15 مايو 2018
مسيرة العودة والإعلام الغربي
مصطفى أبو السعود (فلسطين)
قدم الإعلام الصهيوني فلسطين للغرب على أنها "أرض بلا شعب"، وأن الله أعطاهم هذه الأرض، وأنهم أحق بها من أي شعب آخر، وأخرجوا لتحقيق ذلك كلّ سهامهم، وأبرزها سلاح الدين ليتهموا المنكرين والمشككين بمعاداة السامية كما حصل مع المفكر الفرنسي، روجيه جارودي، الذي أنكر وفند كثيرا من أكاذيب اليهود، خصوصا في المحرقة النازية التي يدّعون تعرّضهم لها في ألمانيا، وذلك في كتابه "الأساطير المؤسسة للسياسة الصهيونية"، وكما حدث مع المفكر الأميركي، نعوم تشومسكي الذي يعارض السياسة الأميركية وارتهانها لليهود.
وبالعودة إلى مسيرة العودة في عيون الإعلام الغربي، لو تجوّلنا في الصحف الغربية، ونظرنا كيف تناولت مسيرة العودة السلمية، نجد أنّ أغلبها تتبنى الرواية الصهيونية جملة وتفصيلاً، مثل صحيفة نيويورك تايمز وبي بي سي، وهي معاقل الليبراليّة الغربيّة الإعلاميّة، إذ اختارت هذه المنصات الإعلامية مصطلحات وكلمات غير دقيقة لوصف ما حدث بالفعل، وتجنبت في أسلوب تغطيتها إظهار الاعتداءات الإسرائيليّة على المسيرات التي وصفتها بالمواجهات التي اندلعت بعد رمي الفلسطينيين الحجارة، ومحاولة اجتياز الحدود، وترجيح كفّة التغطية لصالح الرواية الإسرائيليّة.
وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركيّة على سبيل المثال، ما جرى يوم الجمعة في ذكرى يوم الأرض بالصدام/ المواجهة، وفي أخبار لاحقة بـ"اشتعال الحدود" و"جمعة العنف"، من دون الإشارة إلى أن العنف الذي استعمل كان لقمع المسيرة السلميّة، موهمة القارئ أنّ العنف من الطرفين. وادّعت الصحيفة أنّ العنف اندلع بسبب استعمال مجموعات فلسطينيّة صغيرة العنف عند الحدود في أثناء المسيرة، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى الرد، وهو متناسق تمامًا مع الادعاء الإسرائيلي، من دون الإشارة إلى أنّ قادة إسرائيليّين صرّحوا مراتٍ قبل المسيرة وهددوا باستعمال القوّة لقمع المسيرة.
بينما تساءلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن أحداث يوم الجمعة الماضي: ما الذي حصل عند حدود غزّة إسرائيل؟ وأجابت بـ: "مواجهات خلّفت 16 قتيلًا فلسطينيًا ومئات الجرحى". وكان السطر الأول في الإجابة نقلاً عن ادّعاءات الجيش الإسرائيلي، التي أخذت معظم المساحة المخصصة للإجابة على التساؤل، وغاب أيّ تصريح أو مقابلة لشخصيّة فلسطينيّة للإجابة بشأن ما حصل، واكتفت "بي بي سي" في تغطيتها هذه بنقل تصريحات عن حركة حماس من دون نقل أي صوت من المنظمين أو المشاركين في المسيرة. وهناك صحف ذكرت أن هؤلاء يدعون ويزعمون بأن لهم أرضا في إسرائيل!. وصحف ذكرت إن هذا الخروج بسبب الحصار وليس بسبب العودة، ويلقون اللوم فقط على الرئيس محمود عباس والسلطة سببا لهذا الحصار وليس على إسرائيل.
يبقى التأكيد أنّه على الرغم من قلة عدد اليهود في العالم، وخصوصا اليهود الذين يدعمون إسرائيل، لا يمكن إنكار جهد الداعمين لإسرائيل في خدمة مشروعهم الصهيوني، وهنا نتساءل: هل نجح هؤلاء بإقناع بعضهم بأن الذين أنزل عليهم الكتاب بالحق هم إرهابيون؟ وهل تجاوب الضالون مع أكاذيب المغضوب عليهم واتخذوا من الإسرائيليين أربابا من دون الله، أم أن المسألة لا تتعلق بقوة المغضوب عليهم بقدر ما هو ضعف أصحاب الحق؟ أم أن المصالح ما بين المغضوب عليهم والضالين أقوى مما بين الفلسطينيين والضالين؟
وبالعودة إلى مسيرة العودة في عيون الإعلام الغربي، لو تجوّلنا في الصحف الغربية، ونظرنا كيف تناولت مسيرة العودة السلمية، نجد أنّ أغلبها تتبنى الرواية الصهيونية جملة وتفصيلاً، مثل صحيفة نيويورك تايمز وبي بي سي، وهي معاقل الليبراليّة الغربيّة الإعلاميّة، إذ اختارت هذه المنصات الإعلامية مصطلحات وكلمات غير دقيقة لوصف ما حدث بالفعل، وتجنبت في أسلوب تغطيتها إظهار الاعتداءات الإسرائيليّة على المسيرات التي وصفتها بالمواجهات التي اندلعت بعد رمي الفلسطينيين الحجارة، ومحاولة اجتياز الحدود، وترجيح كفّة التغطية لصالح الرواية الإسرائيليّة.
وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركيّة على سبيل المثال، ما جرى يوم الجمعة في ذكرى يوم الأرض بالصدام/ المواجهة، وفي أخبار لاحقة بـ"اشتعال الحدود" و"جمعة العنف"، من دون الإشارة إلى أن العنف الذي استعمل كان لقمع المسيرة السلميّة، موهمة القارئ أنّ العنف من الطرفين. وادّعت الصحيفة أنّ العنف اندلع بسبب استعمال مجموعات فلسطينيّة صغيرة العنف عند الحدود في أثناء المسيرة، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى الرد، وهو متناسق تمامًا مع الادعاء الإسرائيلي، من دون الإشارة إلى أنّ قادة إسرائيليّين صرّحوا مراتٍ قبل المسيرة وهددوا باستعمال القوّة لقمع المسيرة.
بينما تساءلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن أحداث يوم الجمعة الماضي: ما الذي حصل عند حدود غزّة إسرائيل؟ وأجابت بـ: "مواجهات خلّفت 16 قتيلًا فلسطينيًا ومئات الجرحى". وكان السطر الأول في الإجابة نقلاً عن ادّعاءات الجيش الإسرائيلي، التي أخذت معظم المساحة المخصصة للإجابة على التساؤل، وغاب أيّ تصريح أو مقابلة لشخصيّة فلسطينيّة للإجابة بشأن ما حصل، واكتفت "بي بي سي" في تغطيتها هذه بنقل تصريحات عن حركة حماس من دون نقل أي صوت من المنظمين أو المشاركين في المسيرة. وهناك صحف ذكرت أن هؤلاء يدعون ويزعمون بأن لهم أرضا في إسرائيل!. وصحف ذكرت إن هذا الخروج بسبب الحصار وليس بسبب العودة، ويلقون اللوم فقط على الرئيس محمود عباس والسلطة سببا لهذا الحصار وليس على إسرائيل.
يبقى التأكيد أنّه على الرغم من قلة عدد اليهود في العالم، وخصوصا اليهود الذين يدعمون إسرائيل، لا يمكن إنكار جهد الداعمين لإسرائيل في خدمة مشروعهم الصهيوني، وهنا نتساءل: هل نجح هؤلاء بإقناع بعضهم بأن الذين أنزل عليهم الكتاب بالحق هم إرهابيون؟ وهل تجاوب الضالون مع أكاذيب المغضوب عليهم واتخذوا من الإسرائيليين أربابا من دون الله، أم أن المسألة لا تتعلق بقوة المغضوب عليهم بقدر ما هو ضعف أصحاب الحق؟ أم أن المصالح ما بين المغضوب عليهم والضالين أقوى مما بين الفلسطينيين والضالين؟
مقالات أخرى
10 مايو 2018
30 ابريل 2018
27 مارس 2017