19 فبراير 2017
المراهقون السوريون
وضحة العثمان (سورية)
كانت خمس سنوات كافية ليصبح القسم الأكبر من أطفال سورية، ممن خرجوا مع ذويهم إلى بلاد النزوح في شريحة الفتوة والشباب، ليدخلوا بالتالي في مرحلة المراهقة؛ المرحلة الحرجة والخاصة من عمر الشباب، والتي تحدّد، بشكل أو بآخر، مستقبلهم ومشاريعهم ونمط حياتهم.
وإن كانت تحكم مرحلة المراهقة جملة من المشكلات المتعلّقة بها، فإنّ لها في الحالة السورية في بلدان اللجوء خصوصيتها في واقع مربك ومستقبل لمّا تتحدّد ملامحه بعد.
يعيش الشباب السوري في عمر المراهقة بخصوصية أحلام وطموحات في واقعٍ لا يمكن وصفه إلا بالاستثنائي، فأغلب الأسر تعيش في مخيمات أو منازل مشتركة مع أقاربهم، حتى يتقاسموا أعباء الحياة الاقتصادية معاً، ولدى المراهق كما نعلم جميعاً نزعة للاستقلالية وتحقيق الذات والتمسّك بالقرارات.
تحتاج هذه المرحلة العمرية الحرجة منا كأهل إلى متابعة مستمرة ودؤوبة، متسلّحين بنمط علاقة شفافة متفهّمة معهم، ليصل هؤلاء المراهقون إلى مرحلة الشباب بملامح واضحة وشخصيات قوية ومتزنة.
لا يجد السوريون اليوم في ظروفهم الحالية الفرصة لإعطاء أبنائهم الاهتمام والمتابعة، ولا حتى أبسط الحقوق كوجود غرفة مستقلّة لذلك المراهق أو إعطائه جزءاً من وقتهم، لسماع ما يجول في خاطره من تساؤلات، ناهيك عمّا يعيشه المراهق والأهل معاً من إرباكات حياتية، بسبب وجودهم جميعاً في غرفة واحدة "في أحيان كثيرة".
في ظلّ هذا الواقع، تحوّل القسم الأكبر من المراهقين السوريين إلى عدوانيين ناقمين على كلّ شيء في هذا العالم، والقسم الآخر يعاني من اضطرابات نفسية وهشاشة في الشخصية وضعف في القدرة على التصرّف وتحمّل المسؤولية. إنّها كارثة حقيقية يعيشها المراهقون في ظلّ تلك الأزمة التي طالت عليهم، لتقتل كل ما هو جميل وكلّ أمل في المستقبل.
الشباب السوري بحاجة إلى من يرعى أحلامهم ومستقبلهم، مهما كانت ضغوطاتنا كبيرة وظروفنا صعبة كأهل، علينا استحقاق أخلاقي أمام هؤلاء الشباب، حتى يصلوا إلى برّ الأمان. ولا تزال عبارة أحدهم (عمر) تدوّي في رأسي حين قالها بصوته القوي: "عندما كان لنا بيوت ووطن كان لنا أحلام ومستقبل. أكره الحرب وأكره النزوح، أبحث عن ذاتي فأين أجدها؟".
وإن كانت تحكم مرحلة المراهقة جملة من المشكلات المتعلّقة بها، فإنّ لها في الحالة السورية في بلدان اللجوء خصوصيتها في واقع مربك ومستقبل لمّا تتحدّد ملامحه بعد.
يعيش الشباب السوري في عمر المراهقة بخصوصية أحلام وطموحات في واقعٍ لا يمكن وصفه إلا بالاستثنائي، فأغلب الأسر تعيش في مخيمات أو منازل مشتركة مع أقاربهم، حتى يتقاسموا أعباء الحياة الاقتصادية معاً، ولدى المراهق كما نعلم جميعاً نزعة للاستقلالية وتحقيق الذات والتمسّك بالقرارات.
تحتاج هذه المرحلة العمرية الحرجة منا كأهل إلى متابعة مستمرة ودؤوبة، متسلّحين بنمط علاقة شفافة متفهّمة معهم، ليصل هؤلاء المراهقون إلى مرحلة الشباب بملامح واضحة وشخصيات قوية ومتزنة.
لا يجد السوريون اليوم في ظروفهم الحالية الفرصة لإعطاء أبنائهم الاهتمام والمتابعة، ولا حتى أبسط الحقوق كوجود غرفة مستقلّة لذلك المراهق أو إعطائه جزءاً من وقتهم، لسماع ما يجول في خاطره من تساؤلات، ناهيك عمّا يعيشه المراهق والأهل معاً من إرباكات حياتية، بسبب وجودهم جميعاً في غرفة واحدة "في أحيان كثيرة".
في ظلّ هذا الواقع، تحوّل القسم الأكبر من المراهقين السوريين إلى عدوانيين ناقمين على كلّ شيء في هذا العالم، والقسم الآخر يعاني من اضطرابات نفسية وهشاشة في الشخصية وضعف في القدرة على التصرّف وتحمّل المسؤولية. إنّها كارثة حقيقية يعيشها المراهقون في ظلّ تلك الأزمة التي طالت عليهم، لتقتل كل ما هو جميل وكلّ أمل في المستقبل.
الشباب السوري بحاجة إلى من يرعى أحلامهم ومستقبلهم، مهما كانت ضغوطاتنا كبيرة وظروفنا صعبة كأهل، علينا استحقاق أخلاقي أمام هؤلاء الشباب، حتى يصلوا إلى برّ الأمان. ولا تزال عبارة أحدهم (عمر) تدوّي في رأسي حين قالها بصوته القوي: "عندما كان لنا بيوت ووطن كان لنا أحلام ومستقبل. أكره الحرب وأكره النزوح، أبحث عن ذاتي فأين أجدها؟".