ملابسات الحرب تنهار الواحدة بعد الأخرى.
مشهد الجندي المأسور جلعاد شاليط الذي جمعه مع القائد القسامي محمد أبو شمالة الذي اغتاله العدو إبان حرب ال51 يوما يبعث رسائل عميقة، مفادها بأن مصير هدار جولدن كمصير جلعاد شاليط، حيث لا معلومة، ولا حتى طرف خيط يمكن أن يتسرب عن مصيره، قبل أن تدفع "إسرائيل" الثمن.
محاولة حماس إعادة حفر نفق كمين أبو الروس فور انتهاء حرب ال51 يوما، تعتبره الدوائر الأمنية الصهيونية دليلا على عدم وجود جولدن لدى حماس، في تجاهل مفضوح أن طيران العدو قصف كل فتحات الانفاق المعروفة لديه، بعد ساعتين على اختفاء جودلن، حيث كان يمكن، في أثناء هذا الوقت، نقل هدار جولدن من رفح في أقصى جنوب غزة إلى بيت حانون في أقصى شمالها، فضلا عن إخفائه بكل أريحية في أيٍّ من زوايا مجاهيل رفح.
منع الرقيب العسكري الصهيوني في البداية بث الصور التي نشرها تقرير الجزيرة، ثم سمح بالنشر، حيث تحدث الإعلام الصهيوني عن عدة عناوين:
- مصير هدار جولدن واختطاف جثته، بعد تضليل الاحتلال بترك جثمان مقاتل قسامي عوضا عنه.
- التوقيت الذي تمت فيه العملية والرد الصهيوني الذي جاء بعد ساعتين في ميدان تسطير عليه تماما كتائب القسام، ما يعني أريحية النقل والإخفاء.
على الرغم من الضجة التي سببها تقرير "الجزيرة" داخل إسرائيل، وحملة تداول مقاطع من التقرير عبر مواقع التواصل الصهيونية من نخب صهيونية، إلا أن الإعلام الصهيوني الموجه من دوائر الاستخبارات العسكرية حاول عبثاً إثبات أن التقرير فشل في إحداث ضجة شعبية واسعة، مثلما جرى في فترة جلعاد شاليط، حيث يتوقع أن تبث مزيد من التقارير المشابهة لإحداث الضجة المطلوبة في أوساط الصهاينة، لتحقيق نوع كبير من الضغط لدفع المستوى السياسي إلى التفكير في الثمن الذي عليه دفعه لإغلاق هذا الملف المؤلم، الأمر الذي يعكس ارتباك الدوائر الأمنية والسياسية، حيث لم يصدر تعليق من الناطق باسم الجيش الصهيوني، كما لم تعلق حكومة الاحتلال على التقرير.
في وقت نسف فيه تقرير الجزيرة الرواية الصهيونية لكمين أبو الروس، أو يوم الجمعة الأسود الذي ارتقى فيه أكثر من 140 شهيدا، ونجح، في الوقت نفسه، في بناء رواية متكاملة الأركان من تفصيل كتائب القسام، يتوقع أن تتخلى "إسرائيل" عن عدم يقينها بوجود جولدن في قبضة القسام حياً أو ميتا، استعداداً لدفع ثمن الحرب الذي ينتظره الشعب الفلسطيني بتحرير الأسرى وتبييض السجون.
يضاف التقرير الذي أعده مراسل "الجزيرة" المبدع تامر المسحال إلى أفلام وتقارير أظهرت، أخيراً، قيادات ومقاتلي كتائب القسام بأزيائهم العسكرية، وهم يكشفون أسرار جديدة عن ملحمة حرب ال51 يوما، حيث سبق التقرير فيلم يوثق سيطرة القسام على طائرة استطلاع صهيونية، وكيف تم إدخالها الخدمة في سلاح الجو القسامي.
لم يولي الإعلام الصهيوني كبير اهتمام لما أثبته تقرير "الجزيرة" من أن عملية أسر جولدن تمت قبل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الساعة الثامنة صباحا، وأن جيش الاحتلال لم يعلم باختفاء جولدن إلا بعد اختفائه بساعتين، حيث حاول التركيز فقط على مصير هدار جولدن الذي لم يفصح عنه القسامي الملثم، ولا حتى مستشفى أبو يوسف النجار الذي زعم العدو أن جولدن نقل اليه.
كشف التقرير ملابسات أخذ جيش الاحلال لجثمان القسامي وليد مسعود على أنه هدار جولدن، في وقت كانت فيه مجموعة القسام تأخذ فيه هدار جولدن في الاتجاه الآخر، وكيف أن العدو لم يكتشف ذلك إلا بعد ساعتين، حيث كان ينتظر نتائج فحص الDNA الذي يجريه الجيش لقتلاه، للتأكد من هوياتهم.
إصرار القسامي الملثم على أن الاتصال ما زال مقطوعا مع المجموعة القسامية المقاتلة في كمين أبو الروس أبقى الاحتلال في حيص بيض، ويضرب أخماساً في أسداس، في مواجهة الحرب النفسية التي تشنها حماس، بينما يواصل الإعلام إحراجه أمام شعبه وأمام العالم، بينما روايته حول ملابسات الحرب تنهار الواحدة بعد الأخرى.
مشهد الجندي المأسور جلعاد شاليط الذي جمعه مع القائد القسامي محمد أبو شمالة الذي اغتاله العدو إبان حرب ال51 يوما يبعث رسائل عميقة، مفادها بأن مصير هدار جولدن كمصير جلعاد شاليط، حيث لا معلومة، ولا حتى طرف خيط يمكن أن يتسرب عن مصيره، قبل أن تدفع "إسرائيل" الثمن.
محاولة حماس إعادة حفر نفق كمين أبو الروس فور انتهاء حرب ال51 يوما، تعتبره الدوائر الأمنية الصهيونية دليلا على عدم وجود جولدن لدى حماس، في تجاهل مفضوح أن طيران العدو قصف كل فتحات الانفاق المعروفة لديه، بعد ساعتين على اختفاء جودلن، حيث كان يمكن، في أثناء هذا الوقت، نقل هدار جولدن من رفح في أقصى جنوب غزة إلى بيت حانون في أقصى شمالها، فضلا عن إخفائه بكل أريحية في أيٍّ من زوايا مجاهيل رفح.
منع الرقيب العسكري الصهيوني في البداية بث الصور التي نشرها تقرير الجزيرة، ثم سمح بالنشر، حيث تحدث الإعلام الصهيوني عن عدة عناوين:
- مصير هدار جولدن واختطاف جثته، بعد تضليل الاحتلال بترك جثمان مقاتل قسامي عوضا عنه.
- التوقيت الذي تمت فيه العملية والرد الصهيوني الذي جاء بعد ساعتين في ميدان تسطير عليه تماما كتائب القسام، ما يعني أريحية النقل والإخفاء.
على الرغم من الضجة التي سببها تقرير "الجزيرة" داخل إسرائيل، وحملة تداول مقاطع من التقرير عبر مواقع التواصل الصهيونية من نخب صهيونية، إلا أن الإعلام الصهيوني الموجه من دوائر الاستخبارات العسكرية حاول عبثاً إثبات أن التقرير فشل في إحداث ضجة شعبية واسعة، مثلما جرى في فترة جلعاد شاليط، حيث يتوقع أن تبث مزيد من التقارير المشابهة لإحداث الضجة المطلوبة في أوساط الصهاينة، لتحقيق نوع كبير من الضغط لدفع المستوى السياسي إلى التفكير في الثمن الذي عليه دفعه لإغلاق هذا الملف المؤلم، الأمر الذي يعكس ارتباك الدوائر الأمنية والسياسية، حيث لم يصدر تعليق من الناطق باسم الجيش الصهيوني، كما لم تعلق حكومة الاحتلال على التقرير.
في وقت نسف فيه تقرير الجزيرة الرواية الصهيونية لكمين أبو الروس، أو يوم الجمعة الأسود الذي ارتقى فيه أكثر من 140 شهيدا، ونجح، في الوقت نفسه، في بناء رواية متكاملة الأركان من تفصيل كتائب القسام، يتوقع أن تتخلى "إسرائيل" عن عدم يقينها بوجود جولدن في قبضة القسام حياً أو ميتا، استعداداً لدفع ثمن الحرب الذي ينتظره الشعب الفلسطيني بتحرير الأسرى وتبييض السجون.
مقالات أخرى
16 فبراير 2018
16 يناير 2018
16 فبراير 2016