07 نوفمبر 2024
الرئيس على كورنيش الدانوب
من الجائز أن يمشي الرئيس عبد الفتاح السيسي وحيداً شجيّاً على كورنيش الإسكندرية، فجراً أو مساء وصباحاً، وفي يده صحبة ورد، ويغني أغنية شجية لمحمد عبد الوهاب مثل "تراعيني قيراط أراعيك قيراطين، وتشوفني بعين أشوفك باتنين". وقد يمتد به المشي سهاداً وغراماً فوق ماء المتوسط، عابرا بدايات أوروبا بالورد، حتى يصل إلى الدانوب بلا حرس ولا خفر، وهناك يلاقي المطربة أسمهان، وهي تغني: "ليالي الحب في فينا"، مثلاً، وقد يكون بملابس عادية جداً، فتعرفه أسمهان من عاطفية صوته، وبتلك العذوبة في ارتعاشة أحباله الصوتية، فتنبهه بأن الغناء سيعود إلى مصر على يديه، وأن نانسي عجرم وأليسا، من أحفادها، وسيقمن بالواجب على أكمل وجه. ولن تنسى أسمهان، وهي تودعه، أن تدعو له الله بالصحة، ومن الممكن أن تقول له أيضا: "ما تخافش يا ريس". وقد تقول له، أيضاً، إن محصول السنة من قمح الفرافرة سيجلب عليه كراهية الغرب وحقدهم، وتربص أهل الشر، وآه من أهل الشر، وتكرر جملة "وآه من أهل الشر" مرات ومرات، وأنه بهذا المشروع سيعيد إليهم آلام الزمن الماضي، وينكأ لهم جراح العوز القديم، حينما كانت مصر سلة قمح روما.
وقد يطلب الرئيس من أسمهان أن تغني له مقطعاً من أغنيتها "قهوة"، فتغنيها له، ثم يعود فجراً إلى الإسكندرية على وجه ماء المتوسط، من دون أن تبتل "صحبة الورد" في يده، حتى يصل ثانية إلى الاسكندرية، فيكون الحرس نائما، فيغيّر الرئيس ملابسه، من دون أن ينتبه إليه أحد، ثم يمشي وحيداً يتفقد أحوال الرعية مع أول خيوط للشمس على كورنيش الإسكندرية، من دون أن يراعي جدول أعمال الزيارة، ضارباً بها عرض الحائط، رئيساً جاء من بطن الثورة والثوّار، ويثق ثقة كاملة في محبة شعبه، فيرتدي جلباباً بسيطاً كأولاد البلد أو الصعايدة أو عمّال الموانئ والجمارك، وفي يده إناء صغير كي يشتري فولاً وطعمية، وقد تأخذه البساطة أيضاً إلى شراء (البليلة)، وذلك عن عمد، إذلالاً للكرسي وسطوة الحكم وهيلمان المنصب الزائل، فيلاقي شخصاً بسيطاً يرحب به ترحيب أسمهان على الدانوب، وكيف أن الله اختاره، وقد يهديه الرجل البسيط مصحفاً شريفاً كان لا يفارق جيبه من ثلاثين سنة، ويقول له "ما تخافش"، وقد يتطوع ذلك المواطن لشراء الفول والطعمية والبليلة لسيادة الرئيس، من دون أن يطلب الثمن، فلا يمانع سيادة الرئيس، وهو يضاحك باقي المواطنين في الأحوال وظروف البلاد والعباد، وهو ما يزال على الكورنيش.
وقد تتطوع إحدى الواقفات بسرد نكتةٍ عن دجاجة تسرق منها دجاجة أخرى بيضها، وترسلها هديةً إلى طائر أبي قردان، فيضحك الرئيس، وقد شبع من كلامهم، وقد يترك الفول والطعمية والبليلة للست عجوز، لأنه ذاهب إلى واحة الفرافرة، فينبّهه السيناريست وحيد حامد بأن الإناء، يا سيادة الريس، ليس ملكك، بل ملك للشعب والرئاسة، وليس ملكاً شخصياً لحضرتك، فيرد عليه الرئيس في الحال: "والله صح، يا وحيد، وإذن، وبالأمر، سأشتري واحداً للرئاسة، بدلا منه من حر مالي". وهكذا، يعكف الأستاذ وحيد على الجزء الثاني من السيناريو، وخصوصاً بعد العودة من واحة الفرافرة.
رئيس يقابل البسطاء على الكورنيش بكل هذه البساطة، ويقابل فلاحاً عنده الأوز والبط وكل أنواع الطيور من الوادي الجديد، بدليل أنه كان يبيع بزق الحمام والبط لمزارع البطيخ، بدليل أنهم وجدوا خلف بيته نصف قيراط كان مزروعاً بالبطيخ، وقد أثمر في مجيء الرئيس، إلا أن أهل الشر اختلقوا على هذا الرجل أنه يعمل في قسم العلاقات العامة في وزارة التربية والتعليم، حتى البطيخ وفرحته يحاول أهل الشر أن يفسدوا علينا فرحته، حتى في عزّ الشتاء.
نبّه السينارست وحيد حامد أن بشائر البطيخ مع أول الربيع، فيردّ الرئيس على وحيد حامد "بأن القوات المسلحة وفّرت للرجل الطيب الصوبات من سنتين، يا سيد وحيد، ولا أنت خلاص أصبحت من أهل الشر خلاص؟، فيضحك وحيد حامد، ويذكّر السيد الرئيس بنكتة الرجل الصعيدي على شاطئ الإسكندرية عن الدجاجة مع أبي قردان.
وقد يطلب الرئيس من أسمهان أن تغني له مقطعاً من أغنيتها "قهوة"، فتغنيها له، ثم يعود فجراً إلى الإسكندرية على وجه ماء المتوسط، من دون أن تبتل "صحبة الورد" في يده، حتى يصل ثانية إلى الاسكندرية، فيكون الحرس نائما، فيغيّر الرئيس ملابسه، من دون أن ينتبه إليه أحد، ثم يمشي وحيداً يتفقد أحوال الرعية مع أول خيوط للشمس على كورنيش الإسكندرية، من دون أن يراعي جدول أعمال الزيارة، ضارباً بها عرض الحائط، رئيساً جاء من بطن الثورة والثوّار، ويثق ثقة كاملة في محبة شعبه، فيرتدي جلباباً بسيطاً كأولاد البلد أو الصعايدة أو عمّال الموانئ والجمارك، وفي يده إناء صغير كي يشتري فولاً وطعمية، وقد تأخذه البساطة أيضاً إلى شراء (البليلة)، وذلك عن عمد، إذلالاً للكرسي وسطوة الحكم وهيلمان المنصب الزائل، فيلاقي شخصاً بسيطاً يرحب به ترحيب أسمهان على الدانوب، وكيف أن الله اختاره، وقد يهديه الرجل البسيط مصحفاً شريفاً كان لا يفارق جيبه من ثلاثين سنة، ويقول له "ما تخافش"، وقد يتطوع ذلك المواطن لشراء الفول والطعمية والبليلة لسيادة الرئيس، من دون أن يطلب الثمن، فلا يمانع سيادة الرئيس، وهو يضاحك باقي المواطنين في الأحوال وظروف البلاد والعباد، وهو ما يزال على الكورنيش.
وقد تتطوع إحدى الواقفات بسرد نكتةٍ عن دجاجة تسرق منها دجاجة أخرى بيضها، وترسلها هديةً إلى طائر أبي قردان، فيضحك الرئيس، وقد شبع من كلامهم، وقد يترك الفول والطعمية والبليلة للست عجوز، لأنه ذاهب إلى واحة الفرافرة، فينبّهه السيناريست وحيد حامد بأن الإناء، يا سيادة الريس، ليس ملكك، بل ملك للشعب والرئاسة، وليس ملكاً شخصياً لحضرتك، فيرد عليه الرئيس في الحال: "والله صح، يا وحيد، وإذن، وبالأمر، سأشتري واحداً للرئاسة، بدلا منه من حر مالي". وهكذا، يعكف الأستاذ وحيد على الجزء الثاني من السيناريو، وخصوصاً بعد العودة من واحة الفرافرة.
رئيس يقابل البسطاء على الكورنيش بكل هذه البساطة، ويقابل فلاحاً عنده الأوز والبط وكل أنواع الطيور من الوادي الجديد، بدليل أنه كان يبيع بزق الحمام والبط لمزارع البطيخ، بدليل أنهم وجدوا خلف بيته نصف قيراط كان مزروعاً بالبطيخ، وقد أثمر في مجيء الرئيس، إلا أن أهل الشر اختلقوا على هذا الرجل أنه يعمل في قسم العلاقات العامة في وزارة التربية والتعليم، حتى البطيخ وفرحته يحاول أهل الشر أن يفسدوا علينا فرحته، حتى في عزّ الشتاء.
نبّه السينارست وحيد حامد أن بشائر البطيخ مع أول الربيع، فيردّ الرئيس على وحيد حامد "بأن القوات المسلحة وفّرت للرجل الطيب الصوبات من سنتين، يا سيد وحيد، ولا أنت خلاص أصبحت من أهل الشر خلاص؟، فيضحك وحيد حامد، ويذكّر السيد الرئيس بنكتة الرجل الصعيدي على شاطئ الإسكندرية عن الدجاجة مع أبي قردان.