استمع الآن
الكتابة كفعلٍ يستتبع نفسه
تندلع المعارك، ولا تسلم حتى المكتبات من الغارات الحربية، فتُدفن الكتب، أو تُحرق وتُلقى في الأنهر، كما حدث في حريق مكتبة الإسكندرية عامَ سبعة وأربعين قبل الميلاد، وإغراق التتار كتب بغداد في نهر دجلة. ويشتعل تساؤل مَشوب بالحسرة: ما الشكلُ الذي كان سيتخذُه التقدّمُ الإنسانيّ لو لم تَضِع تلك المخطوطات؟
لكن، وعلى الرغم من هذا، "لا ضرر في ضياع بعض الكتب!"، هكذا يقول الكاتب الأرجنتيني خورخي بورخيس.
فما الذي يقصده؟ كيف لكتاب أن يحلّ مكان آخر؟ وهل في قوله حطّ من قيمة الكتب وتفرّدها؟ أم أنّ "الارتقاء" مرتبط بسيرورة الكتابة كفعل يستتبع نفسَه؟ المترجم والأكاديمي المغربي مزوار الإدريسي يُحدّثنا في "رُواق".