07 نوفمبر 2024
خصوصية التحرّش باللبنانية والسورية
فضيحة جنسية انفجرت في الخريف الماضي، في هوليوود: اتهام منتج سينمائي نافذ بالاعتداء الجنسي المتسلسل على ممثلات، ومنهن سوبر نجمات. باتَ للفضيحة تاريخ، 13 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، وروزنامة، وعنوان "قضية هارفي وينستاين"، من اسم بطل الفضيحة. بسرعة البرق، وصلت ارتدادات الفضيحة إلى أنحاء العالم أجمع. وسيولتها لا تعود إلى جدّتها، أو ضخامتها. إذ هناك أفدح منها، أقدم منها، تبدو الآن وكأنها كانت بمثابة إرهاصات. إنما منْبت شدّتها هو أنها صادرة عن مالكي سلطتَين: الخشِنة، أي الولايات المتحدة، والناعمة، أي هوليوود، ونجماته الباهرات تحديداً.
وبسرعة أيضاً، حصل نوع من الانشقاق عن "الخط الأيديولوجي" للحملة الناجمة عن الفضيحة. الفرنسية كاترين دونوف، وهي رمزها الأشهر، مع مئة شخصية نسائية فرنسية من عالم الفن، أصدرت بياناً، عنوانه منه وفيه "الحق بالمضايقة"، رداً على هاشتاغَين، هما من صميم الحملة: الأول هو "أنا أيضاً" (أي أنا أيضاً تعرضتُ للتحرّش)، والثاني هو "إرم خنزيرك" (والمقصود بالخنزير الرجل المتحرِّش). فانقسم كوكب النساء النسويات بين أرضين، وكان السجال بينهن حادّاً: بين نسوياتٍ يجرفن في طريقهن أي متحرّش، ومهما كانت درجته، ونسويات أخريات يخشَين على مستقبل الغواية بين الجنسين، ويرغبن بالإبقاء على التحرّش "اللطيف"، "الدمث". وعلى أطراف الجناحين، متطرّفات يرمين كل الرجال في مزْبلة الغريزة الساقطة، تقابلهن متطرّفات أخريات، يجدن في الاغتصاب لذة جنسية معينة. هكذا، وسط الصخب العالمي الذي أطلقته الحملة الأميركية على التحرّش الجنسي، وجدنا أنفسنا أمام قطبين، إذا أردنا التبسيط: بين أميركا اللجوجة في تحطيم عالم احتكار الامتيازات الجنسية، وأوروبا المتعلقة بروْنق التجاذب الجنسي.
هناك أيضا، في الغرب، كان للمشرق العربي حصتان: الداعية الإسلامي طارق رمضان، حفيد حسن البنا، اتهمته سيدتان بالاغتصاب. وهو الآن في أحد السجون الفرنسية، يخضع للتحقيق.
ثم حملة منظمة على مواقع التواصل، في الصحافة الإسلامية، وسط الجمعيات الإسلامية، كلها تنادي ببراءته، وتردّد بلا كلَل، أن الداعية، صاحب العلم والأخلاق، هو ضحية مؤامرة "يهودية، إسلاموفوبية" تستهدف الإسلام والمسلمين.. إلخ. وبموازاتها حملة تهديدات بالقتل ضد واحدةٍ من المدعيات عليه أمام المحاكم الفرنسية، فضلاً عن تشويه سمعتها.
الحصة الثانية هي للصحافية الأميركية – المصرية، منى الصحاوي، التي أنزلت "بوستاً" بالإنكليزية، تقول فيه: "تعرّضتُ للتحرّش الجنسي في الحج عام 1985، وكنت وقتها في الخامسة عشرة من العمر. وآمل أن التكلم عن هذه التجربة سوف يساعد المرأة المسلمة على كسر الصمت، التابو، حول التحرّش الجنسي في أثناء الحج والعمرة، أو أي مكان مقدس آخر". التفاعل مع هذا البوست بلغ الستة آلاف رسالة من مسلمات يصفن فيها التجربة نفسها.
ماذا عن ديارنا؟ نحن القاطنات هنا، في المشرق؟ هل نأخذ بيد أحد أجنحة السجال، نؤيد هذا أم ذاك؟ ننقاد مرة أخرى للتيار السائد، أم الأقل منه ذيوعاً؟ فنبني خياراتنا بنسخها، كما نسخنا أشياء أخرى من عالم القوة الناعمة، أم الخشِنة؟ ما قرأته حتى الآن من آراء قليلة حول الموضوع يشير إلى تلك الانحيازات؛ كأن ليس المطلوب منا سوى وضع إشارة "موافق" على واحدةٍ من الخانات المعروضة: "نزبل" كل الرجال بصفتهم خنازير بالفطرة، أم نتودّد لتحرّشاتهم، أم نتحصّن بقداسة إسلامنا ومسلمينا، أم نعطي الأولوية لتحطيمهما؟
حسناً. فلنبدأ بالواقع. بما نعشيه. هل هناك من يتذكّر ملهى "شي موريس"؟ المكان صاحب الحظ السيئ بانكشاف فظاعة جريمته، منذ عامين، حيث النساء السوريات يخضعن للعبودية الجنسية، بعد جلبهن من سورية بوعود عن عمل سوف يجدنه في لبنان "الآمن". هل وجه موريس هو الأقبح لأنه فُضح؟ أم، هل حوكم رجالات "شي موريس"؟
خارج أسوار "شي موريس"، في الهواء نصف الطلق، شهادات منشورة وغير منشورة لنساء سوريات، لاجئات وغير لاجئات، تعرَّضن لأشكالٍ من الابتزاز الجنسي في الرحاب اللبنانية: في نقاط الأمن العام على الحدود، في المساعدات من جمعيات خيرية، داخل مخيمات اللجوء نفسها، مع "الكفيل" اللبناني الذي يحق له أن يزيد مبلغه السنوي المستحق، ودائماً، بتزويج القاصرات المعدمات، بألف جهنم وجهنم جنسية، لم تنكشف كل أوجهه حتى الآن..
"شي موريس"، كان، قبل انكشافه، مكاناً محمياً بالسرية. أما "الدولة الإسلامية"، فعندما تأسست منذ أربع سنوات، فكانت تتباهى باستعباد النساء جنسياً، وترسل لنا أخباراً مفصَّلة عن السوق العبيد، عن سعر الواحدة من المعروضات؛ هذه صغيرة، تلك شابة، هذه عذراء وتلك ثيّب.. عن تبديل هذه بتلك بين أعضاء الدولة، وجهائها، متوسطيها. أيضاً: الاغتصاب المنهجي، السرّي وشبه السرّي الذي يقوم به رجالات النظام السوري. الفيلم الوثائقي الفرنسي "سورية الأصوات المخنوقة" (إخراج آنيك كوجان)، عُرِض على شاشة قناة فرنسا 2، بعيد انفجار فضيحة هوليوود، شاهده مليون إنسان، أثار ضجّة، لكنه لم يتسبّب، لا بملاحقة قانونية ولا بمحاكمة: نساء يروين بالاسم والوجه المكشوف قصة سجنهن في أقبية النظام السوري، وتعرّضهن للاغتصاب اليومي، المنتظم، مع أسماء وتواريخ، مع إشاراتٍ إلى غيرهن ممن يجهلن خواتيم عذاباتهن. وتقدير بأن في سجون النظام السوري بين ثلاثة إلى أربعة آلاف سجينة.. وشهاداتٍ لا تنتهي عن أهوال تتجاوز، وبمسافات ضوئية، سكوت نجمةٍ سينمائيةٍ عن اغتصابها، في مقابل فوزها بالـ"الدور".
في المقْلب اللبناني الضيق شبه القروي، في مملكة الفوضى العارمة، اضطراب آخر: الرجال انخفض عددهم، بالموت، أو الهجرة، أو العزوف عن النساء. أي بعباراتٍ ماركسية، هناك
عرض للنساء أعلى من طلب الرجال عليه. في السلوكيات اليومية واضحة للعين المجرّدة مفاعيل اختلال التوازن هذا: تنازلات للنساء عن حقوقٍ قليلةٍ مكتسبة، تنازلات طبقية، نفسية، عمرية، ذوقية، للظفر برجل. ومن بعدها الجحيم الصافي في حياة زوجية، أو غرامية، محطَّمة سلفاً. ربما يقف هذا الخلل خلف الترحيب الشعبي بالتحرّش الجنسي، وبـ"شروط السوق" الواقعية: أي أن يختار الرجل الواحد بين دزينةٍ من الحسناوات الدلوعات. التحرّش التلفزيوني، في برنامج "نقشت"، له رواج لبناني وعربي واسع. يجلس الرجل المتْخم، يسند يده إلى طاولة، يدخن النارجيلة، وتمر أمامه الحسناوات المتبرّجات الدلوعات، واحدة بعد الأخرى، ويبدأ بـ"التلطيش" اللبناني السوقي. يكاد يغمى على بعضهن من شدة الضحك و"الصهْصنة". والغاية من البرنامج، في النهاية، أن يختار بطل السماجة هذا بين الحسناوات رفيقة لحظته أو أيامه، لا نعرف بالضبط.
ربَّ قائلٍ إن اللوحة ليست كلها بهذا الهزل والرخص. فهناك محترماتٌ متعلماتٌ، ناجحات، سعيدات بأنفسهن.. ومع ذلك، ماذا يمكن أن نعرف عن أسرار الابتزاز الجنسي الذي تعرّضن له في أثناء صعودهن نحو النجاح؟ يحتاج المرء إلى دراسة معمّقة، وبالأرقام والشهادات الحيّة. وهذا قد لا يحصل منهجياً في دولة اللا قانون، ومجتمع اللُّهاث. مع أن وقائعه رائجة ومعروفة؛ ولا تخلو يومياتنا من قصصٍ عن ابتزاز جنسي في العمل، في الجامعات، في الأحزاب، في المستشفيات، في الإدارت العامة.. أين منها تلطيشات "قائد الملطِّشين"؟
تتداخل حيوات السورية واللبناينة عبر أوان مستطرقة غير خفية؛ يعشنَ على الأرض نفسها، تتشابك أقدارهن، وتحكم هذه الأرض الآليات نفسها المنْفلتة من أي حساب. وفي كلا السياقين الحميمين، تحكم حياتهن عقائد وسلوكيات تجاوزتها من زمان الحملة العالمية الراهنة على التحرّش الجنسي، بقيادة نجمات أميركا. لذلك، إذا أردنا ألّا تدهمنا هذه الحملة، وتفرض علينا أسئلتها وخياراتها، نحتاج إلى تبيين الحملة ضد التحرّش الجنسي، وإسنادها بالوقائع الحيّة، بالغوص في المعيش من حولنا. وقد نكتشف أن هناك خصوصية لبنانية سورية للتحرّش الجنسي، هي نظيرة خصوصية سياسية - ثقافية واحدة، تنتظر من يتابع تفكيكها، ويخضعها للمحاكمة.
وبسرعة أيضاً، حصل نوع من الانشقاق عن "الخط الأيديولوجي" للحملة الناجمة عن الفضيحة. الفرنسية كاترين دونوف، وهي رمزها الأشهر، مع مئة شخصية نسائية فرنسية من عالم الفن، أصدرت بياناً، عنوانه منه وفيه "الحق بالمضايقة"، رداً على هاشتاغَين، هما من صميم الحملة: الأول هو "أنا أيضاً" (أي أنا أيضاً تعرضتُ للتحرّش)، والثاني هو "إرم خنزيرك" (والمقصود بالخنزير الرجل المتحرِّش). فانقسم كوكب النساء النسويات بين أرضين، وكان السجال بينهن حادّاً: بين نسوياتٍ يجرفن في طريقهن أي متحرّش، ومهما كانت درجته، ونسويات أخريات يخشَين على مستقبل الغواية بين الجنسين، ويرغبن بالإبقاء على التحرّش "اللطيف"، "الدمث". وعلى أطراف الجناحين، متطرّفات يرمين كل الرجال في مزْبلة الغريزة الساقطة، تقابلهن متطرّفات أخريات، يجدن في الاغتصاب لذة جنسية معينة. هكذا، وسط الصخب العالمي الذي أطلقته الحملة الأميركية على التحرّش الجنسي، وجدنا أنفسنا أمام قطبين، إذا أردنا التبسيط: بين أميركا اللجوجة في تحطيم عالم احتكار الامتيازات الجنسية، وأوروبا المتعلقة بروْنق التجاذب الجنسي.
هناك أيضا، في الغرب، كان للمشرق العربي حصتان: الداعية الإسلامي طارق رمضان، حفيد حسن البنا، اتهمته سيدتان بالاغتصاب. وهو الآن في أحد السجون الفرنسية، يخضع للتحقيق.
الحصة الثانية هي للصحافية الأميركية – المصرية، منى الصحاوي، التي أنزلت "بوستاً" بالإنكليزية، تقول فيه: "تعرّضتُ للتحرّش الجنسي في الحج عام 1985، وكنت وقتها في الخامسة عشرة من العمر. وآمل أن التكلم عن هذه التجربة سوف يساعد المرأة المسلمة على كسر الصمت، التابو، حول التحرّش الجنسي في أثناء الحج والعمرة، أو أي مكان مقدس آخر". التفاعل مع هذا البوست بلغ الستة آلاف رسالة من مسلمات يصفن فيها التجربة نفسها.
ماذا عن ديارنا؟ نحن القاطنات هنا، في المشرق؟ هل نأخذ بيد أحد أجنحة السجال، نؤيد هذا أم ذاك؟ ننقاد مرة أخرى للتيار السائد، أم الأقل منه ذيوعاً؟ فنبني خياراتنا بنسخها، كما نسخنا أشياء أخرى من عالم القوة الناعمة، أم الخشِنة؟ ما قرأته حتى الآن من آراء قليلة حول الموضوع يشير إلى تلك الانحيازات؛ كأن ليس المطلوب منا سوى وضع إشارة "موافق" على واحدةٍ من الخانات المعروضة: "نزبل" كل الرجال بصفتهم خنازير بالفطرة، أم نتودّد لتحرّشاتهم، أم نتحصّن بقداسة إسلامنا ومسلمينا، أم نعطي الأولوية لتحطيمهما؟
حسناً. فلنبدأ بالواقع. بما نعشيه. هل هناك من يتذكّر ملهى "شي موريس"؟ المكان صاحب الحظ السيئ بانكشاف فظاعة جريمته، منذ عامين، حيث النساء السوريات يخضعن للعبودية الجنسية، بعد جلبهن من سورية بوعود عن عمل سوف يجدنه في لبنان "الآمن". هل وجه موريس هو الأقبح لأنه فُضح؟ أم، هل حوكم رجالات "شي موريس"؟
خارج أسوار "شي موريس"، في الهواء نصف الطلق، شهادات منشورة وغير منشورة لنساء سوريات، لاجئات وغير لاجئات، تعرَّضن لأشكالٍ من الابتزاز الجنسي في الرحاب اللبنانية: في نقاط الأمن العام على الحدود، في المساعدات من جمعيات خيرية، داخل مخيمات اللجوء نفسها، مع "الكفيل" اللبناني الذي يحق له أن يزيد مبلغه السنوي المستحق، ودائماً، بتزويج القاصرات المعدمات، بألف جهنم وجهنم جنسية، لم تنكشف كل أوجهه حتى الآن..
"شي موريس"، كان، قبل انكشافه، مكاناً محمياً بالسرية. أما "الدولة الإسلامية"، فعندما تأسست منذ أربع سنوات، فكانت تتباهى باستعباد النساء جنسياً، وترسل لنا أخباراً مفصَّلة عن السوق العبيد، عن سعر الواحدة من المعروضات؛ هذه صغيرة، تلك شابة، هذه عذراء وتلك ثيّب.. عن تبديل هذه بتلك بين أعضاء الدولة، وجهائها، متوسطيها. أيضاً: الاغتصاب المنهجي، السرّي وشبه السرّي الذي يقوم به رجالات النظام السوري. الفيلم الوثائقي الفرنسي "سورية الأصوات المخنوقة" (إخراج آنيك كوجان)، عُرِض على شاشة قناة فرنسا 2، بعيد انفجار فضيحة هوليوود، شاهده مليون إنسان، أثار ضجّة، لكنه لم يتسبّب، لا بملاحقة قانونية ولا بمحاكمة: نساء يروين بالاسم والوجه المكشوف قصة سجنهن في أقبية النظام السوري، وتعرّضهن للاغتصاب اليومي، المنتظم، مع أسماء وتواريخ، مع إشاراتٍ إلى غيرهن ممن يجهلن خواتيم عذاباتهن. وتقدير بأن في سجون النظام السوري بين ثلاثة إلى أربعة آلاف سجينة.. وشهاداتٍ لا تنتهي عن أهوال تتجاوز، وبمسافات ضوئية، سكوت نجمةٍ سينمائيةٍ عن اغتصابها، في مقابل فوزها بالـ"الدور".
في المقْلب اللبناني الضيق شبه القروي، في مملكة الفوضى العارمة، اضطراب آخر: الرجال انخفض عددهم، بالموت، أو الهجرة، أو العزوف عن النساء. أي بعباراتٍ ماركسية، هناك
ربَّ قائلٍ إن اللوحة ليست كلها بهذا الهزل والرخص. فهناك محترماتٌ متعلماتٌ، ناجحات، سعيدات بأنفسهن.. ومع ذلك، ماذا يمكن أن نعرف عن أسرار الابتزاز الجنسي الذي تعرّضن له في أثناء صعودهن نحو النجاح؟ يحتاج المرء إلى دراسة معمّقة، وبالأرقام والشهادات الحيّة. وهذا قد لا يحصل منهجياً في دولة اللا قانون، ومجتمع اللُّهاث. مع أن وقائعه رائجة ومعروفة؛ ولا تخلو يومياتنا من قصصٍ عن ابتزاز جنسي في العمل، في الجامعات، في الأحزاب، في المستشفيات، في الإدارت العامة.. أين منها تلطيشات "قائد الملطِّشين"؟
تتداخل حيوات السورية واللبناينة عبر أوان مستطرقة غير خفية؛ يعشنَ على الأرض نفسها، تتشابك أقدارهن، وتحكم هذه الأرض الآليات نفسها المنْفلتة من أي حساب. وفي كلا السياقين الحميمين، تحكم حياتهن عقائد وسلوكيات تجاوزتها من زمان الحملة العالمية الراهنة على التحرّش الجنسي، بقيادة نجمات أميركا. لذلك، إذا أردنا ألّا تدهمنا هذه الحملة، وتفرض علينا أسئلتها وخياراتها، نحتاج إلى تبيين الحملة ضد التحرّش الجنسي، وإسنادها بالوقائع الحيّة، بالغوص في المعيش من حولنا. وقد نكتشف أن هناك خصوصية لبنانية سورية للتحرّش الجنسي، هي نظيرة خصوصية سياسية - ثقافية واحدة، تنتظر من يتابع تفكيكها، ويخضعها للمحاكمة.