22 أكتوبر 2024
ترامب والشرق الأوسط والنظام الروماني الجديد
لا يمكن تقدير الموقف في العالم من السياسة الأميركية على ضوء الحق العربي الفلسطيني وحده، ولا يمكن أن نقرأه من زاوية الرفض الإسلامي، على قاعدة المتفق عليه الدولي حول حقوق العرب والمسلمين.
هناك زاوية لا يمكن إغفالها في مواقف العالم، ولا سيما الأوروبي، الأطلسي، من خطوة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وهي تتعلق بالتوجه العام لهذا الرئيس، في الانتقال من منظومة قائمة إلى أخرى يريد إعادة صناعتها على أساس الأحادية النهائية والمطلقة للولايات المتحدة الأميركية. ولا بد من التعريج، سريعا، على مسار العالم في القرن الذي ودّعناه، والتالي الذي انخرطنا فيه باسم الألفية الثالثة.
يذكر علماء التاريخ، والحروب والجيو اسراتيجيا، أن نهاية الحرب العالمية الثانية تمت بتحالف شرقي -غربي، كان قائداه، شرقا الاتحاد السوفياتي، وغربا الولايات المتحدة. وهو تحالف عالمي واسع، قام في مواجهة ثلاثية عسكرتارية رهيبة، ضمت محور ألمانيا الهتلرية وإيطاليا الفاشستية واليابان التوسعية. كان أهم مظاهر هذا النظام العالمي انهيار عصبة الأمم، باعتبارها تجمعا دوليا للقرار الاستراتيجي في ما يخص التوافقات الدولية الكبري، وقد أضاعت مصداقيتها وقوتها باعتبارها منظمة قادرة على الحفاظ على السلم الدولي، أو إحقاقه الحقوق لمن هو في حاجة إليها.
وقد تبين، إلى جانب ذلك، أن الولايات المتحدة سوف تؤثر، بشكل كبير، في الهندسة الأممية الجديدة، على ضوء حرب اقتصادية واعية كبيرة، برزت منذ العشرينيات، وتفتقت ملامح الوعي بها منذ أزمة1929 وكما يحدث اليوم، فإن إعادة بناء العلاقات الاقتصادية تعطي للولايات المتحدة أدوارا جديدة وغير مسبوقة.
ومن مظاهر النظام الذي أعقب الحرب، نهاية القوة الأوروبية التي عانت من التصدّع داخلها، وتراجع دورها لفائدة الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. وتميزت المرحلة أيضا بانعقاد مؤتمرات واتفاقيات عديدة لتوزيع النفوذ، من أهمها مؤتمر يالطا الذي كان الهندسة الجغرافية للحرب الباردة. وفي ذلك الوقت كان العرب والمسلمون جغرافيا للتوزيع ومناطق للنفوذ الاقتصادي وحمالات حطب في حروبٍ عديدة. وفي الفترة الأولى من النظام العالمي الأول، ضاعت فلسطين. ولعل هذا النظام هو الذي يهيكل العالم برمته، بكل توتراته، بما فيها حروب التحرير، والحرب الباردة، وتوزيع العمل الاقتصادي، إلى أن انهار الاتحاد السوفياتي، وبدأ النظام العالمي الثاني. ولعلها الفترة التي عرفت تضخما رهيبا في باب الحديث عن هذا النظام، والذي اقترن، في التنظير الفلسفي، بنهاية العلم وبداية العصر الأخير للبشرية المبشّرة بالجنة الليبرالية. ومن أهم مقومات هذا النظام تقلص صانعيه. وللمرة الثانية ، يخرج جزء من العالم من دائرة صناعة النظام العالمي، فقد بني على أنقاض انهيار الاتحاد السوفياتي كأحد أهم أعمدة النظام العالمي الأول، والذي هيمن من أربعينيات القرن الماضي إلى تسعينياته، أي قرابة نصف قرن.
وتكرست الريادة الأميركية بشكل أقوى. ولاسيما وأن أميركا ساعدت، عبر مخطط مارشال، على إعادة بناء شريك اقتصادي، كان لا بد منه باعتباره سوقا رئيسيا للإنتاج الأميركي وتسويقه، وإلا انهار الاقتصاد، وعادت سنوات البورصة السوداء. ومن ميزات هذا النظام أن القرارات الرئيسة كانت تتخذ في واشنطن:
أولا، تم تجاهل الشريك الأوروبي على الرغم من معارضته (حرب الخليج نموذجا صارخا).
وثانيا، استعمال القرار الأطلسي (حلف الناتو) أداة تفعيل لسياسة محض أميركية، وهو ما جعل أوروبا في دور ثانوي للغاية، على مستويات عديدة. زاد من تضاؤل دورها عدم ارتقاء الاتحاد الأوروبي إلى مواقع أكثر تماسكا.
ومن أهم مميزات النظام ظهور الأمم المتحدة، التي رأت النور في سان فرانسيسكو عمليا، بمظهر العاجز، كما وقع مع عصبة الأمم. وتبين أن المنظومة التي بلورتها الدول، بعد الحرب، تراجعت بشكل كبير، جعل القرار الأميركي، مدعوما، في الغالب، من المملكة المتحدة، كما في الحرب على العراق أيام رئاسة توني بلير الحكومة، هو القرار الحاسم في كل الهندسة الدولية، ليس فقط على مستوى موازين القوى، بل أيضا على مستوى تحديد مصير الشعوب. وكان من أهم عناصره ضياع العراق.
كل الترسانة التي تستند إليها القضايا العربية هي نتاج هذا التاريخ المتقلب من العمل الأممي، وكل القواعد التي نطالب بتبنيها وتنفيذها وليدة هذا السياق العالمي الذي تقاسمت فيها أوروبا، مع أميركا، شرعية إنجاب النظام الجديد، قبل أن ينحو، رويدا رويدا، نحو تراجع أوروبا وتقدم أميركا قوة وحيدة، لعل أفضل تعبير عليها هو القطبية الوحيدة المشتركة.
ويمكن تلمس ملامح النظام العالمي الثالث، في تفاصيل صغيرة، صاحبت الحروب التي وقعت في الخليج والشرق الأوسط. ولعل أحسن تعبير هو المنسوب إلى وزير الدفاع الأميركي الأسبق، دونالد رامسفيلد، "نحن روما الجديدة، وسنعبر القرن الواحد والعشرين وحدنا".
قد يكون هناك إغراء للرجوع إلى نظرية التاريخ عند توينبي، وفكرته عن الدورات التاريخية التي تجعل الدورة الرومانية التي حكمت العالم قرنين تعود لتحط بين يدي القدر الأميركي. لكن أحدا لا يتجاهل أنه تفكير معلن عن الهيمنة المطلقة لدولة وحيدة، محاطة بدويلاتٍ يشكلن حزام روما الجديدة. وهو ما يسير نحوه دونالد ترامب. وتلك السمة الرئيسة للنظام العالمي الثالث الذي يقوده، ومن أهم مميزاته التخلي عن الحليف الوحيد في النظام العالمي الثاني، أوروبا، فالرئيس الأميركي يسير نحو أحادية نهائية، لا يكون لأميركا فيها أي شريك يمكنه أن يقتسم أية غنيمة دولية.. نظام وأميركا أولا هو نظام أميركا فقط. وهو ما يجعل أنه لا يرى شريكا، لا في صنع السلام ولا في صنع الحرب، إلا بما يفرضه هو من حدود فاصلة بين الصداقة والعداوة.
مثل روما، وضعت أميركا شروط السلام الأميركي، السلم الذي فرض رؤيةً واحدة للعالم ما بعد أحداث "11 سبتمبر" في العام 2001، وهو ما زال في صلب التفكير الأميركي، بيد أن ترامب أعطاه كل بعده الواقعي، بعيدا عن أحلام المؤرخين والمنظرّين، وهذا السلام لا يرى حقوق أي شعب آخر. والشعوب الوحيدة التي ستستفيد منه هي شعوب "القوس الإنجيلي"، أي الشعوب التي تضمها الفكرة الأسطورية ممثلة في المسيحية المتصهينة، كما ينظر لها دعاة الترامبية.
وما في وسع العرب فعله فهم هذا التحول الحاصل اليوم في طبيعة النظام العالمي، وهو تحول يلمس بالأساس طبيعة وجود الأمم المتحدة، حتى لا نفكر في أن كل تصويت هو انتصار يغنينا عن فهم التحولات الكبرى. وثانيا أن الخروج الأميركي عن الإجماع العالمي يزيد من صعوبة موقع أميركا في سياق الشرق الأوسط، ولا يسهل مأمورية العرب والمسلمين. بمعنى آخر، غادر ترامب نظاما عالميا، يتأسس على توافقاتٍ دوليةٍ عديدة (اتفاقية المناخ، اتفاقية الهجرة، اتفاقية الهادي، اتفاقية إيران،… وقرارات العالم بشأن القدس) وفي رهان القوة هذا الذي يقوده
رئيس أميركا مع العالم، لا بد من إعادة الاعتبار إلى قوة الفهم، وتحدي الموقع، على أساس المصلحة المشتركة التي تفكّكها التحالفات الجديدة، غير العقلانية في كثير من مواضعها. ثالثا: ما يحدث أمام أنظارنا أبعد من موقع الحق العربي الإسلامي في خريطة العالم السياسية التي تنهار كليا، ليخرج عالم يريد الرئيس ترامب إعادة تركيبه، في أية صورة شاء ركّبه.
وبشأن أنه خارج الإجماع على الحق العربي الإسلامي، نحن لا نفكر في موازين القوة، ولا في فهم مواقع كل قوة، كما أن كل تكتل عربي، إن صحّ التعبير، يبحث لنفسه عن موقع فوق خريطة رمال متحرّكة، لا يفقه قوانينه في مبادراتٍ عديدة، أو على الأقل هذا ما يظهر للمواطن الجريح والتائه.
رابعا: لا يمكن إغفال أن الأمم المتحدة هي اليوم في أصعب مراحلها، وقد يشبه وضعها وضع عصبة الأمم، من زاوية العجز في التأثير على الهندسة الاقتصادية، وترامب يفني جميع التوافقات الكبرى، ومن جهة عجزها في التأثير على الهندسة الجيو- استراتيجية وحفظ السلم والحق.. ومن جهة عدم التزام القوة الرئيسية بها بمقرّراتها، واستخفافها بها، والتهديد بالانتقام ممن ينصاع لها.
هناك زاوية لا يمكن إغفالها في مواقف العالم، ولا سيما الأوروبي، الأطلسي، من خطوة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وهي تتعلق بالتوجه العام لهذا الرئيس، في الانتقال من منظومة قائمة إلى أخرى يريد إعادة صناعتها على أساس الأحادية النهائية والمطلقة للولايات المتحدة الأميركية. ولا بد من التعريج، سريعا، على مسار العالم في القرن الذي ودّعناه، والتالي الذي انخرطنا فيه باسم الألفية الثالثة.
يذكر علماء التاريخ، والحروب والجيو اسراتيجيا، أن نهاية الحرب العالمية الثانية تمت بتحالف شرقي -غربي، كان قائداه، شرقا الاتحاد السوفياتي، وغربا الولايات المتحدة. وهو تحالف عالمي واسع، قام في مواجهة ثلاثية عسكرتارية رهيبة، ضمت محور ألمانيا الهتلرية وإيطاليا الفاشستية واليابان التوسعية. كان أهم مظاهر هذا النظام العالمي انهيار عصبة الأمم، باعتبارها تجمعا دوليا للقرار الاستراتيجي في ما يخص التوافقات الدولية الكبري، وقد أضاعت مصداقيتها وقوتها باعتبارها منظمة قادرة على الحفاظ على السلم الدولي، أو إحقاقه الحقوق لمن هو في حاجة إليها.
وقد تبين، إلى جانب ذلك، أن الولايات المتحدة سوف تؤثر، بشكل كبير، في الهندسة الأممية الجديدة، على ضوء حرب اقتصادية واعية كبيرة، برزت منذ العشرينيات، وتفتقت ملامح الوعي بها منذ أزمة1929 وكما يحدث اليوم، فإن إعادة بناء العلاقات الاقتصادية تعطي للولايات المتحدة أدوارا جديدة وغير مسبوقة.
ومن مظاهر النظام الذي أعقب الحرب، نهاية القوة الأوروبية التي عانت من التصدّع داخلها، وتراجع دورها لفائدة الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. وتميزت المرحلة أيضا بانعقاد مؤتمرات واتفاقيات عديدة لتوزيع النفوذ، من أهمها مؤتمر يالطا الذي كان الهندسة الجغرافية للحرب الباردة. وفي ذلك الوقت كان العرب والمسلمون جغرافيا للتوزيع ومناطق للنفوذ الاقتصادي وحمالات حطب في حروبٍ عديدة. وفي الفترة الأولى من النظام العالمي الأول، ضاعت فلسطين. ولعل هذا النظام هو الذي يهيكل العالم برمته، بكل توتراته، بما فيها حروب التحرير، والحرب الباردة، وتوزيع العمل الاقتصادي، إلى أن انهار الاتحاد السوفياتي، وبدأ النظام العالمي الثاني. ولعلها الفترة التي عرفت تضخما رهيبا في باب الحديث عن هذا النظام، والذي اقترن، في التنظير الفلسفي، بنهاية العلم وبداية العصر الأخير للبشرية المبشّرة بالجنة الليبرالية. ومن أهم مقومات هذا النظام تقلص صانعيه. وللمرة الثانية ، يخرج جزء من العالم من دائرة صناعة النظام العالمي، فقد بني على أنقاض انهيار الاتحاد السوفياتي كأحد أهم أعمدة النظام العالمي الأول، والذي هيمن من أربعينيات القرن الماضي إلى تسعينياته، أي قرابة نصف قرن.
وتكرست الريادة الأميركية بشكل أقوى. ولاسيما وأن أميركا ساعدت، عبر مخطط مارشال، على إعادة بناء شريك اقتصادي، كان لا بد منه باعتباره سوقا رئيسيا للإنتاج الأميركي وتسويقه، وإلا انهار الاقتصاد، وعادت سنوات البورصة السوداء. ومن ميزات هذا النظام أن القرارات الرئيسة كانت تتخذ في واشنطن:
أولا، تم تجاهل الشريك الأوروبي على الرغم من معارضته (حرب الخليج نموذجا صارخا).
وثانيا، استعمال القرار الأطلسي (حلف الناتو) أداة تفعيل لسياسة محض أميركية، وهو ما جعل أوروبا في دور ثانوي للغاية، على مستويات عديدة. زاد من تضاؤل دورها عدم ارتقاء الاتحاد الأوروبي إلى مواقع أكثر تماسكا.
ومن أهم مميزات النظام ظهور الأمم المتحدة، التي رأت النور في سان فرانسيسكو عمليا، بمظهر العاجز، كما وقع مع عصبة الأمم. وتبين أن المنظومة التي بلورتها الدول، بعد الحرب، تراجعت بشكل كبير، جعل القرار الأميركي، مدعوما، في الغالب، من المملكة المتحدة، كما في الحرب على العراق أيام رئاسة توني بلير الحكومة، هو القرار الحاسم في كل الهندسة الدولية، ليس فقط على مستوى موازين القوى، بل أيضا على مستوى تحديد مصير الشعوب. وكان من أهم عناصره ضياع العراق.
كل الترسانة التي تستند إليها القضايا العربية هي نتاج هذا التاريخ المتقلب من العمل الأممي، وكل القواعد التي نطالب بتبنيها وتنفيذها وليدة هذا السياق العالمي الذي تقاسمت فيها أوروبا، مع أميركا، شرعية إنجاب النظام الجديد، قبل أن ينحو، رويدا رويدا، نحو تراجع أوروبا وتقدم أميركا قوة وحيدة، لعل أفضل تعبير عليها هو القطبية الوحيدة المشتركة.
ويمكن تلمس ملامح النظام العالمي الثالث، في تفاصيل صغيرة، صاحبت الحروب التي وقعت في الخليج والشرق الأوسط. ولعل أحسن تعبير هو المنسوب إلى وزير الدفاع الأميركي الأسبق، دونالد رامسفيلد، "نحن روما الجديدة، وسنعبر القرن الواحد والعشرين وحدنا".
قد يكون هناك إغراء للرجوع إلى نظرية التاريخ عند توينبي، وفكرته عن الدورات التاريخية التي تجعل الدورة الرومانية التي حكمت العالم قرنين تعود لتحط بين يدي القدر الأميركي. لكن أحدا لا يتجاهل أنه تفكير معلن عن الهيمنة المطلقة لدولة وحيدة، محاطة بدويلاتٍ يشكلن حزام روما الجديدة. وهو ما يسير نحوه دونالد ترامب. وتلك السمة الرئيسة للنظام العالمي الثالث الذي يقوده، ومن أهم مميزاته التخلي عن الحليف الوحيد في النظام العالمي الثاني، أوروبا، فالرئيس الأميركي يسير نحو أحادية نهائية، لا يكون لأميركا فيها أي شريك يمكنه أن يقتسم أية غنيمة دولية.. نظام وأميركا أولا هو نظام أميركا فقط. وهو ما يجعل أنه لا يرى شريكا، لا في صنع السلام ولا في صنع الحرب، إلا بما يفرضه هو من حدود فاصلة بين الصداقة والعداوة.
مثل روما، وضعت أميركا شروط السلام الأميركي، السلم الذي فرض رؤيةً واحدة للعالم ما بعد أحداث "11 سبتمبر" في العام 2001، وهو ما زال في صلب التفكير الأميركي، بيد أن ترامب أعطاه كل بعده الواقعي، بعيدا عن أحلام المؤرخين والمنظرّين، وهذا السلام لا يرى حقوق أي شعب آخر. والشعوب الوحيدة التي ستستفيد منه هي شعوب "القوس الإنجيلي"، أي الشعوب التي تضمها الفكرة الأسطورية ممثلة في المسيحية المتصهينة، كما ينظر لها دعاة الترامبية.
وما في وسع العرب فعله فهم هذا التحول الحاصل اليوم في طبيعة النظام العالمي، وهو تحول يلمس بالأساس طبيعة وجود الأمم المتحدة، حتى لا نفكر في أن كل تصويت هو انتصار يغنينا عن فهم التحولات الكبرى. وثانيا أن الخروج الأميركي عن الإجماع العالمي يزيد من صعوبة موقع أميركا في سياق الشرق الأوسط، ولا يسهل مأمورية العرب والمسلمين. بمعنى آخر، غادر ترامب نظاما عالميا، يتأسس على توافقاتٍ دوليةٍ عديدة (اتفاقية المناخ، اتفاقية الهجرة، اتفاقية الهادي، اتفاقية إيران،… وقرارات العالم بشأن القدس) وفي رهان القوة هذا الذي يقوده
وبشأن أنه خارج الإجماع على الحق العربي الإسلامي، نحن لا نفكر في موازين القوة، ولا في فهم مواقع كل قوة، كما أن كل تكتل عربي، إن صحّ التعبير، يبحث لنفسه عن موقع فوق خريطة رمال متحرّكة، لا يفقه قوانينه في مبادراتٍ عديدة، أو على الأقل هذا ما يظهر للمواطن الجريح والتائه.
رابعا: لا يمكن إغفال أن الأمم المتحدة هي اليوم في أصعب مراحلها، وقد يشبه وضعها وضع عصبة الأمم، من زاوية العجز في التأثير على الهندسة الاقتصادية، وترامب يفني جميع التوافقات الكبرى، ومن جهة عجزها في التأثير على الهندسة الجيو- استراتيجية وحفظ السلم والحق.. ومن جهة عدم التزام القوة الرئيسية بها بمقرّراتها، واستخفافها بها، والتهديد بالانتقام ممن ينصاع لها.