05 نوفمبر 2024
أخيراً فعلها ترامب
أخيراً فعلها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ووجه ضربة عسكرية لقوات نظام الأسد، مسجلاً بذلك سابقة في التعامل الأميركي مع الملف السوري، ومنفذاً تهديده بعد أن اطلع على تفاصيل مجزرة الكيماوي البشعة التي ارتكبتها مقاتلات النظام بحق الآمنين في بلدة خان شيخون، وذهب ضحيتها عشرات من الأطفال والنساء والرجال والشيوخ.
وعلى الرغم من أن الضربة الأميركية محدودة، إلا أنها أحدثت صدمة قوية لدى أركان النظام السوري وحليفيه، الروسي والإيراني، كونها استهدفت مطار الشعيرات الذي انطلقت منه طائرات النظام للقيام بمجزرة خان شيخون، وهو من أهم المراكز العسكرية. وأفادت تقارير بأن الضربة دمرت عشرات طائرات الميغ 23 والميغ 25 والقاذفات سوخوي 25، وحظائر الطائرات الإسمنتية فيه والدفاعات الجوية المحصنة حوله، وجميع أنظمة الدفاع الجوي والرادارات المحيطة به، والأهم أن صواريخ توماهوك الأميركية دمرت مقراً للطيارين، الذي يوجد فيه ضباط ايرانيون، ولن تتجرأ إيران عن كشف حجم خسائرها فيه.
ما يسجل للرئيس ترامب أنه لم ينتظر طويلاً كي يعاقب النظام الأسدي، فجاء رده السريع عسكرياً، لكي يوجه رسالة قوية إلى قوتي احتلال سورية، روسيا وإيران، تفيد بأن قواعد اللعبة تغيرت، وعليهما تغيير قواعد تعاملهما مع النظام، ما يكشف عن تغير سريع في نظرة الإدارة الأميركية حيال الملف السوري، ويشي بأن الولايات المتحدة انتقلت إلى مرحلة جديدة في تعاملها مع القضية السورية، وأنها وصلت إلى نقطة اللاتردد في استخدام القوة العسكرية ضد انتهاكات النظام وجرائمه، وليس مجرد التلويح بها، خياراً مطروحاً من بين خيارات أخرى.
وتعبّر لغة القوة والتصعيد في خطاب ترامب، بعد مجزرة خان شيخون، عن نقلة نوعية سريعة في السياسة الاميركية حيال النظام السوري والموقف منه، بعد أن حصرت أولويتها في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية. وتجد هذه اللغة امتداداتها في أن طاقم الإدارة الأميركية الحالية يريد أن يحدث قطيعة مع سياسة الإدارة السابقة التي تراخت كثيراً حيال إجرام النظام السوري، وحيال التدخل العسكري المباشر لروسيا وإيران إلى جانبه في حربه ضد غالبية السوريين، أكثر من ست سنوات.
ولعل واقع القتل اليومي الذي يمارسه النظام وحلفاؤه يفيد بأنهم لم يكونوا بحاجة إلى استخدام الأسلحة الكمياوية، كي يوقعوا مزيدا من الضحايا بين المدنيين السوريين، ويمتلكون وسائل قتل وتدمير أخرى عديدة، لكن يبدو أنهم أرادوا اختبار موقف الرئيس ترامب وإدارته وردة فعلهما، حيال قيامهم بمجزرة كيماوي جديدة، فكان الرد الأميركي مفاجئاً لهم، وحاول الروس امتصاص الغضب الأميركي والأوروبي عبر المماطلة في مجلس الأمن، والتلويح بحق النقض (الفيتو) للحيلولة دون صدور قرار يدين النظام، ولفقوا روايةً عن قصف مقاتلات النظام مخازن مواد كيماوية في منطقة المجزرة، وأوعزوا لوزير خارجية النظام، وليد المعلم، بأن يخرج بعد سبات طويل، ويوحي للولايات المتحدة بأن النظام الأسدي مستعد للمساومة مرة أخرى على صفقة كيماوي جديدة، لكن الأميركيين لم يكترثوا لما تفوه به، واختار الرئيس ترامب خيار معاقبة النظام، ولو بشكل محدود، وهو أمر سيحسب له النظام كثيراً منذ اليوم، وسيدرسه الساسة الروس جيداً، فيما سيتلمس ساسة نظام الملالي الإيراني رؤوسهم، لأن دورهم قادم، وعليهم أن يستعدوا لمفاجآت إدارة أميركية تعتبر نظامهم أكبر راع للإرهاب في العالم، ولا عبرة لمن اعتبر.
والأهم من ذلك كله أن للضربة الأميركية لقوات النظام ما بعدها، ولها تداعياتها وآثارها القوية، كونها تدشن مرحلة جديدة للتعامل والانخراط الأميركي في الملف السوري، وتعلن أن مرحلة الإفلات من العقاب التي دشنها الرئيس السابق، باراك أوباما، قد ولت، وأن النظام وحلفاءه لم يعودوا مطلقي اليد في تغوّلهم بالدم السوري. وبالتالي، تتعدد القراءات حول المسار الذي يمكن أن تتخذه أصداء الضربة العسكرية الأميركية للنظام، باختلاف تأويل وتفسير ما تريده الولايات المتحدة من أدوار قد تقوم بها في الملف السوري، في ظل التطورات المتسارعة التي أحدثتها، خصوصا وأن أركان الإدارة الأميركية بدأوا يتحدثون، بعد مجزرة الكيماوي في خان شيخون، عن الشروع بتشكيل تحالف دولي لإسقاط نظام الأسد، وإيجاد حل سياسي لا يكون للأسد فيه أي دور، إضافة إلى تحرّك دولي باتجاه إنشاء مناطق آمنة في جنوب سورية وشمالها، وإنهاء الدور الإيراني في سورية، وإجبارها على سحب مليشيات حزب الله والمليشيات الطائفية الأخرى التي استقدمها نظام الملالي الإيراني من العراق وأفغانستان، وزجّها في الحرب إلى جانب النظام ضد السوريين، والأيام المقبلة كفيلة بكشف مسار الأمور، وفي أي اتجاه.
وعلى الرغم من أن الضربة الأميركية محدودة، إلا أنها أحدثت صدمة قوية لدى أركان النظام السوري وحليفيه، الروسي والإيراني، كونها استهدفت مطار الشعيرات الذي انطلقت منه طائرات النظام للقيام بمجزرة خان شيخون، وهو من أهم المراكز العسكرية. وأفادت تقارير بأن الضربة دمرت عشرات طائرات الميغ 23 والميغ 25 والقاذفات سوخوي 25، وحظائر الطائرات الإسمنتية فيه والدفاعات الجوية المحصنة حوله، وجميع أنظمة الدفاع الجوي والرادارات المحيطة به، والأهم أن صواريخ توماهوك الأميركية دمرت مقراً للطيارين، الذي يوجد فيه ضباط ايرانيون، ولن تتجرأ إيران عن كشف حجم خسائرها فيه.
ما يسجل للرئيس ترامب أنه لم ينتظر طويلاً كي يعاقب النظام الأسدي، فجاء رده السريع عسكرياً، لكي يوجه رسالة قوية إلى قوتي احتلال سورية، روسيا وإيران، تفيد بأن قواعد اللعبة تغيرت، وعليهما تغيير قواعد تعاملهما مع النظام، ما يكشف عن تغير سريع في نظرة الإدارة الأميركية حيال الملف السوري، ويشي بأن الولايات المتحدة انتقلت إلى مرحلة جديدة في تعاملها مع القضية السورية، وأنها وصلت إلى نقطة اللاتردد في استخدام القوة العسكرية ضد انتهاكات النظام وجرائمه، وليس مجرد التلويح بها، خياراً مطروحاً من بين خيارات أخرى.
وتعبّر لغة القوة والتصعيد في خطاب ترامب، بعد مجزرة خان شيخون، عن نقلة نوعية سريعة في السياسة الاميركية حيال النظام السوري والموقف منه، بعد أن حصرت أولويتها في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية. وتجد هذه اللغة امتداداتها في أن طاقم الإدارة الأميركية الحالية يريد أن يحدث قطيعة مع سياسة الإدارة السابقة التي تراخت كثيراً حيال إجرام النظام السوري، وحيال التدخل العسكري المباشر لروسيا وإيران إلى جانبه في حربه ضد غالبية السوريين، أكثر من ست سنوات.
ولعل واقع القتل اليومي الذي يمارسه النظام وحلفاؤه يفيد بأنهم لم يكونوا بحاجة إلى استخدام الأسلحة الكمياوية، كي يوقعوا مزيدا من الضحايا بين المدنيين السوريين، ويمتلكون وسائل قتل وتدمير أخرى عديدة، لكن يبدو أنهم أرادوا اختبار موقف الرئيس ترامب وإدارته وردة فعلهما، حيال قيامهم بمجزرة كيماوي جديدة، فكان الرد الأميركي مفاجئاً لهم، وحاول الروس امتصاص الغضب الأميركي والأوروبي عبر المماطلة في مجلس الأمن، والتلويح بحق النقض (الفيتو) للحيلولة دون صدور قرار يدين النظام، ولفقوا روايةً عن قصف مقاتلات النظام مخازن مواد كيماوية في منطقة المجزرة، وأوعزوا لوزير خارجية النظام، وليد المعلم، بأن يخرج بعد سبات طويل، ويوحي للولايات المتحدة بأن النظام الأسدي مستعد للمساومة مرة أخرى على صفقة كيماوي جديدة، لكن الأميركيين لم يكترثوا لما تفوه به، واختار الرئيس ترامب خيار معاقبة النظام، ولو بشكل محدود، وهو أمر سيحسب له النظام كثيراً منذ اليوم، وسيدرسه الساسة الروس جيداً، فيما سيتلمس ساسة نظام الملالي الإيراني رؤوسهم، لأن دورهم قادم، وعليهم أن يستعدوا لمفاجآت إدارة أميركية تعتبر نظامهم أكبر راع للإرهاب في العالم، ولا عبرة لمن اعتبر.
والأهم من ذلك كله أن للضربة الأميركية لقوات النظام ما بعدها، ولها تداعياتها وآثارها القوية، كونها تدشن مرحلة جديدة للتعامل والانخراط الأميركي في الملف السوري، وتعلن أن مرحلة الإفلات من العقاب التي دشنها الرئيس السابق، باراك أوباما، قد ولت، وأن النظام وحلفاءه لم يعودوا مطلقي اليد في تغوّلهم بالدم السوري. وبالتالي، تتعدد القراءات حول المسار الذي يمكن أن تتخذه أصداء الضربة العسكرية الأميركية للنظام، باختلاف تأويل وتفسير ما تريده الولايات المتحدة من أدوار قد تقوم بها في الملف السوري، في ظل التطورات المتسارعة التي أحدثتها، خصوصا وأن أركان الإدارة الأميركية بدأوا يتحدثون، بعد مجزرة الكيماوي في خان شيخون، عن الشروع بتشكيل تحالف دولي لإسقاط نظام الأسد، وإيجاد حل سياسي لا يكون للأسد فيه أي دور، إضافة إلى تحرّك دولي باتجاه إنشاء مناطق آمنة في جنوب سورية وشمالها، وإنهاء الدور الإيراني في سورية، وإجبارها على سحب مليشيات حزب الله والمليشيات الطائفية الأخرى التي استقدمها نظام الملالي الإيراني من العراق وأفغانستان، وزجّها في الحرب إلى جانب النظام ضد السوريين، والأيام المقبلة كفيلة بكشف مسار الأمور، وفي أي اتجاه.