18 أكتوبر 2024
لبنان.. اللعب على حافّة الفتنة
انسداد أفق الحلّ السياسي في لبنان لناحية أزمة تشكيل الحكومة، على الرغم من مرور قرابة ستة أشهر على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيلها، دفع نحو تصاعد الخطاب التوتيري والتخويني والتعبوي في الشارع اللبناني، بما أنذر بخروج الأمور عن نطاق السيطرة، والانزلاق نحو الفتنة التي يمكن أن تحوّل لبنان إلى أرض خربة، مثل دول مجاورة، فخلال الأيام الماضية، ومن غير سابق إنذار، سوى فشل كل المحاولات لإقناع الحريري بتوزير أحد النواب السنّة المحسوبين على حزب الله والنظام السوري، على حساب حصة كتلته النيابية، وهي العقدة التي ما تزال تؤخّر تشكيل الحكومة وإعلانها، حيث يرفض حزب الله تسليم أسماء وزرائه إلى الرئيس المكلف، مشترطاً تسمية أحد الوزراء السنّة المحسوبين عليه فيها. وفي الأثناء، برز خطاب توتيري تخويني فيه اتهامات شخصية وغير شخصية كثيرة، وفيها طعن بالأعراض، وطاولت الرئيس المكلف، وحتى والده (رفيق الحريري)، فضلاً عن تحميله مسؤولية عدم تشكيل الحكومة وأزمة البلد على المستويات كافة.
تولّى الخطاب التوتيري الوزير السابق، وئام وهّاب، وحمل فيه حملة قاسية على الحريري الأب والابن، ما استثار الشارع المؤّيد للحريري، فلجأ أتباعه إلى التعبير عن سخطهم من خطاب وهّاب بقطع بعض الطرقات ليلاً بالإطارات المشتعلة، وسرعان ما عملت القوى الأمنية والجيش على فتحها. فيما لجأ محامو هذا الشارع إلى التقدّم بدعوى أمام النيابة العامة اللبنانية، يتهمون فيها وهّاب بمحاولة إثارة الفتنة والفوضى في الشارع اللبناني، فضلاً عن القدح والذم بحق شخصيات سياسية لبنانية حيّة وميتة، وقد تحرّكت النيابة العامة لتوقيف وهّاب، إلا أن
مسلحيه تصدّوا للقوى الأمنية بالسلاح وإطلاق النار العشوائي وفي الهواء، ما خلط الأمور وأعادها إلى المربع الأول، ونتج عن ذلك مقتل أحد مرافقي وهّاب (محمد أبو دياب)، وتباينت الروايات بشأن أسباب مقتله وكيفية حصوله.
الأخطر في كل ما جرى أن وهّاب حاول استثارة الرأي العام الدرزي في لبنان وسورية ضد الدولة اللبنانية، واعتبر دخول قوة معزّزة من الأمن اللبناني إلى بلدته (الجاهلية) لإحضاره من أجل المثول أمام القضاء نوعاً من التعرّض لكرامات الناس. ثم راح يطلق الاتهامات لشخصيات كبيرة في الدولة، سواء في الحكومة أو الأمن أو القضاء بقتل مرافقه، ويتوعد بالانتقام وتقديم دعوى أمام القضاء بحقهم، فضلاً عن أنه لم يتراجع عن توجيه الاتهامات، والتعرّض لتلك الشخصيات في الموضوع الشخصي.
وقبل ذلك بيوم، أطلق وهّاب لمسلحيه العنان، حيث نظّموا مسيراتٍ سيّارة مسلحة في أغلب قرى جبل لبنان وبلداته ذات الأغلبية الدرزية، بما في ذلك بلدة الزعيم الدرزي، وليد جنبلاط، في المختارة، ما حدا بالأخير إلى القول إن المختارة خط أحمر. وأكّد على وقوفه هو وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، الشيخ نعيم حسن، إلى جانب الدولة في القيام بواجبها في حماية الجبل من الفوضى والفلتان الأمني.
ولا يجرؤ وهّاب على القيام بهذا العمل الذي بلغ مبلغاً رفضه أغلب اللبنانيين من المرجعيات الرسمية والدينية، لولا الغطاء السياسي الموفّر له من قوى سياسية وحزبية مسلحة داخل البلد، ومن جهات إقليمية خارجه، وهو ما كشفته صحيفة الأخبار عندما أوضحت أن مسؤول الأمن والارتباط في حزب الله، الحاج وفيق صفا، اتصل، في أثناء وجود القوة الأمنية أمام مدخل منزل وهّاب في بلدته الجاهلية، بالمدير العام لقوى الأمن الداخلي، والمدعي العام اللبناني، رافضاً توقيف وهّاب، وسوقه إلى التحقيق، وإلا فإن الأمور تخرج عن السيطرة، وتتحول إلى حمام دم.
كان ما حصل بمثابة اللعب على حافّة الفتنة، ومحاولة لإخافة الأطراف السياسية أو غير السياسية في البلد، وقد يكون الغرض منه الضغط بطريقة خشنة من أجل تشكيل حكومة على المقاسات التي تريدها تلك الأطراف. ويصحّ القول إن لبنان تجاوز، هذه المرّة، قطوع فتنة جديدة كادت تندلع، لولا تدارك الشرارة في ربع الساعة الأخير، ولكن لا تسلم الجرّة كل مرّة إذا استمر بعضهم في اللعب على حافّة الفتنة، من دون تقدير العواقب.
الأخطر في كل ما جرى أن وهّاب حاول استثارة الرأي العام الدرزي في لبنان وسورية ضد الدولة اللبنانية، واعتبر دخول قوة معزّزة من الأمن اللبناني إلى بلدته (الجاهلية) لإحضاره من أجل المثول أمام القضاء نوعاً من التعرّض لكرامات الناس. ثم راح يطلق الاتهامات لشخصيات كبيرة في الدولة، سواء في الحكومة أو الأمن أو القضاء بقتل مرافقه، ويتوعد بالانتقام وتقديم دعوى أمام القضاء بحقهم، فضلاً عن أنه لم يتراجع عن توجيه الاتهامات، والتعرّض لتلك الشخصيات في الموضوع الشخصي.
وقبل ذلك بيوم، أطلق وهّاب لمسلحيه العنان، حيث نظّموا مسيراتٍ سيّارة مسلحة في أغلب قرى جبل لبنان وبلداته ذات الأغلبية الدرزية، بما في ذلك بلدة الزعيم الدرزي، وليد جنبلاط، في المختارة، ما حدا بالأخير إلى القول إن المختارة خط أحمر. وأكّد على وقوفه هو وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، الشيخ نعيم حسن، إلى جانب الدولة في القيام بواجبها في حماية الجبل من الفوضى والفلتان الأمني.
ولا يجرؤ وهّاب على القيام بهذا العمل الذي بلغ مبلغاً رفضه أغلب اللبنانيين من المرجعيات الرسمية والدينية، لولا الغطاء السياسي الموفّر له من قوى سياسية وحزبية مسلحة داخل البلد، ومن جهات إقليمية خارجه، وهو ما كشفته صحيفة الأخبار عندما أوضحت أن مسؤول الأمن والارتباط في حزب الله، الحاج وفيق صفا، اتصل، في أثناء وجود القوة الأمنية أمام مدخل منزل وهّاب في بلدته الجاهلية، بالمدير العام لقوى الأمن الداخلي، والمدعي العام اللبناني، رافضاً توقيف وهّاب، وسوقه إلى التحقيق، وإلا فإن الأمور تخرج عن السيطرة، وتتحول إلى حمام دم.
كان ما حصل بمثابة اللعب على حافّة الفتنة، ومحاولة لإخافة الأطراف السياسية أو غير السياسية في البلد، وقد يكون الغرض منه الضغط بطريقة خشنة من أجل تشكيل حكومة على المقاسات التي تريدها تلك الأطراف. ويصحّ القول إن لبنان تجاوز، هذه المرّة، قطوع فتنة جديدة كادت تندلع، لولا تدارك الشرارة في ربع الساعة الأخير، ولكن لا تسلم الجرّة كل مرّة إذا استمر بعضهم في اللعب على حافّة الفتنة، من دون تقدير العواقب.