04 أكتوبر 2024
الانقلاب يقتل الطلاب والشباب
في كل مرةٍ، يقوم الانقلاب بعمليات قتلٍ خارج إطار القانون، وعمليات تصفية جسدية، يقتل بدم باردٍ، لا يعرف إلا لغة التصفية بالرصاص، يمارس ذلك في مسلسلٍ خطيرٍ من دون أدنى محاسبةٍ أو معاقبة، بل تعتبر الداخلية نفسها مطلقة اليد في ممارساتٍ عدة، كلها تؤول إلى حالة بلطجةٍ ممنهجةٍ، تقوم بها الأجهزة الأمنية، فتمارس كل ما من شأنه أن يعضد بلطجتها في إطار عملية ترويع وتفزيع متكرّرة ومطردة، يتخذ ذلك أشكالاً عدة، أهمها الاختطاف القسري المسمى اختفاءً قسرياً، أو القتل خارج القانون بالاستهداف المباشر بالرصاص، أو التعذيب المفضي إلى الموت.
أكثر ما يمارس هذا إنما يمارس استهدافاً للشباب في عملية ترويعٍ كاملةٍ، يحاول أن يسلم هذا الشباب إلى حالةٍ تمنعه من الفعل أو الاحتجاج، فلا شك أن الشباب يمثل مادة التظاهر ومعظم الاحتجاجات، فكانت خطة الانقلاب الجهنمية ذلك الاستهداف المتكرّر لهؤلاء الشباب، استهدافاً يروعهم ويمنعهم من أي فعلٍ احتجاجي، فصار الشباب، ضمن هذه الخطة، مطارداً بقوة، مهدّداً بالاعتقال، لا يبيت في مكانه المعتاد في بيته، أو محل سكنه، بين هذه الأمور جميعاً التي تتراوح بين المطاردة والاعتقال، في أدنى أفعال الترويع والتفزيع إلى عمليات المتابعة التي تفضي إلى اختطافٍ قسريٍّ، أو قتلٍ يتمثل في التصفية الجسدية في أقصاها، أمور كلها استهدفت فئة الشباب، خصوصاً منها الطلاب.
كشف عالم الأحداث المتكرّر عن هذه الأفعال البلطجية من الأجهزة الأمنية، واستهداف الطلاب، كان جديدهم أحمد مدحت، موصولة بالطالب إسلام عطيتو، وبادئة بالطالب محمد رضا. ليس هؤلاء فحسب قد شكلوا تلك السلسلة من الطلبة المستهدفين بالقتل والتصفيات الجسدية. وفي كل مرةٍ، كانت أجهزة الداخلية تقوم بعمليات فبركةٍ للأحداث، وتقدم روايتها المأثورة، والتي تتصف بالتضارب في كثيرٍ من أحوالها، لتعبر بذلك عن رواياتٍ مستهلكةٍ للرأي العام، محاولة التعتيم والتغطية على كل ما من شأنه أن يفضح تلك الانتهاكات التي تصل إلى ذروتها، بالتصفية الجسدية أو القتل تحت التعذيب، تلك الحالات الثلاث، وغيرها كثير، تعبر عن تلك الاستراتيجية الانقلابية، قد يبدو لبعضهم أن تلك السياسات أدت مقصودها في عملية الترويع والتفزيع، وقد يؤكّد بعضهم أن ذلك قد أصاب معظم الشباب بحالةٍ من الإحباط، إلا أن أمل الشباب لا يموت.
ونتساءل بحق: لماذا يستهدف الانقلاب هؤلاء الشباب، وفي مقدمتهم الطلاب؟ هذا التساؤل
الرئيسي إنما يشكل أكبر دافع للأجهزة الأمنية في ذلك التعامل الذي يحرّك تلك الأجهزة الأمنية، يتم ذلك في أماكن مختلفة، لكنها تستهدف حالةً شبابية، وفي القلب منها حالةً طلابية، ويتم ذلك بين التشويه والتعمية، من دون أي اعتبار لمطالباتٍ حقوقيةٍ أو إنسانية، بل يستمر هذا المسلسل على أنها سياسة ممنهجة، اعتمدتها الداخلية واعتمدها الانقلاب للثأر من الشباب والطلاب.
الطالب أحمد مدحت طالب طب عين شمس الذي أكد محاميه، في أثناء وجوده في مشرحة زينهُم، أن موكله لقى مصرعه على يد قوات الشرطة بعد القبض عليه، لتنفيذ حكم غيابي بالحبس سنتين. ولكن، لم تمر إلا سويعات، حتى أُرسِلت جثته إلى المشرحة مقضياً عليه، فالأمر كان ما بين الساعة الثامنة والنصف مساءً، حتى أُرسلت جثته في الحادية عشرة والنصف مساء، تحت دعوى رواية الداخلية أنه، بعد القبض عليه، حاول الفرار والقفز من سيارة الشرطة، ما أدى إلى كسرٍ في الجمجمة أفضى إلى موته.
توجه الأب والأخ إلى نيابة حوادث شرق القاهرة، لتحرير محضر بالواقعة، لكنهم، وحسب المحامي، تم الرفض البات للاستماع إلى أقوالهم بشأن وجود شبهةٍ جنائيةٍ لقتله على يد الشرطة، في حالة متكرّرة من التواطؤ بين الشرطة والنيابة. وفي بعض الأحيان، ممن يقومون بمهمة إصدار التقارير الطبية، ربما قامت الداخلية بهذه الرواية بصورة مبدئية، إلا أنها أعقبت ذلك ببيانٍ آخر، تحمل فيه روايةً معدلةً مزورة ومشوهة، تحاول أن تزجّ بهذا الطالب المتفوق في دفعته، في مشهد آخر بتلفيق قضيةٍ بأن "لقى شخص مصرعه وإصابة فتاة بكسور أثناء مداهمة نادٍ صحي يدار لممارسة الدعارة بدائرة قسم شرطة أول مدينة نصر"، وفبركت هذه الأجهزة الرواية، حتى يمكنها تبرير عملية القتل السريع التي قامت بها، باختلاق روايةٍ كاذبةٍ من ألفها إلى يائها، لا تقف فحسب عند عمليات تعتيم، لكنها تمارس أقصى حالات التشويه لدى الرأي العام، حتى يمكنها ترويج الصورة إن هذا الطالب منفلت أخلاقياً، ويستحق القتل.
هذه هي الحال التي تمارسها الشرطة، وتذكّرنا بعملياتٍ أخرى، قامت بها "الداخلية" مع طلاب آخرين، تحاول معها، بالفبركة المعتادة، أن تحول الضحايا إلى مجرمين يستحقون القتل. إنه
الانقلاب الفاجر يمارس أقصى عمليات فجوره، طالما أنه أمن العقاب والحساب، وهي أمور تؤكد على انفراط عقد القانون والعدالة، وتغول المؤسسة الأمنية والعقلية الفاشية البوليسية والعسكرية. وبعد ذلك، يتحدّث هؤلاء، للأسف الشديد، زوراً وبهتاناً عن تمكين الشباب، تمكين الشباب في عرفهم بمطاردتهم واعتقالهم بقتلهم واختطافهم، حديث تلوكه الألسنة من إعلام إفكٍ يغطي على استهداف الشباب، ثم يخرج علينا قائد الانقلاب في زينته، يتفوّه بزخرف القول من فائض الكلام، بينما يمارس أقبح الأفعال بالقتل المباشر خارج إطار القانون، وتحت التعذيب.
إلى متى يمكن أن يستمر ذلك؟ إلى متى سيقتل هؤلاء الشباب بدم بارد؟ إلى متى سيتم هذا الترويع والتفزيع؟ إنها خطة الانقلاب البائسة لقتل الأمل والمستقبل. أقول لهم إنها خطة فاشلة، ذلك أن الشباب والطلاب في قلبهم، ومن بعد ثورة 25 يناير يعرفون أنهم يستحقون حياةً أخرى غير خطة الانقلاب، خطة الشباب في الوجدان والأذهان هي خطة مستقبل، وخطة الانقلاب هي اختطاف وقتل، أقول لهم، في النهاية، إن خطة القتل لا يمكن أن تدوم، وأن فتح طاقات المستقبل وصناعته لا بد وأن تنفتح وتشرق، إنه درس ثورة يناير، درس، إن شاء الله، لن يخيب، على الرغم من أنف فاشية الانقلاب، وبلطجة الداخلية، كان الشباب والطلاب، وسيظلون، قوة حقيقية في عملية التغيير القادمة. ولذلك، يريد أهل الظلام والظلم أن يقتلوا الأمل، وما الأمل بمقتول، إنه درس الشباب في ثورة يناير التي ستواصل عملاً لاقتلاع هذا الانقلاب الفاجر والاستبداد الغادر، لأنهم يستحقون هذا الأمل الفسيح والمستقبل الأفضل.
أكثر ما يمارس هذا إنما يمارس استهدافاً للشباب في عملية ترويعٍ كاملةٍ، يحاول أن يسلم هذا الشباب إلى حالةٍ تمنعه من الفعل أو الاحتجاج، فلا شك أن الشباب يمثل مادة التظاهر ومعظم الاحتجاجات، فكانت خطة الانقلاب الجهنمية ذلك الاستهداف المتكرّر لهؤلاء الشباب، استهدافاً يروعهم ويمنعهم من أي فعلٍ احتجاجي، فصار الشباب، ضمن هذه الخطة، مطارداً بقوة، مهدّداً بالاعتقال، لا يبيت في مكانه المعتاد في بيته، أو محل سكنه، بين هذه الأمور جميعاً التي تتراوح بين المطاردة والاعتقال، في أدنى أفعال الترويع والتفزيع إلى عمليات المتابعة التي تفضي إلى اختطافٍ قسريٍّ، أو قتلٍ يتمثل في التصفية الجسدية في أقصاها، أمور كلها استهدفت فئة الشباب، خصوصاً منها الطلاب.
كشف عالم الأحداث المتكرّر عن هذه الأفعال البلطجية من الأجهزة الأمنية، واستهداف الطلاب، كان جديدهم أحمد مدحت، موصولة بالطالب إسلام عطيتو، وبادئة بالطالب محمد رضا. ليس هؤلاء فحسب قد شكلوا تلك السلسلة من الطلبة المستهدفين بالقتل والتصفيات الجسدية. وفي كل مرةٍ، كانت أجهزة الداخلية تقوم بعمليات فبركةٍ للأحداث، وتقدم روايتها المأثورة، والتي تتصف بالتضارب في كثيرٍ من أحوالها، لتعبر بذلك عن رواياتٍ مستهلكةٍ للرأي العام، محاولة التعتيم والتغطية على كل ما من شأنه أن يفضح تلك الانتهاكات التي تصل إلى ذروتها، بالتصفية الجسدية أو القتل تحت التعذيب، تلك الحالات الثلاث، وغيرها كثير، تعبر عن تلك الاستراتيجية الانقلابية، قد يبدو لبعضهم أن تلك السياسات أدت مقصودها في عملية الترويع والتفزيع، وقد يؤكّد بعضهم أن ذلك قد أصاب معظم الشباب بحالةٍ من الإحباط، إلا أن أمل الشباب لا يموت.
ونتساءل بحق: لماذا يستهدف الانقلاب هؤلاء الشباب، وفي مقدمتهم الطلاب؟ هذا التساؤل
الطالب أحمد مدحت طالب طب عين شمس الذي أكد محاميه، في أثناء وجوده في مشرحة زينهُم، أن موكله لقى مصرعه على يد قوات الشرطة بعد القبض عليه، لتنفيذ حكم غيابي بالحبس سنتين. ولكن، لم تمر إلا سويعات، حتى أُرسِلت جثته إلى المشرحة مقضياً عليه، فالأمر كان ما بين الساعة الثامنة والنصف مساءً، حتى أُرسلت جثته في الحادية عشرة والنصف مساء، تحت دعوى رواية الداخلية أنه، بعد القبض عليه، حاول الفرار والقفز من سيارة الشرطة، ما أدى إلى كسرٍ في الجمجمة أفضى إلى موته.
توجه الأب والأخ إلى نيابة حوادث شرق القاهرة، لتحرير محضر بالواقعة، لكنهم، وحسب المحامي، تم الرفض البات للاستماع إلى أقوالهم بشأن وجود شبهةٍ جنائيةٍ لقتله على يد الشرطة، في حالة متكرّرة من التواطؤ بين الشرطة والنيابة. وفي بعض الأحيان، ممن يقومون بمهمة إصدار التقارير الطبية، ربما قامت الداخلية بهذه الرواية بصورة مبدئية، إلا أنها أعقبت ذلك ببيانٍ آخر، تحمل فيه روايةً معدلةً مزورة ومشوهة، تحاول أن تزجّ بهذا الطالب المتفوق في دفعته، في مشهد آخر بتلفيق قضيةٍ بأن "لقى شخص مصرعه وإصابة فتاة بكسور أثناء مداهمة نادٍ صحي يدار لممارسة الدعارة بدائرة قسم شرطة أول مدينة نصر"، وفبركت هذه الأجهزة الرواية، حتى يمكنها تبرير عملية القتل السريع التي قامت بها، باختلاق روايةٍ كاذبةٍ من ألفها إلى يائها، لا تقف فحسب عند عمليات تعتيم، لكنها تمارس أقصى حالات التشويه لدى الرأي العام، حتى يمكنها ترويج الصورة إن هذا الطالب منفلت أخلاقياً، ويستحق القتل.
هذه هي الحال التي تمارسها الشرطة، وتذكّرنا بعملياتٍ أخرى، قامت بها "الداخلية" مع طلاب آخرين، تحاول معها، بالفبركة المعتادة، أن تحول الضحايا إلى مجرمين يستحقون القتل. إنه
إلى متى يمكن أن يستمر ذلك؟ إلى متى سيقتل هؤلاء الشباب بدم بارد؟ إلى متى سيتم هذا الترويع والتفزيع؟ إنها خطة الانقلاب البائسة لقتل الأمل والمستقبل. أقول لهم إنها خطة فاشلة، ذلك أن الشباب والطلاب في قلبهم، ومن بعد ثورة 25 يناير يعرفون أنهم يستحقون حياةً أخرى غير خطة الانقلاب، خطة الشباب في الوجدان والأذهان هي خطة مستقبل، وخطة الانقلاب هي اختطاف وقتل، أقول لهم، في النهاية، إن خطة القتل لا يمكن أن تدوم، وأن فتح طاقات المستقبل وصناعته لا بد وأن تنفتح وتشرق، إنه درس ثورة يناير، درس، إن شاء الله، لن يخيب، على الرغم من أنف فاشية الانقلاب، وبلطجة الداخلية، كان الشباب والطلاب، وسيظلون، قوة حقيقية في عملية التغيير القادمة. ولذلك، يريد أهل الظلام والظلم أن يقتلوا الأمل، وما الأمل بمقتول، إنه درس الشباب في ثورة يناير التي ستواصل عملاً لاقتلاع هذا الانقلاب الفاجر والاستبداد الغادر، لأنهم يستحقون هذا الأمل الفسيح والمستقبل الأفضل.