01 نوفمبر 2024
بلاغة الغَلابَة... أول الغيث وَعي
إنها معركة الوعي، الوعي وعيان؛ وعي بالحال والموقف ووعي ممتد يشكّل حالة مستمرة، وطلباً دائماً وفهماً راشداً مستقراً، واستمراره واستقراره يرتبطان بوعي الأفراد، كما يقترن بالأساس بوعي جمعيٍّ متراكم. إنه درس الوعي من ثوراتٍ أطلت علينا بمشارف الأمل في التغيير، وثورات مضادة تحاول الحفاظ على مصالحها الآنية والأنانية، تمارس كل ما من شأنه الحفاظ على هذه المصالح، حتى لو تطلب ذلك المواجهات المباشرة، بل وممارستها أدنأ الأساليب وأوقحها، بما فيها القتل ترويعاً وتفزيعاً. إنها معركة النفس الطويل، فمهما استطاعت الثورة المضادة، أو، بعبارة أدق، المضادون للثورة، بأدواتهم في الدولة العميقة، وممارسة بعض قدراتهم في حشدٍ اصطنعته أجهزة أمنية، وتلاعبهم بوعي الشعوب ضمن "مسرحية لعبة الشعب"، شكلت رأس هذه الثورة المضادّة، وتحالفاتها الوثيقة التي جعلت من هذه الثورة هدفاً للتطويق والحصار والإجهاض، فقامت بكل عمل لتحقيق أهدافها تلك، وبرّرت بذلك انقلاباً سافراً فاجراً متكامل الأركان، جعلته تتويجا لعملها. فإن هذا النصر الذي حققته قوى الثورة المضادة، من دون فطنة الثورة والثوار إلى العمل المكافئ للحالة الثورية، حفاظاً عليها وحمايةً لها، لا يعد إلا خسارةً من هذه الثورة جولة تستنفر قوى الثورة الحقيقية، لعمل ناضج لموجةٍ ثوريةٍ مستأنفة بلوغاً لأهدافها ومقاصدها.
غاية الأمر، في هذا المقام وفي ضوء هذه المقدمات المهمة، هو الإعداد "لمعركة النفس الطويل"، عملية إحياء ثوري تصطحب هذه المعاني كلها، ضمن رؤيةٍ كليةٍ استراتيجية، تسكن فيها المهام والقدرات بما يمكن لهذه الثورة من جديد، معركة النفس الطويل، بما أنها تنظم بين ذلك كله، لتجعل من حالة الوعي الإدراكي الحركي والثوري مقدمة لعمل رصين مخطط وناضج، يشكل حفز الطاقات الثورية إلى النشاط والحركة، والفعل والفاعلية.
معركة النفس الطويل إمكانات وقدرات، خطط وسياسات، بناء لعلاقات، إدراكات واعية وتصورات، آليات وأدوات، مقاصد واضحه وغايات، تصوّرات بنائية ومؤسسات، قوى الثورة المضادة تود أن تميل قوى الثورة عن قدراتها ومكناتها الحقيقية التي تتسلح بها في معركة النفس الطويل. ومجمل الأمر كذلك ليس فقط في استثمارٍ أكيد للحظة الثورية، والحالة الثورية المرتبطة بها، ومحاولة لرصد تلك الحالة الثورية، وتبين قسمات مشروع الثورة الحقيقية والثورة المضادّة التي تواجهها، ولكن مناط العمل في إحياء ثوريٍّ حقيقيٍّ، يقع في تدشين مشروع ثوريٍّ بديل لحالةٍ انقلابيةٍ، قطعت الطريق بخارطتها على مسار ديموقراطي، إنه المسار الثوري، بكل ما يستلزمه في هذا المقام.
إن التحسّب للثورة المضادة، والقيام بالاصطفاف الواجب، لا يصلح وحده ليكون أساساً وتأسيساً
لانطلاقةٍ ثوريةٍ جديدة، بل إن صناعة (وتصنيع) حاضنة شعبية حقيقية وظهير شعبي يشكل شلالاً شعبيا لدعم الثورة وأهلها وقواها عمل مكمل لا يجوز بحال التغافل عنه، ذلك أن القوة وامتلاك مصادرها التي تتباهى بها أجهزةٌ أمنيةٌ وجنرالات المؤسسة العسكرية الذين قادوا انقلاباً فاجراً واضحاً، لا يمكن موازنة هذه القوة إلا بشعبٍ حاضن لهذه الثورة، ينتفض معها ويدعمها، ونظن أن الفرصة مواتيةٌ في إطار تشكل منظومة الثورة المضادة، انشغالاً بمصالحها وتوزيع المغانم المادية والسياسية واختلافاتها حول ذلك.
صارت قوى نظام "3 يوليو" تمارس سياساتٍ محورية، ليست في مصلحة معاش الناس، وسياسة تسد كل أبواب الأمل لعموم الناس في إطار "ما فيش معنديش.. مش قادر أديك" ، وكذلك سياسات تمييزية في الإفراط في العطاء لمربع الثورة المضادة الجهنمي، المتمثل في قوى جنرالات العسكر، والأجهزة الأمنية والمؤسسة القضائية، وكذا مؤسسات الإفك الإعلامي الرسمية وغير الرسمية، وهو أمرٌ يجعل هذه السياسات التمييزية وعمليات الفشل للمنظومة الانقلابية في إدارة البلاد وتدبير معاش العباد أهم مصانع ومعامل الغضب، بما يمكن من ضرورة استثمار الأرضية الشعبية والنوعية في الإعداد والتهيئة لموجة ثورية مستأنفة.
إن إدارة ما يمكن تسميته بثورة التوقعات التي أسهمت في إجهاد الثورة، وربط كل سلبيةٍ بالثورة ذاتها، على الرغم مما حملت من أشواق التغيير والأمل في المستقبل، بتبريرٍ ثبت زيفه وتزويره، ضمن خطة فك ارتباط الناس بثورتهم، والإيحاء بأنها السبب الأساسي في متاعبهم، والتضييق عليهم في معاشهم، في إطار خطاب عجلة الإنتاج التي يجب أن تدور، ومحاولة ربط هذه الأوضاع بأحوالٍ مؤقتة واستثنائية وآنية، وهي محاولاتٌ تبوء كلها بالفشل الذريع، لو استخدمنا خطاباً واعياً، يستثمر هذه الحالة، نسميه "خطاب المعاش"، يحمل جملة من الشعارات، تشكل ركناً في مسار العدالة الاجتماعية والعيش الكريم. وتأسيس فاعلية الحركة لارتباطٍ أكيد بين حقائق الوعي البصير ومسالك السعي الرشيد.
أول الغيث وعي، إنها مقولة أساسية في القيام بعمليات تغيير حقيقية، تتعامل مع كل ما من
شأنه فتح ملفاتٍ تتبنى أن السياسة ليست ترتيبات سياسية، وانتخابات وقوى سياسية وأحزاباً، لكنها بالأساس معاش الناس، وأن الاهتمام بذلك لا يقلّ أهمية عن ترتيبات الانتقال السياسي والديموقراطي والمؤسسي. إن عملاً استراتيجياً يأخذ في حسبانه حماية الثورة الحقيقية، ومواجهة الثورة المضادة، والتعامل بجدية مع ثورة التوقعات ومطالب الناس الحقيقية التي ترتبط بحياتهم ومعاشهم وضروراتهم، إنه التعامل المركّب الكفيل بالتعامل الواجب مع متطلبات المرحلة الانتقالية.
أول الغيث وعي وموقف وكلمة، نماذج برزت، في الآونة الأخيرة، تحاول أن تعلن، في كلماتٍ بسيطةٍ، تعبر وبحق عن بلاغة الغلابة، ردا على تناحة المستبدين والفاسدين الذين استخفوا بأحوال الناس ومعاناتهم التي لا تقبل استهانةً أو تهويناً. ومن هنا، فإن مربع النماذج الدال على الوعي التي تمثلت في "سائق التوك توك" و"سيدة السوق" و"صعيدي أسيوط" و"شاب بسيط" يحتج على إعلام الإفك، وتدليسه وتلبيسه، كل واحد من هؤلاء عبّر عن زاويةٍ حادةٍ من الوعي كاشفة وفارقة، واضحة وفاضحة، شكلت تلك الكلمات صفعاتٍ متتاليةٍ لمنظومة الفشل الانقلابية، لم تستطع كل أركان هذه الحالة الانقلابية، ونظام "3 يوليو" أن تتحمل البلاغة الصاعقة، إنها بلاغة الغلابة، وأول الغيث وعي.
غاية الأمر، في هذا المقام وفي ضوء هذه المقدمات المهمة، هو الإعداد "لمعركة النفس الطويل"، عملية إحياء ثوري تصطحب هذه المعاني كلها، ضمن رؤيةٍ كليةٍ استراتيجية، تسكن فيها المهام والقدرات بما يمكن لهذه الثورة من جديد، معركة النفس الطويل، بما أنها تنظم بين ذلك كله، لتجعل من حالة الوعي الإدراكي الحركي والثوري مقدمة لعمل رصين مخطط وناضج، يشكل حفز الطاقات الثورية إلى النشاط والحركة، والفعل والفاعلية.
معركة النفس الطويل إمكانات وقدرات، خطط وسياسات، بناء لعلاقات، إدراكات واعية وتصورات، آليات وأدوات، مقاصد واضحه وغايات، تصوّرات بنائية ومؤسسات، قوى الثورة المضادة تود أن تميل قوى الثورة عن قدراتها ومكناتها الحقيقية التي تتسلح بها في معركة النفس الطويل. ومجمل الأمر كذلك ليس فقط في استثمارٍ أكيد للحظة الثورية، والحالة الثورية المرتبطة بها، ومحاولة لرصد تلك الحالة الثورية، وتبين قسمات مشروع الثورة الحقيقية والثورة المضادّة التي تواجهها، ولكن مناط العمل في إحياء ثوريٍّ حقيقيٍّ، يقع في تدشين مشروع ثوريٍّ بديل لحالةٍ انقلابيةٍ، قطعت الطريق بخارطتها على مسار ديموقراطي، إنه المسار الثوري، بكل ما يستلزمه في هذا المقام.
إن التحسّب للثورة المضادة، والقيام بالاصطفاف الواجب، لا يصلح وحده ليكون أساساً وتأسيساً
صارت قوى نظام "3 يوليو" تمارس سياساتٍ محورية، ليست في مصلحة معاش الناس، وسياسة تسد كل أبواب الأمل لعموم الناس في إطار "ما فيش معنديش.. مش قادر أديك" ، وكذلك سياسات تمييزية في الإفراط في العطاء لمربع الثورة المضادة الجهنمي، المتمثل في قوى جنرالات العسكر، والأجهزة الأمنية والمؤسسة القضائية، وكذا مؤسسات الإفك الإعلامي الرسمية وغير الرسمية، وهو أمرٌ يجعل هذه السياسات التمييزية وعمليات الفشل للمنظومة الانقلابية في إدارة البلاد وتدبير معاش العباد أهم مصانع ومعامل الغضب، بما يمكن من ضرورة استثمار الأرضية الشعبية والنوعية في الإعداد والتهيئة لموجة ثورية مستأنفة.
إن إدارة ما يمكن تسميته بثورة التوقعات التي أسهمت في إجهاد الثورة، وربط كل سلبيةٍ بالثورة ذاتها، على الرغم مما حملت من أشواق التغيير والأمل في المستقبل، بتبريرٍ ثبت زيفه وتزويره، ضمن خطة فك ارتباط الناس بثورتهم، والإيحاء بأنها السبب الأساسي في متاعبهم، والتضييق عليهم في معاشهم، في إطار خطاب عجلة الإنتاج التي يجب أن تدور، ومحاولة ربط هذه الأوضاع بأحوالٍ مؤقتة واستثنائية وآنية، وهي محاولاتٌ تبوء كلها بالفشل الذريع، لو استخدمنا خطاباً واعياً، يستثمر هذه الحالة، نسميه "خطاب المعاش"، يحمل جملة من الشعارات، تشكل ركناً في مسار العدالة الاجتماعية والعيش الكريم. وتأسيس فاعلية الحركة لارتباطٍ أكيد بين حقائق الوعي البصير ومسالك السعي الرشيد.
أول الغيث وعي، إنها مقولة أساسية في القيام بعمليات تغيير حقيقية، تتعامل مع كل ما من
أول الغيث وعي وموقف وكلمة، نماذج برزت، في الآونة الأخيرة، تحاول أن تعلن، في كلماتٍ بسيطةٍ، تعبر وبحق عن بلاغة الغلابة، ردا على تناحة المستبدين والفاسدين الذين استخفوا بأحوال الناس ومعاناتهم التي لا تقبل استهانةً أو تهويناً. ومن هنا، فإن مربع النماذج الدال على الوعي التي تمثلت في "سائق التوك توك" و"سيدة السوق" و"صعيدي أسيوط" و"شاب بسيط" يحتج على إعلام الإفك، وتدليسه وتلبيسه، كل واحد من هؤلاء عبّر عن زاويةٍ حادةٍ من الوعي كاشفة وفارقة، واضحة وفاضحة، شكلت تلك الكلمات صفعاتٍ متتاليةٍ لمنظومة الفشل الانقلابية، لم تستطع كل أركان هذه الحالة الانقلابية، ونظام "3 يوليو" أن تتحمل البلاغة الصاعقة، إنها بلاغة الغلابة، وأول الغيث وعي.