18 أكتوبر 2024
يحدث في "عين الحلوة"
يعود مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان قرب صيدا إلى دائرة الضوء، مع الاشتباكات التي تجددت بين مجموعات تابعة لأفراد مطلوبين للقضاء اللبناني، وتأخذ صفة المجموعات الإسلامية، وفصائل أخرى في المخيم في مقدمتها حركة فتح. وقد أخذت هذه الاشتباكات هذه المرة بعداً مختلفاً عن التي كانت تحدث كل بضعة أسابيع، ذلك أنها اندلعت على خلفية اتفاق الفصائل الفلسطينية كافة، المنضوية في إطار منظمة التحرير، والأخرى مثل حركتي حماس والجهاد الإسلامي وتنظيم عصبة الأنصار والحركة الإسلامية المجاهدة، وغيرها، على تشكيل قوة أمنية مشتركة من الفصائل كافة، تكون مهمتها الانتشار الأمني في كل المخيم (1 كلم مربع)، وحفظ الأمن ومنع الاشتباكات ووضع حد لكل أشكال الفلتان والفوضى. وعند بدء هذه القوة بالانتشار، وبعد أن اقتربت من أحد الأحياء التي يسيطر عليها المدعو بلال بدر، ومعه مجموعة من العناصر، فتحت هذه المجموعة النار على القوة الأمنية، ما أدّى إلى اندلاع هذه الاشتباكات التي لم يشهد لها المخيم مثيلاً منذ مدة طويلة.
وبغض النظر عن كل شيء، من الواضح أن الفصائل الفلسطينية في المخيم اتخذت قرارها هذه المرّة بحسم الموقف، ووضع حد لهذه المجموعات المسلحة التي تتسبّب في كل مرّة بالاشتباكات. ولذلك، اتحد الموقف الفلسطيني بين مختلف الفصائل، ورفعت جميعها الغطاء عن تلك المجموعات التي أفرادها عشرات فقط.
أدركت الفصائل الفلسطينية حجم الخطر المحدق بمخيم عين الحلوة الرابض عند المدخل الشمالي لجنوب لبنان، والذي يشكّل امتداداً حيوياً لمدينة صيدا، وشعرت بحجم المؤامرة التي تحاك في دوائر داخل لبنان وخارجه لتصفية المخيم، وتالياً الوجود الفلسطيني في لبنان، وتالياً حق العودة والقضية الفلسطينية. وأيقنت أن هذه المجموعات الصغيرة التي تضم، بشكل كبير، عناصر مطلوبة للقضاء اللبناني، أو ربما حتى للقوى الفلسطينية نفسها، والتي تتخذ من المخيم درعاً لها، وحصناً تتحصّن فيه، لأنها تدرك أن دخول المخيم على أجهزة الأمن اللبنانية ليس نزهة، لا على المستوى الأمني ولا السياسي. وبالتالي، بدأ نموّها وتكاثرها، وخطابها الأيدولوجي الذي يهدّد بالفوضى، وارتباط بعضها بالخارج، سواء تنظيمات مصنّفة على قوائم "الإرهاب" العالمية أو حتى ببعض الدول، والاشتباكات المتكرّرة بينها وبين غيرها.
بدأ ذلك كله يشكّل خطراً على المخيم، لأن الدولة اللبنانية، وبعض القوى السياسية في لبنان راحت تضغط من أجل تسليم هؤلاء أنفسهم، أو أنها ستكون مضطرةً لاتخاذ خطواتٍ ميدانيةٍ تتيح لها
توقيفهم، بذريعة أن تفجيرات حصلت في لبنان، وكشف عنها الأمن اللبناني مسبقاً، ترتبط بهذه المجموعات في المخيم. وبالتالي، يدرك الجميع أن دخول الدولة اللبنانية في مواجهة مع المخيم سيعني حرباً جديدة تشبه، إلى حد كبير، الحرب التي شهدها مخيم نهر البارد في شمال لبنان في العام 2007، وأدّت إلى تدميره، ولم يعد إعماره حتى الساعة. وتخشى الفصائل الفلسطينية من الوصول إلى هذه الحالة، لأن من شأن ذلك تدمير مخيم عين الحلوة، وتهجير أهله، وتالياً القضاء على حق العودة، وعلى القضية الفلسطينية في الخارج ورمزها "عاصمة الشتات الفلسطيني" مخيم عين الحلوة.
ولذلك، كانت القوى الفلسطينية التي أدركت هذه المؤامرة أمام خيارين أحلاهما مرّ، ولطالما حاولت التهرّب منهما؛ فإما أن تترك المبادرة للجيش اللبناني، وهذا يعني تدمير المخيم وإحداث شرخ في النسيج اللبناني الفلسطيني، سيكون بمثابة كارثة على القضية الفلسطينية وعلى اللاجئين، أو أن تباشر هي وضع حد لهذه المجموعات، حتى تنأى بالمخيم عن الدمار وبأهله عن التشريد، وهي تدرك أيضاً أن حجم الثمن الذي سيُدفع ليس بسيطاً، خصوصا وأن هناك من سينظر إلى الأمر على أنه قتال فلسطيني فلسطيني، فيما هناك ممن يحيك المؤامرات، ويضمر الشر للمخيم، سيعمل على تأجيج الصراع، وربما يصل الأمر إلى حدود إمداد تلك المجموعات بمزيدٍ من عناصر القوة والصمود والبقاء واستمرار المعركة، لأنهم يريدون إزالة المخيم، وتالياً تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، خصوصا وأن بعضهم يُدخل هذا الوجود في حساباته الداخلية، أو في تطلعه وطموحه الإقليمي.
يمر مخيم عين الحلوة اليوم بمخاض عسير، ومعه اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يقفون على مفترق طرق، ولعل وحدة موقف الفصائل، وإلى جانبه وحدة موقف القوى السياسية في صيدا إلى جانب الفصائل قد يقطع الطريق على المتربصين بالقضية الفلسطينية شرّاً، وباللاجئين تشرّداً.
وبغض النظر عن كل شيء، من الواضح أن الفصائل الفلسطينية في المخيم اتخذت قرارها هذه المرّة بحسم الموقف، ووضع حد لهذه المجموعات المسلحة التي تتسبّب في كل مرّة بالاشتباكات. ولذلك، اتحد الموقف الفلسطيني بين مختلف الفصائل، ورفعت جميعها الغطاء عن تلك المجموعات التي أفرادها عشرات فقط.
أدركت الفصائل الفلسطينية حجم الخطر المحدق بمخيم عين الحلوة الرابض عند المدخل الشمالي لجنوب لبنان، والذي يشكّل امتداداً حيوياً لمدينة صيدا، وشعرت بحجم المؤامرة التي تحاك في دوائر داخل لبنان وخارجه لتصفية المخيم، وتالياً الوجود الفلسطيني في لبنان، وتالياً حق العودة والقضية الفلسطينية. وأيقنت أن هذه المجموعات الصغيرة التي تضم، بشكل كبير، عناصر مطلوبة للقضاء اللبناني، أو ربما حتى للقوى الفلسطينية نفسها، والتي تتخذ من المخيم درعاً لها، وحصناً تتحصّن فيه، لأنها تدرك أن دخول المخيم على أجهزة الأمن اللبنانية ليس نزهة، لا على المستوى الأمني ولا السياسي. وبالتالي، بدأ نموّها وتكاثرها، وخطابها الأيدولوجي الذي يهدّد بالفوضى، وارتباط بعضها بالخارج، سواء تنظيمات مصنّفة على قوائم "الإرهاب" العالمية أو حتى ببعض الدول، والاشتباكات المتكرّرة بينها وبين غيرها.
بدأ ذلك كله يشكّل خطراً على المخيم، لأن الدولة اللبنانية، وبعض القوى السياسية في لبنان راحت تضغط من أجل تسليم هؤلاء أنفسهم، أو أنها ستكون مضطرةً لاتخاذ خطواتٍ ميدانيةٍ تتيح لها
ولذلك، كانت القوى الفلسطينية التي أدركت هذه المؤامرة أمام خيارين أحلاهما مرّ، ولطالما حاولت التهرّب منهما؛ فإما أن تترك المبادرة للجيش اللبناني، وهذا يعني تدمير المخيم وإحداث شرخ في النسيج اللبناني الفلسطيني، سيكون بمثابة كارثة على القضية الفلسطينية وعلى اللاجئين، أو أن تباشر هي وضع حد لهذه المجموعات، حتى تنأى بالمخيم عن الدمار وبأهله عن التشريد، وهي تدرك أيضاً أن حجم الثمن الذي سيُدفع ليس بسيطاً، خصوصا وأن هناك من سينظر إلى الأمر على أنه قتال فلسطيني فلسطيني، فيما هناك ممن يحيك المؤامرات، ويضمر الشر للمخيم، سيعمل على تأجيج الصراع، وربما يصل الأمر إلى حدود إمداد تلك المجموعات بمزيدٍ من عناصر القوة والصمود والبقاء واستمرار المعركة، لأنهم يريدون إزالة المخيم، وتالياً تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، خصوصا وأن بعضهم يُدخل هذا الوجود في حساباته الداخلية، أو في تطلعه وطموحه الإقليمي.
يمر مخيم عين الحلوة اليوم بمخاض عسير، ومعه اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يقفون على مفترق طرق، ولعل وحدة موقف الفصائل، وإلى جانبه وحدة موقف القوى السياسية في صيدا إلى جانب الفصائل قد يقطع الطريق على المتربصين بالقضية الفلسطينية شرّاً، وباللاجئين تشرّداً.