01 نوفمبر 2024
الشباب المغدور والسفاح الغادر
في مسرحية شديدة التهافت، تحت عنوان عيد مخترع على يد قاتل الشباب ومطاردهم ومعتقلهم، أسماه "عيد الشباب"، طرأ على ذهن عدو الشباب أن يحتفل بضحاياه، مرتدياً أقنعة زائفة لا تناسبه، فيداه تقطر بدمائهم، وسيرته تمتلئ بمسلسل جرائمه في حقهم. يصل في هذا الاحتفال إلى ذروة بجاحته وفجاجته، يتحدث عنهم وهو قاتلهم، وعن نهوضهم وهو مطاردهم، وعن فاعليتهم وهو ساجنهم ومعتقلهم. بأي حق يمارس الغادر مسلسل غدره، بعد أن انكشفت سيرته وغدره، فيصطنع خلفيته في إطار مشهد ساذج وتافه ومدبر، يحاول اصطناع اهتمامه بالشباب، لكنه تناسى خلفيات أخرى في زوايا مشهده المصنوع والمصطنع، يقوم بعض رجالاته بتصفية ثلاثة من الشباب الطلاب بدم بارد، ويعتقل أحد أعضاء ألتراس فيقتله بعد كلبشته، ويتوج طغيانه وغدره وسفكه بقتل الطبيب، محمد عوض، في طريق عودته من المسجد إلى عيادته في خدمة الناس وحاجاتهم. القاتل والغادر بضحكته الصفراء المفضوحة يقتل الشباب، ويحتفل ويتحدث عنهم.
أقوال فخمة وفائض كلام ولغة زائفة، في محاولته رسم صورته على خلاف حقيقته. أفعاله تكذّبه وتفضحه، تكذبه وتكشف سوء عمله وقبح سياسته، مشكلته الحقيقية في الشباب الذي يعطيه الدرس تلو الدرس، الشباب الذي يصطنعه ليس شباب الثورة الحقيقية في ثورة يناير، صنعته هي التفريق بين الشباب وشراء بعضهم. ملف الشباب كان موضع تشويهه، ومسلك تفريقه والتمويه عليه، صناعته منذ كان في المخابرات الحربية وظيفته القيام بالأعمال الحقيرة، من موقعة البغال والحمير والجمال إلى المسرحية الهابطة على مسرح الجلاء، باختراعه قوى متوهمة من شبابٍ لا يُعرف لهم دور، قوى مخترعة على غير أصل للتمويه على قوى حقيقية فاعلة، صنعته الأعمال القذرة التي تلتف على حقيقة الثورة وفاعلياتها في عملية حصار والتفاف ممنهجة ومخططة، الفعل الحصري من سيسي المخابرات الحربية.
صدق من يقول، واصفا خطاب السيسي المنقلب باعتباره "خطاباً شاعرياً وعاطفياً مشحوناً بالعبارات الشجية"، مثل معركة البقاء وتحدي الوجود والأمل، والمناسبة هذه المرة يوم الشباب، حيث أعلن عن قراره بجعل 2016 عام الشباب، ولا أفهم بالضبط كيف يكون عام الشباب،
وما معنى ذلك، وما قيمته، خصوصاً في الوقت الذي رأينا فيه جميعا كيف أن الشباب محبط، ويعطي الدولة ظهره، وقاطع المشاركة في معظم الاستحقاقات الانتخابية، فبدا المشهد مختصراً في العجائز وكبار السن، خصوصاً من السيدات، ودوامة البطالة التي تلتهم كل عام عشرات آلاف الشباب، بسبب سياسات ...، ناهيك عن الملاحقات الأمنية المتواصلة للشباب، خصوصاً الشباب المؤيد والمتعاطف مع ثورة 25 يناير ...، وآلاف الشباب داخل السجون الآن، وهناك خطط جديدة معلن عنها للتوسع في بناء السجون، لأن السجون الحالية اكتظت بساكنيها، ولم تعد تتحمل استقبال المزيد. وبناء السجون الجديدة يعطي الانطباع عن خطط مستقبلية، ستتسع فيها الدولة في مسار القمع والملاحقات الأمنية للمعارضين، ودوامات الفشل السياسي والانقسام الوطني، فما معنى الحديث عن عام الشباب أو الثقة بالشباب؟ ... ما معنى أن نحدث الشباب عن أمل مزعوم ومستقبل موهوم؟ الدول التي تفكر في الشباب والمستقبل والنهوض والبناء لا يكون تفكيرها متجهاً إلى السجون والمعتقلات والتوسع فيها إلى المزيد من السجون والصدامات والملاحقات والتضييق على الحريات العامة، وخنق الحياة السياسية.
ملايين الشباب المهمش أو الملاحق والمطارد أو المنفي، وليس جوقة الشباب الذين ترعاهم بعض الأجهزة، لا من باب تمكين الشباب، ولكن من باب سدٍّ للخانة والسطو على تمكين حقيقي للشباب، وحديث بلا مضمون عن إجراء تحديثٍ في المناهج التعليمية في غضون ثلاثة أشهر، فهل يمكن حقيقة بناء مناهج التعليم، وفق خطة استراتيجيةٍ، تسهم في تنميةٍ ونهوضٍ حقيقيين للمجتمع؟. كيف يمكن اعتماد هذه الطريقة المستخفة في بناء سياسات واستراتيجيات حقيقية؟ إلا أن يكون كلاماً فارغاً، فك مجالس لا يؤبه له. إنها الطريقة الفنكوشية المتبعة من المنقلب ببيع الأوهام، وتصنيع الأحلام ومعسول الكلام، حتى إن بعضهم تندر "قبل أن تتحدث عن تحديث المناهج اختر وزيرا للتعليم، يحسن كتابة حروف اللغة العربية، أو يحسن التحدث بها".
تحدث المنقلب عن كل شيء، إلا حقيقة كيان الشباب، والحفاظ على وجودهم. تحدث عن تريضهم والدوري الرياضي، بينما هو يقتلهم ويعتقلهم ويطاردهم. إنه دائماً، في سلوكه، وفي أقواله، يقلب الحقائق، وينتحل غير ما يقترف من جرائم. فائض كلام، وأقوال مرسلة، ولغة نور عنينا، وخطاب النحنحة، ومشاهد مصنوعة من جوقات التأييد من الصفاقة والوفاقة وشلة المنافقين وصناع الإفك، كل هؤلاء يجتمعون في بناء صورة كاذبة زائفة لصناعة حالة تبرير على طريق التزوير.
وها هو يتحدث عن عام الشباب المصري.. يوجه المنقلب رسائل عدة للشباب للتمسك بالوطن، وهو يكفرهم به، بسياساته وجرائمه بحقهم، ويذكّرهم بالأخلاق وصحيح الدين، وهو يهدمهما من كل طريق. ويتحدث عن المشروع القومي، لتمكين الشباب ضمن مسيرته الفنكوشية في الضحك على الذقون.
شباب تزهق روحه كل يوم بالتصفية الجسدية، في إطار تمكين الشباب في المقابر، أو بدفعه إلى الانتحار يأساً وإحباطاً. يدعوهم إلى التضحية، يفترض حديثاً بينه وبين شاب في العشرينيات، ينصحه بالصبر، لأنه بعد عشر سنوات سيكون شباباً أيضاً، فهو يعدم آمالهم اليوم، ويصادر أحلامهم في الغد، بقتلهم بعد بلوغهم الثلاثين.هذه رسالته الحقيقية للشباب، إعدام الأمل وإعدام الشباب، كياناً ووجوداً. هكذا يمكّن المنقلب الغاصب الغادر الشباب، السفاح الغادر يمكّن الشباب المغدور، على طريقته، في المقابر.
الشباب في معركته القادمة سترى ردهم الصاعق على سياسة تمكينهم في المقابر، أيها السفاح الغادر.
أقوال فخمة وفائض كلام ولغة زائفة، في محاولته رسم صورته على خلاف حقيقته. أفعاله تكذّبه وتفضحه، تكذبه وتكشف سوء عمله وقبح سياسته، مشكلته الحقيقية في الشباب الذي يعطيه الدرس تلو الدرس، الشباب الذي يصطنعه ليس شباب الثورة الحقيقية في ثورة يناير، صنعته هي التفريق بين الشباب وشراء بعضهم. ملف الشباب كان موضع تشويهه، ومسلك تفريقه والتمويه عليه، صناعته منذ كان في المخابرات الحربية وظيفته القيام بالأعمال الحقيرة، من موقعة البغال والحمير والجمال إلى المسرحية الهابطة على مسرح الجلاء، باختراعه قوى متوهمة من شبابٍ لا يُعرف لهم دور، قوى مخترعة على غير أصل للتمويه على قوى حقيقية فاعلة، صنعته الأعمال القذرة التي تلتف على حقيقة الثورة وفاعلياتها في عملية حصار والتفاف ممنهجة ومخططة، الفعل الحصري من سيسي المخابرات الحربية.
صدق من يقول، واصفا خطاب السيسي المنقلب باعتباره "خطاباً شاعرياً وعاطفياً مشحوناً بالعبارات الشجية"، مثل معركة البقاء وتحدي الوجود والأمل، والمناسبة هذه المرة يوم الشباب، حيث أعلن عن قراره بجعل 2016 عام الشباب، ولا أفهم بالضبط كيف يكون عام الشباب،
ملايين الشباب المهمش أو الملاحق والمطارد أو المنفي، وليس جوقة الشباب الذين ترعاهم بعض الأجهزة، لا من باب تمكين الشباب، ولكن من باب سدٍّ للخانة والسطو على تمكين حقيقي للشباب، وحديث بلا مضمون عن إجراء تحديثٍ في المناهج التعليمية في غضون ثلاثة أشهر، فهل يمكن حقيقة بناء مناهج التعليم، وفق خطة استراتيجيةٍ، تسهم في تنميةٍ ونهوضٍ حقيقيين للمجتمع؟. كيف يمكن اعتماد هذه الطريقة المستخفة في بناء سياسات واستراتيجيات حقيقية؟ إلا أن يكون كلاماً فارغاً، فك مجالس لا يؤبه له. إنها الطريقة الفنكوشية المتبعة من المنقلب ببيع الأوهام، وتصنيع الأحلام ومعسول الكلام، حتى إن بعضهم تندر "قبل أن تتحدث عن تحديث المناهج اختر وزيرا للتعليم، يحسن كتابة حروف اللغة العربية، أو يحسن التحدث بها".
تحدث المنقلب عن كل شيء، إلا حقيقة كيان الشباب، والحفاظ على وجودهم. تحدث عن تريضهم والدوري الرياضي، بينما هو يقتلهم ويعتقلهم ويطاردهم. إنه دائماً، في سلوكه، وفي أقواله، يقلب الحقائق، وينتحل غير ما يقترف من جرائم. فائض كلام، وأقوال مرسلة، ولغة نور عنينا، وخطاب النحنحة، ومشاهد مصنوعة من جوقات التأييد من الصفاقة والوفاقة وشلة المنافقين وصناع الإفك، كل هؤلاء يجتمعون في بناء صورة كاذبة زائفة لصناعة حالة تبرير على طريق التزوير.
وها هو يتحدث عن عام الشباب المصري.. يوجه المنقلب رسائل عدة للشباب للتمسك بالوطن، وهو يكفرهم به، بسياساته وجرائمه بحقهم، ويذكّرهم بالأخلاق وصحيح الدين، وهو يهدمهما من كل طريق. ويتحدث عن المشروع القومي، لتمكين الشباب ضمن مسيرته الفنكوشية في الضحك على الذقون.
شباب تزهق روحه كل يوم بالتصفية الجسدية، في إطار تمكين الشباب في المقابر، أو بدفعه إلى الانتحار يأساً وإحباطاً. يدعوهم إلى التضحية، يفترض حديثاً بينه وبين شاب في العشرينيات، ينصحه بالصبر، لأنه بعد عشر سنوات سيكون شباباً أيضاً، فهو يعدم آمالهم اليوم، ويصادر أحلامهم في الغد، بقتلهم بعد بلوغهم الثلاثين.هذه رسالته الحقيقية للشباب، إعدام الأمل وإعدام الشباب، كياناً ووجوداً. هكذا يمكّن المنقلب الغاصب الغادر الشباب، السفاح الغادر يمكّن الشباب المغدور، على طريقته، في المقابر.
الشباب في معركته القادمة سترى ردهم الصاعق على سياسة تمكينهم في المقابر، أيها السفاح الغادر.