08 يوليو 2019
من الجزائر إلى مالي
ماء العينين بوية (المغرب)
في أحد برامج القنوات الجزائرية، خرج أحد مشايخ الطرق الصوفية المعروفة، وهو غير سياسي، ومحايد، ليقول إنه من الأفضل للجزائر بقاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للعهدة الخامسة، حتى ينقل السلطة في عام، مردداً ما كان مدير حملته قد نقله عنه. ولكن شاءت الأقدار، ومع عظمة الاحتجاج، أن يتنازل الرئيس ومحيطه عن إمكانية الترشح لعهدة خامسة، لتنتقل المعركة من مقام إلى مقام آخر، تصبو فيه السلطة إلى غايتها في مترشّح متوافق عليه، تمتلك له مقومات النجاح، النفوذ والمال والسلطة القبلية والسلطة الدينية بفرعيها، ومنها هؤلاء ودراويشهم.
في مصر، وبينما اشتد وطيس الخروج الجماهيري ضد حسني مبارك، كانت قناة المديح التابعة لإحدى الطرق الصوفية على عهدها في دعمه، بشريط إعلاني موال تماماً له. على الشريط نفسه، كانت إعلانات الولاء لأحمد شفيق مرشحاً قبل أن يندحر أمام المنتخب محمد مرسي، وكانت نفسها مرحبة بعبد الفتاح السيسي وانقلابه أو ثورته الخادعة.
كان انتصار الرئيس السنغالي، ماكي صال، بمثابة انتصار أحد أبناء الطريقة، كما قال أحد مريدي كبريات الطرق الصوفية في السنغال، والتي تعتبر ذات نفوذ سياسي واجتماعي واسع داخل الدولة، إلى درجة أن الغريمين السياسيين في الانتخابات الماضية افتتحا حملتيهما من مدينة طوبا معقل المشيخة المريدية.
في استقبال الرئيس المالي أحد مشايخ الطرق، لا تكاد تعرف من الرئيس، ومن الشيخ، فالأخير قدم بحلة مغربية، أشبه بسلاطين القرن التاسع عشر، مع وفد وحاجب، ينتظره الرئيس المنتخب واقفاً، بينما الزعيم الروحي يخطو خطواتٍ ملكية على سجاد أحمر، حالة تعلن سطوة النفوذ السياسي، وامتداده لبعض الطرق، متخطياً الحدود الجغرافية، أو حالة من التقمص، يتمثلها بعض المشايخ الأمراء (للقوة الاجتماعية والمالية التي يملكونها) في إطار دورهم المرجعي لملايين من الأتباع، وسيلة لتكريس نفوذ سياسي تتنافس فيه دول معينة، كالمغرب أو الجزائر، داخل دول أخرى، فتنتقل العلاقة من تابع مستفيد إلى مؤثر مستفيد كذلك.
كان انتصار الرئيس السنغالي، ماكي صال، بمثابة انتصار أحد أبناء الطريقة، كما قال أحد مريدي كبريات الطرق الصوفية في السنغال، والتي تعتبر ذات نفوذ سياسي واجتماعي واسع داخل الدولة، إلى درجة أن الغريمين السياسيين في الانتخابات الماضية افتتحا حملتيهما من مدينة طوبا معقل المشيخة المريدية.
في استقبال الرئيس المالي أحد مشايخ الطرق، لا تكاد تعرف من الرئيس، ومن الشيخ، فالأخير قدم بحلة مغربية، أشبه بسلاطين القرن التاسع عشر، مع وفد وحاجب، ينتظره الرئيس المنتخب واقفاً، بينما الزعيم الروحي يخطو خطواتٍ ملكية على سجاد أحمر، حالة تعلن سطوة النفوذ السياسي، وامتداده لبعض الطرق، متخطياً الحدود الجغرافية، أو حالة من التقمص، يتمثلها بعض المشايخ الأمراء (للقوة الاجتماعية والمالية التي يملكونها) في إطار دورهم المرجعي لملايين من الأتباع، وسيلة لتكريس نفوذ سياسي تتنافس فيه دول معينة، كالمغرب أو الجزائر، داخل دول أخرى، فتنتقل العلاقة من تابع مستفيد إلى مؤثر مستفيد كذلك.