08 يناير 2019
من النكبة حتى فشل المشروع الصهيوني
جمال حاج علي (فلسطين)
تسعة وستون عاماً هي السنوات التي انقضت، وأصبح الشعب الفلسطيني فيها مشرّداً من أرضه ودياره، مئات من القرى والمدن الفلسطينية تمّ تدميرها وجعلها أثراً بعد عين لإخفاء آثار الجريمة الكبرى والمؤامرة الكونية على شعب عربيّ مسلم، لقد شُرّد أكثر من نصف الشعب الفلسطيني عام 1948 من أرضه خلال شهور، ولجأ الفلسطينيون الهائمون على وجوههم في ديار الغربة آملين بعودة يوماً ما.
عملت دولة الاحتلال، منذ اليوم الأول، على إفراغ الأرض الفلسطينية من أهلها، وطرد أكبر عدد منهم خارج فلسطين، وقد صادرت أراضيهم وبيوتهم وكل ما يملكون، خرجوا بملابسهم، طالبين النجاة لأطفالهم وشيوخهم وأعراضهم، وقد فشلت كلّ المحاولات غير الجادّة أصلاً من إرجاع أيّ من الفلسطينيين لقريةٍ أو مدينة تمّ السيطرة عليها، كما سلّمت كلّ الدول العربية والإسلامية بواقع الاحتلال.
بعد حوالي سبعين عاماً، يمكن القول إنّ الدولة العبرية حقّقت الكثير من أهدافها، وخصوصا الخارجية، فهي وعلى المستوى الإقليميّ لاعب مؤثر في غالبية الأوراق السياسية والأمنية، ويمكن القول إنّ صياغات سياسية كثيرة في المنطقة تصاغ وفق مصالح دولة الاحتلال، وما يحصل الآن في المنطقة من نزيفٍ دامٍ، يدرك القريب والبعيد أنّ ثماره تعود على الدولة العبرية، وأنّ تلكؤ الغرب في معاقبة حكامٍ قتلة كبشّار الأسد، ما هي إلاّ واحدة من هذه السياقات الدالّة على السيطرة على ملفات السياسة الإقليمية، وجدير بالتذكير أنّ هذا الأمر لا يحصل إلاّ في ظلّ التماهي العربي الرسمي مع هذه المخططات.
وهذه هي نصف الحقيقة، وباقيها أنّ المشروع الصهيونيّ كان يهدف، من بدايته، على السيطرة على أراضٍ عربية واسعة، تمتد من الفرات إلى النيل، كما يهدف هذا المشروع إلى إفراغ الأرض العربية الفلسطينية من الغالبية العظمى من سكانها الفلسطينيين، وقد وصل المشروع الصهيونيّ المبنيّ على إقامة دولة عظيمة مترامية الأطراف إلى غاياته القصوى من الناحية الجغرافية، إسرائيل اليوم غير قادرة على التوّسع شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، وهي في المرحلة الحالية قادرة فقط على إذكاء النيران هنا وهناك. ولكن، بالاستفادة فقط من الحالات الموضوعية لما يحدث على الأرض العربية.
تواجه إسرائيل مشكلات داخلية كبيرة، فهي لم تعد تمتلك من قادتها الآباء المؤسسين المتحمسين للمشروع الصهيونيّ أحداً، وهي لم تعد قادرة على إقناع شباب الإسرائيلي المتعلّم؛ على أداء الخدمة العسكرية، حيث يرغب هؤلاء في البحث عن آفاق عمل تجارية متنوعة داخلياً وخارجياً، يكفي أنّ بعض الإحصاءات تقول أنّ أكثر من أربعين ألف إسرائيلي من الشباب يحملون الجنسية الإسرائيلية، يسكنون في برلين عاصمة ألمانيا، وغالبيتهم ممّن أدّوا الخدمة العسكرية، وجدوا ضالتهم في الأعمال التجارية في أوروبا، وقال بعضهم إنّ العيش في إسرائيل عبث.
بعد حوالي سبعين عاما، لم تتمكن إسرائيل من توفير الأمن لسكانها ومستوطنيها، وهي تصيغ كلّ حياتها وتكيّفها بالتوافق مع الملف الأمنيّ، وهذا عاملٌ طاردٌ لقادمين كثيرين إليها كمهاجرين، أملاً بجنّة في الأراضي المقدسة.
تواجه إسرائيل اليوم تهديدات أمنيّة لم تعهدها في حروبها التقليدية مع الأنظمة العربية، فبعد أن واجهت الشعب الفلسطينيّ المنتفض عامي 1987و2000، وفوجئت بجيل فلسطيني عنيد مقاوم بما أتيح له من وسائل المقاومة البسيطة. خاضت إسرائيل أربعة حروب أخيرة لم تسجل في واحدة منها نصراً، بل وجدت نفسها أمام معضلةٍ يصعب السيطرة عليها، فها هي غزة التي تكتظ بحوالي مليوني فلسطيني، المحاصرة منذ عشر سنوات تواجه الدولة المدججة بأحدث ما توصلت إليه البشرية من سلاح، تقف صامدة وتصنع معجزة في الصمود، وتخلق معادلة تجعل دولة الاحتلال تحسب حساباتها، قبل أيّ خطوة تخطوها باتجاهها.
اصطدم المشروع الصهيوني بالمعادلة الديمغرافية، فبعد أن اعتقد أصحاب المشروع أنّ الفلسطينيين سيكونون أقليّة في الأراضي المقدسة، هم اليوم يوازون المستعمرين الصهاينة عدداً، وتفيد الدلالات بأنّ أصحاب هذا المشروع سيصبحون هم الأقلية بعد عشرين سنة، وهذا ما يمكن أن يضع حدّاً لهذا المشروع الاستعماري.
عملت دولة الاحتلال، منذ اليوم الأول، على إفراغ الأرض الفلسطينية من أهلها، وطرد أكبر عدد منهم خارج فلسطين، وقد صادرت أراضيهم وبيوتهم وكل ما يملكون، خرجوا بملابسهم، طالبين النجاة لأطفالهم وشيوخهم وأعراضهم، وقد فشلت كلّ المحاولات غير الجادّة أصلاً من إرجاع أيّ من الفلسطينيين لقريةٍ أو مدينة تمّ السيطرة عليها، كما سلّمت كلّ الدول العربية والإسلامية بواقع الاحتلال.
بعد حوالي سبعين عاماً، يمكن القول إنّ الدولة العبرية حقّقت الكثير من أهدافها، وخصوصا الخارجية، فهي وعلى المستوى الإقليميّ لاعب مؤثر في غالبية الأوراق السياسية والأمنية، ويمكن القول إنّ صياغات سياسية كثيرة في المنطقة تصاغ وفق مصالح دولة الاحتلال، وما يحصل الآن في المنطقة من نزيفٍ دامٍ، يدرك القريب والبعيد أنّ ثماره تعود على الدولة العبرية، وأنّ تلكؤ الغرب في معاقبة حكامٍ قتلة كبشّار الأسد، ما هي إلاّ واحدة من هذه السياقات الدالّة على السيطرة على ملفات السياسة الإقليمية، وجدير بالتذكير أنّ هذا الأمر لا يحصل إلاّ في ظلّ التماهي العربي الرسمي مع هذه المخططات.
وهذه هي نصف الحقيقة، وباقيها أنّ المشروع الصهيونيّ كان يهدف، من بدايته، على السيطرة على أراضٍ عربية واسعة، تمتد من الفرات إلى النيل، كما يهدف هذا المشروع إلى إفراغ الأرض العربية الفلسطينية من الغالبية العظمى من سكانها الفلسطينيين، وقد وصل المشروع الصهيونيّ المبنيّ على إقامة دولة عظيمة مترامية الأطراف إلى غاياته القصوى من الناحية الجغرافية، إسرائيل اليوم غير قادرة على التوّسع شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، وهي في المرحلة الحالية قادرة فقط على إذكاء النيران هنا وهناك. ولكن، بالاستفادة فقط من الحالات الموضوعية لما يحدث على الأرض العربية.
تواجه إسرائيل مشكلات داخلية كبيرة، فهي لم تعد تمتلك من قادتها الآباء المؤسسين المتحمسين للمشروع الصهيونيّ أحداً، وهي لم تعد قادرة على إقناع شباب الإسرائيلي المتعلّم؛ على أداء الخدمة العسكرية، حيث يرغب هؤلاء في البحث عن آفاق عمل تجارية متنوعة داخلياً وخارجياً، يكفي أنّ بعض الإحصاءات تقول أنّ أكثر من أربعين ألف إسرائيلي من الشباب يحملون الجنسية الإسرائيلية، يسكنون في برلين عاصمة ألمانيا، وغالبيتهم ممّن أدّوا الخدمة العسكرية، وجدوا ضالتهم في الأعمال التجارية في أوروبا، وقال بعضهم إنّ العيش في إسرائيل عبث.
بعد حوالي سبعين عاما، لم تتمكن إسرائيل من توفير الأمن لسكانها ومستوطنيها، وهي تصيغ كلّ حياتها وتكيّفها بالتوافق مع الملف الأمنيّ، وهذا عاملٌ طاردٌ لقادمين كثيرين إليها كمهاجرين، أملاً بجنّة في الأراضي المقدسة.
تواجه إسرائيل اليوم تهديدات أمنيّة لم تعهدها في حروبها التقليدية مع الأنظمة العربية، فبعد أن واجهت الشعب الفلسطينيّ المنتفض عامي 1987و2000، وفوجئت بجيل فلسطيني عنيد مقاوم بما أتيح له من وسائل المقاومة البسيطة. خاضت إسرائيل أربعة حروب أخيرة لم تسجل في واحدة منها نصراً، بل وجدت نفسها أمام معضلةٍ يصعب السيطرة عليها، فها هي غزة التي تكتظ بحوالي مليوني فلسطيني، المحاصرة منذ عشر سنوات تواجه الدولة المدججة بأحدث ما توصلت إليه البشرية من سلاح، تقف صامدة وتصنع معجزة في الصمود، وتخلق معادلة تجعل دولة الاحتلال تحسب حساباتها، قبل أيّ خطوة تخطوها باتجاهها.
اصطدم المشروع الصهيوني بالمعادلة الديمغرافية، فبعد أن اعتقد أصحاب المشروع أنّ الفلسطينيين سيكونون أقليّة في الأراضي المقدسة، هم اليوم يوازون المستعمرين الصهاينة عدداً، وتفيد الدلالات بأنّ أصحاب هذا المشروع سيصبحون هم الأقلية بعد عشرين سنة، وهذا ما يمكن أن يضع حدّاً لهذا المشروع الاستعماري.
مقالات أخرى
04 ديسمبر 2018
16 نوفمبر 2018
07 نوفمبر 2018