01 أكتوبر 2018
علبة أوباما
الدخول إلى البيت الأبيض ليس كالخروج منه، هذا ما شعر به الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، بعد العشرين من يناير/ كانون الثاني الحالي. على الأقل من جهة أنّه سيكون مضطراً لفتح علبته المملوءة برسائل وتعليقات عن السنوات الثمانية التي قضاها على رأس أهم مركز رئاسي في العالم، تلك العلبة الحقيقية أو المتخيّلة لا بّد أنها موجودة، حتى وإن تجسّدت في مجرّد مادة لتغذية الحوارات الداخلية بين أوباما ونفسه عند استعادة شريط الأحداث. المهم أنّ المعني قد يشاركنا محتويات العلبة في حال أصدر مذكراته بعد سنوات، وقد لا يفعل، غير أنّنا نستطيع مبدئياً توّقع الخطوط العريضة للمواضيع العتيدة في علبة أوباما.
سيجد أوباما تعليقات ساخرة عن "الخط الأحمر" في سورية، ترميه بالضعف والتهرّب من تحمّل المسؤولية، سيقرأ اتهامات كثيرة مرسلة من خلفيات عدّة، هذا يتهمه بإضعاف هيبة أميركا، وآخر يتهمه بالتخلّي عن حلفائه ونكث الوعود. ولأنه يعلم بأنّ إرضاء كلّ الناس غاية لا تدرك، فقد يحاول تجاهل بعضها فيصطدم برسائل تتهمه بأنّه وراء نشأة تنظيم الدولة الإسلامية، وأخرى بأنّه يحابي الإخوان المسلمين أو حزب الله، سيجد كذلك قصاصات حديثة التاريخ، تتهمه بتبني الكيدية في آخر أيامه لتعويض ما عجز عنه طوال فترته الرئاسية.
لن تكون السلبية الحاضر الوحيد في علبة أوباما، فربّما يجد رسائل إطراء وإعجاب خاصة بإتقانه فن الإلقاء والخطاب والتأثير في الجماهير. وهناك من سيصفه رجل السلام لكونه أول رئيس أميركي يحصّل على جائزة نوبل منذ جيمي كارتر، إلا أنّ الأهم في السياق نفسه سيكون بدون منازع وجود تعليقاتٍ محتملة تصف أوباما بالدبلوماسي العبقري على خلفية سياسته الشرقية الأوسطية التي رعا فيها مصالح أميركا بعيدة الأمد، ورسخ لأسس النظام الدولي، عندما تبنى مبدأ الموازنة بين الأصوليات الطائفية في المنطقة لإضعافها، وكان عرّاباً لاتفاق نووي قلّص احتمالات المواجهة بين شرطيي المنطقة (إيران وإسرائيل) في حربٍ مدمرة، كانت ستشكل كابوساً للنظام باختلال التوازن لصالح العرب والأتراك. وتضاف إلى ما سبق برقيات أخرى، تمنحه صفة الإحسان في إتمام مشروع الفوضى الخلاقة الذي استلمه من سلفه، جورج بوش الابن، على الرغم من انتقاده الشديد له.
هل هذا كل شيء؟ بالتأكيد لا، سيجد إحالات عن غوانتانامو وعن كوبا والأمن الجماعي وتعبيرات عاطفية عن القضايا ذات الاهتمام المحلي، مثل العنصرية وإصلاح منظومة الصحة المعروف بأوباما كير، ضمن أمور كثيرة ستكون في انتظاره مرّة أخرى. ولكن، هذه المرة بعيداً عن رسميات البيض الأبيض.
ستكون العلبة بديلاً لأوباما عن الموجز اليومي الذي كان يتلّقاه، وأداة للاستمرار في السياسة من دون التوّرط فيها، فقد تشكل بالنسبة له مصدر فخر في المستقبل، إن حدث وتمّ إشراكها في مقارناتٍ مع عهد جديد، يبدو غامضاً ومفتوحاً على جميع الاحتمالات بالنسبة لأميركا والعالم، ففي جميع الأحوال، تبقى السلبيات المألوفة أقلّ وطأة من عدم اليقين الذي تبشّر به مبادئ ترامب.
سيجد أوباما تعليقات ساخرة عن "الخط الأحمر" في سورية، ترميه بالضعف والتهرّب من تحمّل المسؤولية، سيقرأ اتهامات كثيرة مرسلة من خلفيات عدّة، هذا يتهمه بإضعاف هيبة أميركا، وآخر يتهمه بالتخلّي عن حلفائه ونكث الوعود. ولأنه يعلم بأنّ إرضاء كلّ الناس غاية لا تدرك، فقد يحاول تجاهل بعضها فيصطدم برسائل تتهمه بأنّه وراء نشأة تنظيم الدولة الإسلامية، وأخرى بأنّه يحابي الإخوان المسلمين أو حزب الله، سيجد كذلك قصاصات حديثة التاريخ، تتهمه بتبني الكيدية في آخر أيامه لتعويض ما عجز عنه طوال فترته الرئاسية.
لن تكون السلبية الحاضر الوحيد في علبة أوباما، فربّما يجد رسائل إطراء وإعجاب خاصة بإتقانه فن الإلقاء والخطاب والتأثير في الجماهير. وهناك من سيصفه رجل السلام لكونه أول رئيس أميركي يحصّل على جائزة نوبل منذ جيمي كارتر، إلا أنّ الأهم في السياق نفسه سيكون بدون منازع وجود تعليقاتٍ محتملة تصف أوباما بالدبلوماسي العبقري على خلفية سياسته الشرقية الأوسطية التي رعا فيها مصالح أميركا بعيدة الأمد، ورسخ لأسس النظام الدولي، عندما تبنى مبدأ الموازنة بين الأصوليات الطائفية في المنطقة لإضعافها، وكان عرّاباً لاتفاق نووي قلّص احتمالات المواجهة بين شرطيي المنطقة (إيران وإسرائيل) في حربٍ مدمرة، كانت ستشكل كابوساً للنظام باختلال التوازن لصالح العرب والأتراك. وتضاف إلى ما سبق برقيات أخرى، تمنحه صفة الإحسان في إتمام مشروع الفوضى الخلاقة الذي استلمه من سلفه، جورج بوش الابن، على الرغم من انتقاده الشديد له.
هل هذا كل شيء؟ بالتأكيد لا، سيجد إحالات عن غوانتانامو وعن كوبا والأمن الجماعي وتعبيرات عاطفية عن القضايا ذات الاهتمام المحلي، مثل العنصرية وإصلاح منظومة الصحة المعروف بأوباما كير، ضمن أمور كثيرة ستكون في انتظاره مرّة أخرى. ولكن، هذه المرة بعيداً عن رسميات البيض الأبيض.
ستكون العلبة بديلاً لأوباما عن الموجز اليومي الذي كان يتلّقاه، وأداة للاستمرار في السياسة من دون التوّرط فيها، فقد تشكل بالنسبة له مصدر فخر في المستقبل، إن حدث وتمّ إشراكها في مقارناتٍ مع عهد جديد، يبدو غامضاً ومفتوحاً على جميع الاحتمالات بالنسبة لأميركا والعالم، ففي جميع الأحوال، تبقى السلبيات المألوفة أقلّ وطأة من عدم اليقين الذي تبشّر به مبادئ ترامب.
مقالات أخرى
22 يوليو 2018
03 ديسمبر 2017
08 اغسطس 2017